«وفاة أحمد طوغان خسارة كبيرة للفن التشكيلي والكاريكاتور في العالم العربي عموماً ومصر خصوصاً»، قال الفنان التشكيلي محمد عبلة، وتابع: {كان الراحل طاقة إبداعية هائلة بالإضافة إلى خبراته الواسعة التي اكتسبها جراء صداقاته وعلاقاته الكبيرة، وهو عاصر أنظمة سياسية مختلفة ومع ذلك لم يكن يوماً موالياً لأحد بل كان منحازاً إلى فنه وإلى أبناء وطنه، فقد شارك في تأسيس جريدة {الجمهورية} وعمل في جريدة {الاشتراكية}.
يرى عبلة أن جائزة {النيل} التي حصل عليها طوغان كان يستحقها عن جدارة، خصوصاً أنها أسهمت كثيراً في رفع روحه المعنوية في أيامه الأخيرة على الرغم من أنها ليست الجائزة الوحيدة، فقد حصل على عشرات الجوائز ولكن هذه الجائزة بالتحديد كانت لها معزة خاصة لدى طوغان. وأكد في نهاية كلامه أن الراحل كان قامة من قامات فن الكاريكاتور وتمثّل أعماله ذخيرة للأجيال المقبلة.هاني شمس، فنان الكاريكاتور في دار {أخبار اليوم} يقول: {طوغان أحد رواد الكاريكاتور المصري وإذا كان الصحافي الكبير الراحل محمود السعدني يطلق عليه لقب {الولد الشقي} فصديقه طوغان {الولد الأشقى منه} بسبب صولاته وجولاته التي استخدم فيها ريشته}، ويشير إلى أن طوغان حمل السلاح في حربي اليمن والجزائر. أوضح شمس أيضاً أنه استفاد شخصياً من تجربة طوغان الإبداعية، ويعتبره معلمه الأول بعدما وقع بين يديه كتاب {قضايا الشعوب} الذي وضع فيه طوغان مجموعة من رسومه في خمسينيات القرن الماضي.يستكمل شمس كلامه: {تتلمذت على رسوم الراحل في مجلة {كاريكاتير} في مطلع التسعينيات واقتربت كثيراً منه لأكتشف شخصيته النادرة، فقد أخبرني حكايات لا تنتهي عن حياته وخبراته والتحولات الكبيرة التي حدثت في شخصيته وفي مهنته، خصوصاً أن الراحل كان يملك تاريخاً كبيراً وذاكرة ممتلئة في فترة شبابه بسبب انتقاله للعيش بين محافظات مصرية عدة لأن والده كان ضابطاً للشرطة مما أتاح له خبرات كثيرة وهو في سن صغيرة.الفنان عماد عبدالمقصود رسام الكاريكاتور في مؤسسة {روز اليوسف} وعضو الجمعية المصرية للكاريكاتور يقول: {وفاة الفنان الكبير أحمد طوغان تأتي استكمالاً لسلسلة وفاة الفنان مصطفى حسين والكاتب الصحافي أحمد رجب وغيرهم من الفنانين العظماء الذين رحلوا عنا هذا العام مروراً بسعيد صالح ومريم فخر الدين}، مشيراً إلى أن طوغان حصل على أوسمة رفيعة عدة من بينها على سبيل المثال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة علي ومصطفى أمين.يرى عبدالمقصود أن الراحل الكبير كان أحد أبرز رواد فن الكاريكاتور العربي بسبب اقترابه من الشخصيات السياسية والفنية والأدبية المؤثرة على مدار التاريخ المصري أمثال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات (قبل توليه الرئاسة) والكاتب الساخر محمود السعدني وزكريا الحجاوي، ومن خلال هذه العلاقات المتشعبة والمعقدة عاصر وقائع تاريخية موضحاً أنه كان يملك موهبة فريدة ستخلد اسمه مثلما خلدت الموهبة أسماء الكبار رخا وصلاح جاهين وحجازي والليثي ومصطفى حسين.ويرى الفنان التشكيلي مدحت عبدالسميع أن الآلام هي التي صنعت أسطورة طوغان الفنية والإبداعية، بالإضافة إلى تأسيسه مجلة {كاريكاتير} التي رأس تحريرها وعلاقته بالأدباء الكبار أمثال زكريا الحجاوي وإحسان عبدالقدوس وعبدالرحمن الشرقاوي ولويس جريس، مؤكداً أن هؤلاء أثروا في طوغان وتأثروا بفنه أيضاً حيث شهدت لوحات أحمد طوغان على بيوت اليمن وجبال الجزائر وقصور براج وكرنفالات كوريا الشمالية.يوضح عبدالسميع أن مذكرات أحمد طوغان التي حملت اسم {سيرة فنان صنعته الآلام} التي صدرت عن {الدار المصرية اللبنانية} تعتبر مذكرات وطن وجيل ومهنة وليست فحسب مذكرات فنان كاريكاتور ظل منحازاً في رسومه إلى الفقراء، مشيراً إلى أن الراحل العظيم رغم اهتمامه وولعه بالسياسة وبهموم وقضايا بلده ووطنه العربي فإنه لم ينضم يوماً إلى أحزاب سرية بل كان يعمل في النور دائماً، خاتماً كلامه بأن موهبة طوغان وفنه سيظلان باقيين في ذاكرة الصحافة والوطن العربي.
توابل - ثقافات
أحمد طوغان... فنان صنعته الآلام
17-11-2014