دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تشكيل قوات عربية موحدة لمواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية، مشددا على قوة ومتانة العلاقات بين القاهرة وعواصم دول الخليج، في وقت أثار قرار محكمة مصرية بالسجن المشدد 5 سنوات للناشط علاء عبدالفتاح أمس غضبا بين أوساط شبابية.

Ad

شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على عمق العلاقات بين القاهرة ودول الخليج، قائلا إن دعم السعودية والإمارات والكويت "هو أهم الأسباب الرئيسية في أن مصر استطاعت أن تقف وتصمد أمام كل التحديات في الآونة الأخيرة"، مشيرا إلى أن علاقات بلاده بالخليج لاتزال قوية، مخاطبا شعوب السعودية والإمارات والكويت: "لا يمكن أبدا أن نسيء إليكم"، نافيا أن يكون طرأ على هذه العلاقات أي توتر على خلفية تسريبات مزعومة له، تتضمن إساءات لبعض دول الخليج.

وأكد السيسي، في كلمة متلفزة بعنوان "حديث الرئيس"، أذيعت مساء أمس الأول، واستغرقت 40 دقيقة، فشل أي محاولة لإحداث وقيعة بين مصر والدول الخليجية، قائلاً: "لم نسئ لمن أساء إلينا، فما بالنا بمن ساعدنا؟"، موضحا أن بلاده تحظى بدعم عربي في مواجهة الإرهاب، بينما تم بث خلال الفواصل الإعلانية لكلمة الرئيس عدة صور له مع زعماء الخليج العربي.

وحذر مما اسماه "الجيل الرابع من الحروب"، لافتا إلى "استخدام أساليب التكنولوجيا المتطورة ووسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي والجماعات الإرهابية في هذه الحرب".

وطالب بضرورة تشكيل قوات عربية موحدة، قائلاً: "هناك حاجة ضرورية لها لمواجهة التحديات في المنطقة، التي تعاني تنامي الأخطار في ظل هجمات تنظيمات وميليشيات مسلحة، وسيطرتها على أجزاء من بلدان دول الربيع العربي"، وتابع: "الحاجة إلى قوة عربية موحدة كل يوم بيتضح أنها أصبحت أكثر إلحاحا، ضرورة ملحة لأن التحديات التي تقابل المنطقة ودولنا تحديات ضخمة جدا سنستطيع أن نتغلب عليها (عندما) نكون مع بعض".

وكشف ان سلاح الجو المصري شن ضربات جوية على أهداف لتنظيم "داعش ليبيا" في مدينة درنة الليبية الأسبوع الماضي، على خلفية ذبح التنظيم 21 مصريا مسيحيا الأسبوع الماضي، وأن الضربات الجوية لم تستهدف المدنيين، مضيفا: "وجهنا ضربات عسكرية لـ13 هدفا في ليبيا مرصودة بدقة".

واردف: "نحن لا نعتدي ولا نهاجم ولا نغزو، إنما إحنا بنحمي بلدنا وبنحمي شعبنا... جيشنا لا يعتدي على أحد ولا يغزو أراضي أحد"، موجها حديثه للمصريين قائلا: "نجحنا في الثأر لشهدائنا الذين ذبحوا في ليبيا".

إفراج قريب

من جهة أخرى، أكد السيسي خلال حديثه أن قوات الجيش والشرطة تبذل جهودا كبيرة لاستعادة السيطرة الكاملة في سيناء، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية في قضية مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، في الاحتفال بذكرى الثورة الرابعة 24 يناير الماضي، وكذلك في القضية الخاصة بمقتل 21 شخصا من مشجعي نادي الزمالك في أحداث الدفاع الجوي 8 فبراير الجاري، قائلا: "أي تقصير هيبقى في محاسبة للمسؤول الذي تسبب في هذه المشكلة، وأنا قلت الكلام ده في أحداث مقتل شيماء الصباغ وبقوله كمان في أحداث الدفاع الجوي"، مشددا على معاقبة المقصرين.

وأعرب عن استعداده لإطلاق سراح "الشبان الأبرياء" من السجون. وقال إنه طلب من صحافيين اشتكوا من سجن أشخاص أبرياء إعداد لائحة له بأسمائهم، مضيفا: "قلت لهم إنني لا أنكر انه من الممكن أن يكون هناك شبان أبرياء في السجون". وتابع: "خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم الإفراج عن الدفعة الأولى منهم".

سجن مشدد

على صعيد منفصل، قضت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس بمعاقبة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح بالسجن المشدد مدة 5 سنوات، في قضية أحداث التظاهرات أمام مقر مجلس الشورى التي جرت في 26 نوفمبر 2013، وتضمن الحكم معاقبة عبدالفتاح وأحمد عبدالرحمن بالسجن المشدد مدة 5 سنوات، كما قضت المحكمة بمعاقبة 18 متهما بالسجن المشدد مدة 3 سنوات، مع تغريم كل متهم 100 ألف جنيه مصري، بينما سادت أجواء غاضبة في محيط المحكمة من قبل أهالي وأصدقاء المتهمين.

إلى ذلك، حذر مركز البيت العربي للبحوث والدراسات من نتائج قرار الحكومة أمس الأول بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة العامة على المبيعات، والذي يقضي بزيادة قيمة الضريبة المفروضة على السجائر بنسبة 50 في المئة، لتبلغ نسبة الزيادة 100 في المئة خلال ستة أشهر.

وشدد المركز على أن رفع الضرائب على السجائر مرتبط بارتفاع في أسعار السلع الاستراتيجية التي يعتمد عليها المواطن في حياته اليومية، ما قد يهدد بموجة جديدة من ارتفاع الأسعار.