«ومين عالحكومة حيقدر يعايب؟»
![د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/991_1667658654.jpg)
مسلّم البراك حليف الأمس يصبح معارضة بطولية اليوم، نسي الناس ما كان، ونسيت الحكومة ما كان، نسي الناس أبسط التعديات، استغلال البراك لنفوذه في تعيين أقربائه وأحبائه، وولاءاته وتحالفاته السابقة، وتصويتاته المتعدية، وتقاعسه عن اقتراح قوانين الحريات ومنع القوانين القمعية، نسوا تصويته الشائن الخائن للحقوق الإنسانية والحريات برفض حقوق المرأة السياسية، ونسوا عصر السلام والوئام عندما كان البراك من المقربين الأولى بالمعروف، فأصبح اليوم بطلاً ومدافعاً عن الحريات. ونسيت الحكومة سنوات الولاء، ونسيت "الطيب" ولم تحفظ للرجل تاريخا من المحاباة والموالاة، وما تذكرت سوى نقده فسددت له الحربة، كيف تحول عدو حريات الأمس إلى بطلها اليوم؟ وكيف تخلت الحكومة بسهولة عن صنيعة يديها؟ ترى كيف يجتمعان؟ كيف أصبح النواب الشيعة اليوم موالاة بعد أن كانوا يشكون الاضطهاد ويعانون التمييز سنوات طوالا؟ وكيف لم "يختضّوا" خوفاً من تحالف مع حكومة رمت موالاة الأمس وراء ظهرها دون التفاتة، ودون رمشة عين، ودون كلمة وداع؟ وها هم "الإخوان" و"السلف" قد تغير عليهم الزمان واغترب عنهم المكان، وأصبحوا على هامش الحركة السياسية بعد أن كانوا في لبها يقايضون ويساومون ويحركون ويتحالفون، فكيف أصبحوا هم في الكواليس وتصدر الميكرفون الآن النواب الشيعة مغنين مع عبدالمنعم مدبولي "ناسبنا الحكومة، وبقينا قرايب" «ومين عالحكومة حيقدر يعايب؟» ترى كيف يجتمعان؟كيف يشتكي اليوم من ظلم قوانين الأمس من كانت هذه القوانين تحت يديه، من تأتى له تغييرها أو على الأقل الشروع في ذلك؟ لماذا لم يناقش مفهوم المساس بالذات الأميرية ولم يحدد اتساعه وعمقه؟ ولماذا لم يدحض قانوني التجمعات والمطبوعات ونحن نقبل على عصر حرية وديمقراطية لم يعد يتسنى بناء بلد حديث من دونهما؟ وكيف تتسع الحرية من تلك الفوهة فتسمح لك بالدخول وتضيق من الفوهة الأخرى فلا تخرجك إلا إلى السجن؟ ترى كيف يجتمعان؟أين نحن وفي أي بعد كوني زمني نعيش؟