كرة القدم في السينما... استغلال شعبية وتجارب سطحية

نشر في 03-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-06-2015 | 00:01
• من {424} إلى {كابتن مصر»

أعاد النجاح الذي حققه فيلم {كابتن مصر} في دور العرض، واحتلاله المركز الأول في شباك التذاكر فكرة الأعمال السينمائية التي تتناول كرة القدم إلى الواجهة، وهي تعرض لحياة اللاعبين أو الطامحين إلى الشهرة في هذا المجال، أو تبرز المنافسة بين فريقين، أو مشكلات يتعرَّض لها اللاعبون عبر تسليط الضوء على نماذج منهم، أو على وضعهم الاجتماعي بعد اعتزالهم اللعب لظرف ما.
يحضر فيلم}424}  بين الأفلام التي تتناول كرة القدم. تولى بطولته كل من سمير غانم، ويونس شلبي، ووحيد سيف، كذلك نتذكر «غريب في بيتي» من بطولة كل من نور الشريف، وسعاد حسني، و}رجل فقد عقله» مع فريد شوقي، وعادل إمام، وإكرامي، و«الزمهلاوية» مع بشرى، وأحمد عزمي، وعزت أبو عوف... وصولا إلى {كابتن مصر} حتى أصبحت الرياضة حاضرة على شاشة السينما، إما بلاعبيها كممثلين أو بأفلام عنها، ما أثار تساؤلات عدة حول معايير نجاحها، واستخدامها الكوميديا والحركة لجذب الجمهور.

في هذا الإطار، قال الناقد محمد قاسم إن ثمة تجارب جيدة عدة في السينما المصرية والعالمية، ومع ذلك لم يتعلق عشاق كرة القدم بها، ولم تحقق نجاحاً كبيراً إلا أقلية منها، وذكر منها {حديث المدينة» الذي تناول حياة لاعب الكرة عصام بهيج وحبه فتاة صغيرة الجسم. وخلال تلك الفترة فكر صانعو السينما في الاستعانة بلاعبي الكرة كممثلين، من بينهم عادل هيكل في فيلم} شقة الطلبة}ويتولى البطولة كل من شويكار وشكري سرحان، ومع ذلك لم ينجح العمل. وتابع: «من فترة إلى أخرى شهدت السينما أفلاماً عن اللاعبين من بينها «أونكل زيزو حبيبي» (بطولة محمد صبحي)، وأظهر لاعب الكرة مستخدماً قدرات خارقة، ولم يلق النجاح العظيم، وهو الصدى نفسه الذي حققه فيلم {عاشور قلب الأسد».

محمود قاسم أكد أن غالبية هذه الأفلام تتميز بالطابع الكوميدي لجذب الجمهور مثل {غريب في بيتي» و{424}، استناداً إلى أنه إذا لم يأت المشاهد لمتابعة نجوم الكرة أو متابعة عمل عنهم فسيحضر ليضحك، مشدداً على أن معظمها أيضاً مقتبس من السينما العالمية، كما هي الحال في فيلم {العالمي» الذي قام ببطولته يوسف الشريف. وأشار إلى أن أفلام كرة القدم عموماً لم تحقق النجاح الكبير، وتمر غالباً مرور الكرام.

وأوضح قاسم أن تجارب عدة أثبتت أن لاعبي الكرة ليسوا سنداً جماهيرياً للفنانين المشاركين في الأعمال. حتى إنها فشلت من بينها {الزمهلاوية» الذي شارك في بطولته كل من عمرو زكي، وجمال حمزة، ومحمد شوقي، وخالد بيبو، وجميعهم ليس لهم حضور على شاشة السينما. من ناحية أخرى، ساند إكرامي الأفلام التي شارك فيها مثل  {يارب ولد»، و»رجل فقد عقله» لتمتعه بخفة ظل وكونه محبوباً لدى الجمهور.

 

شروط

 

بدورها قالت الناقدة خيرية البشلاوي إنه كثيراً ما يُستعان بنجوم الكرة في أفلام أميركية وعربية أو بنجوم رياضيين بشروط معينة، من بينها أن يكونوا لاعبي كمال أجسام أو كرة قدم لتحقيق المصداقية في الدور، مضيفة: طبيعي أن تشهد السينما أفلاماً عن كرة القدم لأن لهذه اللعبة جمهورها الكبير، كذلك فإن السينما فن جماهيري يعتمد على شباب التذاكر، وهو في الأساس مشروع تجاري يبحث عن العمل الذي يمنح صانعيه أرباحاً. وبالنظر إلى أكثر الموضوعات شعبية نجد كرة القدم التي يتعصب لها كثيرون، ويعشقون لاعبيها، ويتابعون تفاصيل حياتهم، ويساندونهم في قضاياهم الشهيرة. ولعل ما حدث أخيرا مع اللاعب المصري محمد أبو تريكة ومصادرة أمواله وانشغال الرأي العام به يؤكد ذلك}.

ولفتت إلى أن انتقال ملعب كرة القدم إلى السينما يفيد الأطراف كافة التي لها أهداف تجارية، وكان من الضروري أن يتحقق اتفاق وتعاون بين الطرفين: الكرة والسينما، باعتبارهما فناً شعبياً والجمهور يتعلق بهما، وإن كانت غالبية هذه التجارب ليست على المستوى المطلوب، ومع ذلك ستظل موجودة في تاريخ السينما. ولكن، تابعت البشلاوي، سيتذكر الجمهور مثلاً أن فيلم {الزمهلاوية» سيئ لكنه تعرض للاعبي الكرة والمنافسة بين أشهر فريقين في مصر {الأهلي} و«الزمالك}. كذلك سيذكر فيلم {واحد صفر» باعتباره عملاً جيداً، استطاعت مخرجته كاملة أبو ذكري استثمار نجاح جماهيري لكرة القدم في صناعة عمل سينمائي رائع عُرض في الخارج وحقق نجاحاً واسعاً.

 

أفلام سطحية

 

{مجمل الأفلام العربية عن لاعبي كرة القدم سطحية وتافهة، حافلة بكوميديا الإفيهات من دون معلومات مفيدة عنهم»، هكذا بدأ الناقد شريف عوض حديثه حول هذه الأعمال، مؤكداً أن معظمها يقدم لاعب كرة القدم بطريقة كوميدية وسخرية منه أكثر مما يتعرض لتفاصيل حياته، موضحاً: {بين كل مجموعة الأعمال السينمائية عن كرة القدم أو لاعبيها لا يتوافر لدينا فيلم تناول حياة الرياضي وعرض مسيرته ومعلومات والمراحل البدنية التي تلزمه ليصبح نجماً، أو قدَّر التعب الذي يعيشه ليلتحق بناد كبير، وغيرها من تفاصيل تقنية... فنحن بحاجة إلى وجود مستشار رياضي لهذه الأفلام حتى تتمكَّن من عرض ما يحدث في الكواليس.

وأشار إلى أن الجمهور يحفظ أسماء اللاعبين بشدة، ولجميعهم قصص كفاح مثيرة إن طُرحت بجدية في الأفلام ستحقق نجاحاً كبيراً، مثلاً عرض أشهر الإصابات التي تعرضوا لها، وتأثيرها على صحتهم وأولادهم، والمشكلات في الملاعب، وكيفية توفيق اللاعبين بين حياتهم الشخصية والأسرية واللعب، مشدداً على أنه لا يوجد فيلم عكس ذلك بشكل واضح، ولكن الأعمال تخاطب جمهور السوق، ويمكن ضم هذه الأفلام تحت بند الأفلام التجارية التي تحاول جذب جمهور كرة القدم لشراء تذكرة من شباك التذاكر بحجة أنهم يقدمون فيلماً عن {الأهلي}، أو {الزمالك}، ولكن جميعها بعيدة عن الواقع.

وتابع حديثه قائلًا: {بل إنه لا توجد حتى أفلام تسجيلية عن حياة أشهر لاعبي الكرة، وإن كنت شاهدت العام الماضي فيلماً تسجيلياً عن {ميلا» وهو لاعب في الكاميرون، ومات منذ سنوات، وعرض قصة حياته. كذلك فيلم عن مرادونا يوضح كيف بدأ حياته فقيراً يلعب الكرة في الشارع حتى التحق بأشهر النوادي في الأرجنتين ونال كأس العالم}.

back to top