شعارات الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد ونهاية عهد مجالس الصوت العالي، تهاوت في لحظة عندما صدق من صدق أن الدولة الظاهرية قادرة على مجابهة الدولة العميقة المتخفية تحت قشرة المؤسسات الوهمية والتماثيل الخشبية لشجعان التمثيل الشعبي.
وزير وقبله مسؤول كبير معروف بمناصرة السياسات الحكومية اقترفا جريمة تحويل الشعارات إلى قرارات نافذة على الأرض، فكانت النتيجة غرق "المحمل" ونجاة جميع الركاب ما عدا "النوخذة" الذي أخذ يغوص نحو الأسفل ببطء شديد متبصرا بأم عينه عالم الأسفل الحقيقي، عالم الدولة العميقة الذي بلع "المحمل" بما حمل، ثم لفظه فوق السطح ليأتيه بالخيرات في الرحلة القادمة.أعزائي الواهمين؛ وهم بنظري ثلاثة أصناف: صنف يظن أنه "عزيز"، وصنف يصدق كل ما هو رسمي ومختوم، وصنف كاره لكل شيء ليس فيه شيء، جميعكم لدى الدولة العميقة مجرد أدوات محدودة الاستعمال قابلة للاستبدال، كل من قال فيكم إنه "غير" أخذ على "راسه"، وكل من قاتل لأجل بقاء أوضاع سيئة نكاية في الآخرين كان أول قطعة لحم ترمى لكلاب الحراسة، وأخيرا لكل من صدق بعد كل ما جرى أقول "نعيماً".أيها السادة ليس من طباع الحيتان وأسماك القرش قيادة سفن "نواخذة وهم الإصلاح"، هم أسياد الدولة العميقة، مهمتهم إغراق كل سفينة ليس لهم فيها نصيب، يأتونك من حيث لا تدري، يضربونك ضربة خفيفة لتلقي عليهم بسهم سمين، وإن عاندت وقلت "إصلاح" وسأطبق القانون ضربوك بالقاضية آخذين كل الأسهم.أيها السادة، قلتها وأعيدها بلا ملل، وقود ساحة الإرادة هو غياب العدل وانتشار الفساد وانتهاك كرامة الناس، والاعتماد على تحليلات المستفيدين من الأوضاع الزجاجية سيقود البلد للمزيد من الاحتقان، والآن بعد مرور مدة كافية على أوهام الكويت الجديدة، تبدلت موازين القوى بصورة تصاعدية مثلما بدأت حملة "ارحل" قد تكون متواضعة في نظر من امتهنوا تكذيب ما تراه أعينهم، ولكنها تجتذب المزيد من الزخم والمزيد من حياد من كانوا دروعا بشرية للحكومة، وتم التخلي عنهم، فهل يوجد في السلطة من يقرأ الساحة ويعرف إلى أين ستتجه الأمور؟ ويعرف كيف يتعامل معها من دون قوات خاصة وسحب "جناسي"؟
مقالات
الأغلبية الصامتة: «العميقة» تبتلع «الظاهرية»
19-03-2015