اشتعل المشهد الميداني في مصر، عصر أمس بعد سقوط أول حالة وفاة في مسيرة شبابية وسط القاهرة، نظمها حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، في وقت أغلقت قوات الأمن ميدان التحرير وطوقت المدرعات أغلب المؤسسات الحيوية.

Ad

في أولى فاعليات إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، قال حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" إن أمينة العمل الجماهيري بالحزب في الإسكندرية شيماء الصباغ، سقطت ظهر أمس، "لتكون أول ضحية شاركت في تظاهرة نظّمها شباب الحزب قرب ميدان التحرير بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة"، فيما لم يصدر حتى المساء ردّ فعل من وزارة الداخلية المصرية.

وأفادت مراسلة "الجريدة"، بأن شيماء، سقطت قتيلة مضرجة بدمائها، إثر إصابة في الرأس، يتوقع أن تكون بطلق خرطوش من مسافة قريبة، في وقت قال فيه قيادي في حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، إن نحو 150 من شباب الحزب خرجوا في مسيرة رافعين شعارت الثورة فتعاملت معهم قوات الأمن بعنف.

وأوضح لـ"الجريدة"، أنه تمّ القبض على ثلاثة بينهم أمين عام الحزب طلعت فهمي، مؤكداً سقوط شيماء الصباغ قتيلة وإصابة 3 آخرين بينهم عضو الحزب "مختار التتش".     

وكان مجلس الوزراء حاول امتصاص غضب الثوار بعد إجراءات، بينها اعتبار اليوم الموافق 25 يناير، إجازة رسمية احتفالاً بالذكرى، إلى جانب إجراء احتفالات داخل ستاد القاهرة، إلا أنه تراجع عنها حداداً على وفاة ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما أعلنت وزارة الداخلية، في بيان أمس الأول، إيقاف مظاهر الاحتفالات بعيد الشرطة، في إطار إعلان الدولة الحداد العام على ملك السعودية.

إجرائياً، قال مصدر أمني، إن وزارة الداخلية اتخذت كل التدابير الاحترازية في الشارع تحسباً لأي أعمال عنف وشغب من قبل عناصر جماعة "الإخوان"، موضحاً لـ"الجريدة" أنه تم التنسيق مع قوات الجيش لتأمين الشارع، خاصة في نطاق محافظات القاهرة الكبرى ولاسيما العاصمة، مشيراً إلى أنه تقرر التصدي بكل قوة لأي محاولات تخريبية أو اقتحام لميدان التحرير.

من جانبها، كثفت عناصر الجيش أمس، تواجدها في ميادين القاهرة والجيزة، عبر نشر آلياتها المدرعة على الطرق الرئيسية والميادين والمؤسسات الحيوية.

إلى ذلك، قالت رئيس الإدارة المركزية لشؤون رئاسة السكة الحديد، نجوى ألبير، إن حركة القطارات المُتجهة إلى عدد من الضواحي بينها "السويس – عين شمس" و"القاهرة – طنطا" توقفت أمس لمدة 3 أيام، موضحة لـ"الجريدة" أن استعادة حركة القطارات متوقفة على الحالة الأمنية.

استعدادات ثورية  

في غضون ذلك، وبينما راجع وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، خطط التأمين الخاصة باحتفالات الثورة مع كبار مساعديه، قال المسؤول الإعلامي لحركة "6 أبريل" حمدي قشطة: "نسقنا مع باقي الحركات الثورية في سرية تامّة تفادياً لعرقلة الأمن لتلك التحركات"، فيما أشار القيادي في جبهة "طريق الثورة" زيزو عبده، إلى أنه من المقرر أن تخرج المسيرات من مناطق مختلفة في القاهرة، نافياً أن يكون ميدان التحرير هو نقطة الوصول الأخيرة.

إلى ذلك، أعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" – أول ائتلاف قبطي يشتغل في السياسة - عدم مشاركته في ذكرى الثورة الرابعة، تفادياً لعدم المشاركة إلى جانب حركات أخرى، بينها حركة "6 أبريل" و"الإخوان"، فيما أكد مؤسس "ائتلاف أقباط مصر" فادي يوسف مشاركة الائتلاف في إحياء الذكرى الرابعة للثورة.

في المقابل، وبينما، خيمت أجواء الحزن على الصفحات التابعة لتنظيم "الإخوان" الإرهابي، بعد الإعلان عن وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان والمقيم في لندن جمعة أمين، لم تعلن الجماعة أماكن انطلاق تظاهراتها اليوم، إنما قالت: "نترك القرار الميداني لأنصارنا".

ناسفات

وبينما توقّفت حركة القطارات بين الزقازيق والإسماعيلية وبورسعيد والمنصورة والصالحية، إثر انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع على شريط السكة الحديد، وسط مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، شمال القاهرة، فكّكت قوات الأمن في الفيوم "شمال الصعيد" عبوة ناسفة في السوق العمومي للمدينة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أمس الأول، إصابة 5 مجندين في الشرطة، وسيدة، في انفجار سيارة مفخخة خلف قسم شرطة في "الألف مسكن" شرق القاهرة، وفي شمال سيناء.

في السياق، وبينما أفاد مصدر أمني بأنه تمّ إحباط تفجير عبوة ناسفة في قوات الأمن عند فتحة أحد الأنفاق في المنطقة الحدودية في "رفح"، عثر أهالي شمال سيناء على 6 جثث ملقاة قرب ضاحية "الريسة" شرق مدينة العريش، تبين أنهم مصابون بأعيرة نارية في الرأس.