أشعل فريق الكويت لكرة القدم المنافسة على درع دوري ڤيڤا، بعد أن أسقط متصدر البطولة العربي بهدف دون رد، في موقعة الحسم التي احتضنها استاد في صباح السالم، ضمن منافسات الجولة الـ22 من المسابقة.

Ad

أعاد فريق الكويت لكرة القدم المنافسة على درع دوري "ڤيڤا" إلى الميدان، بعد فوز صعب على "العربي" في عقر داره بهدف لفهد العنزي في المباراة التي جمعت بينهما أمس الأول، ضمن منافسات الجولة 22.

 النقاط الثلاث التي حصدها الكويت هي الأغلى للفريق الأبيض هذا الموسم، حيث قلص الفارق مع العربي إلى نقطتين، لتشتعل من جديد المنافسة على لقب الدوري، بعد أن كان الأخضر قاب قوسين أو أدنى من معانقة البطولة منذ 13 عاما، في حال حقق نقطة على أقل تقدير في المباراة.

واستطاعت كتيبة المدرب محمد إبراهيم أن تلقن المدرب الصربي بونياك درسا في فنون كرة القدم، وتعرّفه أن لكل فريق مقاما، ولاسيما أن بونياك واجه الكويت بخطته المعتادة بالاعتماد على الكرات الطويلة لنقل الخطورة إلى ملعب الكويت، لكن الأبيض وجد في طريقة بونياك الحل الأمثل لتحقيق مبتغاه في المباراة، بتحصين دفاعاته واللجوء إلى سلاح الهجمات المرتدة التي تألق فيها فهد العنزي، وروجيرو، ومن ثم البديل عبدالهادي خميس، ولو أحسن الثلاثي استثمار الفرص التي لاحت لهم في المباراة لخرج الأبيض من المنصورية فائزا بعدة أهداف كانت ستزيد من غضب الجماهير الخضراء التي كانت تمني النفس بتجاوز الكويت والاقتراب من معانقة اللقب الغالي.

معركة وسط الملعب

نجح الكويت خلال المباراة في الاستحواذ على منطقة وسط الملعب، وكان أداء الصاعد الواعد يوسف الخبيزي إلى جوار شادي الهمامي، وبمعاونة من على الأطراف لفهد العنزي، وعبدالله البريكي أكثر من جيد، وجاء لجوء العربي إلى الكرات الطويلة ليساعد الكويت على كسب معركة الوسط بشكل كامل، كما كان لتضييق المساحات على اللاعبين في العربي من جانب الكويت الحل الأمثل لإيقاف خطورة صانع الألعاب محمد جراغ، إلى جانب إيقاف خطورة فراس الخطيب تمام، وأحمد هايل ومن ثم محمود المواس وحسين الموسوي.

ورغم الهدف المبكر للكويت في الدقيقة السادسة من عمر اللقاء، فإن بونياك لم يستوعب الدرس، وظل على نهجه الهجومي بالاعتماد على الكرات الطويلة وهو ما غيّب دور خط الوسط تماما، وأدرك الجميع في استاد صباح السالم أن الأخضر ليس في يومه، وأن مغامرات بونياك الهجومية وغير المحسوبة توقفت أمام حصون الكويت.

إبراهيم: أجّلنا الحسم

وفي تصريح لـ"الجريدة" قال مدرب الكويت محمد إبراهيم إن الأبيض نجح وببراعة أمام العربي، واستطاع أن يؤجل حسم الدوري حتى الأسابيع الأخيرة من البطولة.

وأضاف أن "العربي" اعتمد طوال المباراة على الكرات الطويلة، وهو ما سهل من مهمة فريقه في المباراة، ولولا إضاعة الفرص السهلة لخرج الأبيض فائزا بعدة أهداف، على حد قوله.

وأشار إبراهيم إلى أن على اللاعبين في الكويت استيعاب الدرس جيدا، في ما يخص إضاعة الفرص السهلة، حيث إن هدفا واحدا للعربي كان كفيلا بضياع أمل المنافسة في الدوري في الموسم الحالي.

ولفت إلى أن الكويت سيدخل اعتبارا من اليوم في استعدادات خاصة بالمواجهة الآسيوية أمام الجيش السوري الأربعاء المقبل، لفك الشراكة في ما يخص المجموعة الرابعة، حيث يتصدر الكويت بفارق الأهداف فقط عن الجيش.

1000 دينار لكل لاعب

هذا وقد عمت فرحة كبيرة غرفة تبديل الملابس في الكويت بعد الفوز على العربي، واحتفل الفريق الأبيض كثيرا، وكان لقرار إدارة الكويت والرئيس الفخري للنادي مرزوق الغانم بمكافأة اللاعبين بألف دينار لكل واحد منهم أثر طيب في نفوس الجميع الذين ثمنّوا مبادرة إدارة الكويت والغانم.

حزن في «العربي»

في الجانب الآخر ظهرت آثار الهزيمة على الفريق الأخضر الذي ظل حبيس غرفة تبديل الملابس فترة طويلة بعد المباراة، لحين انصراف الجماهير التي عبرت عن غضبها من أداء المدرب في المباراة، وابتعاد أغلب اللاعبين عن مستواهم.

وأبدت الجماهير تخوفها من أن تكون هزيمة الأخضر أمام الكويت بداية لضياع النقاط، ومن ثم فقد الحلم بالتتويج باللقب هذا الموسم.

من جانبه، قال نائب رئيس النادي عبدالعزيز عاشور إن الأخضر لايزال هو المتصدر، وهو الأقرب لحصد اللقب.

وأكد عاشور في تصريح لـ"الجريدة" بعد المباراة إن العربي سيدخل جميع المباريات المقبلة من أجل الفوز، وهو ما سيمنحه بعيدا عن النتائج الأخرى لقب الدوري.

كما أعرب عن عدم تخوفه من مساعدة الفرق الأخرى للكويت في ما تبقى من مباريات البطولة، مشيرا إلى أن على العربي الفوز فقط إذا أراد أن يكون البطل الحقيقي للدوري في الموسم الحالي.

أجواء المباراة انعكست في الخارج

طغت على مباراة الفريقين أجواء حماسية كبيرة وصلت إلى حد "النرفزة" وكثرة الاحتكاكات القوية بين اللاعبين، وانعكس ذلك بشكل غير مبرر خارج الملعب بعد نهاية المباراة، إذ شهدت المدرجات شجاراً عنيفاً بين عدد كبير من الجماهير، ووصل الأمر إلى اشتباك وتبادل السباب بين نائب رئيس نادي الكويت خالد الغانم مع بعض الجماهير خارج أسوار النادي، ولولا تدخل رجال الأمن وبعض العقلاء لتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.

صورة سمير تشعل حماس الجماهير

حرصت جماهير العربي كعادتها على ابتكار ما هو جديد في مواجهة فريقها أمام الكويت، وكان للنجم الأسطورة الفقيد سمير سعيد نصيب من ابتكارات الجمهور الأخضر، الذي رفع صورة كبيرة له في الدقيقة 22، لتشتعل مدرجات صباح السالم المكتظة عن آخرها بالجماهير بالتصفيق الحار تعبيرا عن مكانة الراحل.

كما نجحت جماهير العربي في رفع لوحة عملاقة "تيفو" عند دخول اللاعبين المباراة، وسعت جماهير العربي من خلال هذه اللوحة إلى الدخول لموسوعة غينيتس.

بونياك: وقعنا في أخطاء والكويت قدّم مباراة كبيرة

اعترف مدرب فريق العربي لكرة القدم، بوريس بونياك، بوقوع فريقه في أخطاء كبيرة في المباراة مع الكويت، قائلا في تصريح لـ"الجريدة": "وقعنا في عدة أخطاء، وهو ما كلفنا خسارة المباراة وثلاث نقاط مهمة كانت كفيلة بالوصول إلى منصة التتويج".

وأضاف بونياك أن "العربي لم يستغل الفرص بالشكل الأمثل، في حين أثرت الإصابات على الفريق في ظل تبديلات اضطرارية أربكت خططنا للمباراة كثيرا".

وأشاد بفريق الكويت والأداء الذي قدمه في المباراة، قائلا إن الكويت ظهر بمستواه الحقيقي، وقدم مباراة كبيرة استحق عنها الفوز، مشيرا إلى أن الاخضر سيسعى الى تحقيق الفوز في باقي مباريات الدوري، حيث لا مجال للتفريط في اي نقطة.

البلام: إصابة أحمد هايل غير مقلقة

تعرض رباعي العربي، حميدة القلاف، وعلي مقصيد، وأحمد هايل، ومحمد فريح، لإصابات قوية في مباراتهم أمام الكويت، وأجرى الرباعي فحوصات أمس. وحسب رئيس جهاز الكرة، خليل البلام، فإن إصابة حميد القلاف كانت في الركبة، وستظهر الأشعة المقطيعة مدى خطورتها.

وأضاف البلام ان إصابة احمد هايل غير مقلقة، وحالته مستقرة، بعد ان اجرى الفحوصات في احد المستشفيات، بينما ستتضح الامور بشكل اكبر خلال اليومين المقبلين حول اصابة محمد فريح وعلي مقصيد، مطمئنا الجمهور العرباوي على ان الاخضر لن يفرط في صدارته، موجها إليهم رسالة عبر "الجريدة": (اطمئنوا الدوري عرباوي).