حاز معظم أفلام اليوم الواحد في مصر نجاحاً لافتاً من بينها: {بين السما والأرض، إشارة مرور، ليلة ساخنة، سهر الليالي، واحد صفر، الفرح، ساعة ونصف، و«جرسونيرة}... ولعل هذا النجاح شجَّع صانعي السينما على الاستمرار في تقديم هذه النوعية وتكثيف الزمن في أفلامهم.

Ad

أحد هذه المشروعات السينمائية الجديدة {بتوقيت القاهرة} ويعرض ثلاث حكايات تحدث في يوم واحد، من بينها حكاية {يحيى} الرجل العجوز المصاب بالزهايمر الذي وصله {حازم} تاجر المخدرات بالسيارة إلى القاهرة.

الفيلم من بطولة نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، وكندة علوش، وشريف رمزي، وآيتن عامر، وكريم قاسم، ومن تأليف أمير رمسيس وإخراجه.

وانتهى فريق العمل من تصوير فيلم {هز وسط البلد} الأسبوع الماضي. تقوم ببطولته مجموعة من الفنانات من بينهم إلهام شاهين، وحورية فرغلي، وزينة، وهياتم، وأنوشكا، إضافة إلى لطفي لبيب، ومحمود قابيل، وأمير شاهين، وتامر عبد المنعم، فيما تولى التأليف والإخراج محمد أبو سيف. تدور الأحداث خلال يوم واحد في منطقة وسط البلد، حيث نتعرَّف إلى حياة بعض سكان المنطقة، من بينهم والدة تمرّ بظروف مادية صعبة، تضطرها إلى بيع أحد أطفالها، ولكنها تفاجأ بأنه في هذا اليوم أيضاً يتوفى طفلها الثاني، ثم يُخطف ابناها الآخران، ما يفقدها عقلها.

كذلك يواصل المؤلف والمخرج محمد دياب تحضيراته لفيلمه الجديد {اشتباك} الذي تدور أحداثه خلال يوم واحد أيضاً، تحديداً داخل سيارة رحلات، الأمر الذي يجعل من تنفيذ هذه التجربة غاية في الصعوبة، خصوصاً أن المشاهد كافة تتم داخل السيارة، ما سيسبب ضغطاً كبيراً على أبطال العمل. دياب أوضح لـ{الجريدة} أنه يقوم باختبارات أداء للممثلين الذين سيشاركون في البطولة، مؤكداً أنه سيختار وجوهاً جديدة شابة، ويصل عددها إلى أكثر من 30 ممثلاً. وأشار إلى أنه قد يستعين بنجم أو نجمة لتقديم بعض المشاهد، لكن البطولة الجماعية هي الأساس من بداية العمل إلى نهايته؛ حيث سيكون لكل ممثل عدد قليل من الجمل الحوارية التي يلقيها في مشهد أو اثنين.

ولفت إلى أن العمل إنتاج مشترك بين شركات عدة، من بينها {أكاميديا}، و{فيلم كلينك} لمحمد حفظي، والشركة اللبنانية Moon the stars، مؤكداً أن {اشتباك} يعد أول فيلم إنتاج فرنسي مشترك بعد توزيع أفلام يوسف شاهين، وذلك من خلال مشاركة شركة {بيراميد} في الإنتاج، والتي تعود بالعمل بعدما أنتجت فيلمه {678}، والذي حقق مليوني دولار في فرنسا، فرغبت في تكرار التجربة مع عمل جديد.

وذكر أن الشركة وضعت ميزانية للفيلم وصلت إلى نحو 10 ملايين جنيه، وسيتم تصميم أكثر من سيارة رحلات بسبب الحوادث التي ستتعرض لها نظراً إلى الصراع داخلها وخارجها، إذ ينتمي العمل إلى نوعية أفلام الحركة، وهو ما يزيد التحدي والصعوبة أمامه لتنفيذ الـ«أكشن} داخل السيارة، لافتاً إلى أنه انتهى من كتابة قصته منذ فترة بمشاركة شقيقه خالد دياب، ويقومان بكتابة السيناريو الذي يتولى محمد دياب إخراجه وحده.

دياب أضاف: {رغبت في تقديم هذه التجربة لعشقي للمغامرة والمخاطرة، ومفاجأة الفيلم ستظهر في تنفيذه، لأن حالي مثل حال المبدعين الذين يسعون إلى الخروج من القالب المعتاد، وتقديم أمر مختلف. وكي يخرج العمل بالشكل الذي يرضيني كصانع له فإنه يحتاج إلى اهتمام}.

كذلك يستعد المخرج سامح عبد العزيز لتصوير فيلمه الجديد {الليلة الكبيرة}. يبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وتقوم ببطولته مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم نيللي كريم، وسمية الخشاب، وأحمد بدير، وعمرو عبدالجليل، ونسرين أمين، وصفية العمري، وصبري فواز، وآيتن عامر، وزينة، وعلاء مرسي، وأحمد صيام، وسيد رجب، وأحمد رزق، وسوسن بدر، وأحمد وفيق، وسامي مغاوري، ومحمد لطفي، وسلوى محمد علي. العمل من تأليف أحمد عبد الله الذي أعرب عن سعادته بتعاونه مع عبد العزيز الذي قدم معه أعمالاً عدة، مشيراً إلى أنه تم تأخير موعد بدء التصوير للانتهاء من الديكورات الضخمة الخاصة بمشاهد الموالد، والحارات، والمقام، وذلك وفقاً لأحداث العمل، مشدداً على أن لا علاقة للفيلم بأوبريت {الليلة الكبيرة} للشاعر الكبير صلاح جاهين. وأشار إلى أنه يتناول الاختلاف بين الصوفيين والسلفيين على إقامة الموالد والأضرحة للرموز الدينية.

عبدالله أكد عدم تخوفه من تكرار تجربته فيلم اليوم الواحد بعد {كباريه} و{الفرح}، مشدداً على أنها تمثل تحدياً خاصاً له بصناعة فيلم مشوق يعبّر عن الواقع المصري بتفاصيله كافة ونماذج لشخصياته من دون ملل، إضافة إلى تكثيف أحداثه خلال زمن معين بطريقة لا تقلل من أهمية أي واقعة فيه.

{يوم مالوش لازمة}

يعود الفنان محمد هنيدي بدوره إلى السينما بعد غياب ثلاث سنوات بفيلم {يوم مالوش لازمة}. تدور الأحداث خلال يوم واحد، يجسد فيه البطل شخصية موظف في أحد البنوك يتعرض لمواقف كوميدية كثيرة نظراً إلى معاناته من عدم القدرة على اتخاذ قرار بشكل قاطع، ويظهر هذا التردد في ارتباطه بفتاة ثم تركها ليرتبط بأخرى.

الفيلم من تأليف عمر طاهر، ويشارك هنيدي بطولته كل من روبي، وريهام حجاج، وصلاح عبد الله، وهالة فاخر، فيما يتولى الإخراج أحمد الجندي.

كذلك تواصل المخرجة كاملة أبوذكري تصوير فيلم {يوم للستات} الذي كان قد توقف  منذ فترة بسبب انشغال أبطاله بتصوير أعمال أخرى. يقوم بالبطولة كل من إلهام شاهين، ونيللي كريم، ومحمود حميدة، وفاروق الفيشاوي، وهالة صدقي، وإياد نصار، وسماح أنور، وأحمد الفيشاوي، وناهد السباعي، وأحمد داود، وطارق التلمساني. أما التأليف فلهناء عطية. تدور الأحداث خلال سبعة أيام، ويتم التركيز على يوم واحد فيها، وخلاله يناقش العمل قضية حقوق المرأة في المجتمع الذكوري وصراعها كي يمنحها الرجل المساواة معه.

بدوره قال الناقد نادر عدلي إن تقديم عمل سينمائي تدور أحداثه في يوم واحد فكرة عظيمة إن تمت معالجتها بإحكام وبشكل مكثف، وجاءت شخصياتها ثرية، فبذلك سينجح الفيلم في ربط المشاهد بالشاشة طوال الساعة والنصف الساعة.

وذكر أن نجاح هذه النوعية من الأفلام أو فشلها يتوقفان على مدى قوة المعالجة فيها وعلى العناصر الفنية فيها، ﻻفتاً إلى أن الصانعين يشيرون إلى أن الأحداث تبدأ وتنتهي خلال فترة زمنية معينة وهي 24 ساعة، ما يجعل المشاهد منتبهاً ومتأثراً بالأحداث الدرامية وما سيطرأ عليها.

عدلي أوضح أن المشاهد يكون دائماً على علم بأن العمل الفني له عناصره الأساسية من بينها الصراع في أحداثه، ومدة الصراع، وهنا يتفق الصانعون والمشاهدون على أن الزمن متوقف وأشخاصه متحركون خلاله.