«روز اليوسف» و«صباح الخير» مجلتان تجمعان كل الأفكار والأخبار والدراسات الجادة والشعر والقصة، وتتميزان بخفة الدم المصرية التي تبهجك وتضحكك بكبار رسامي الكاريكاتير، كنت أقول ولا أزال إذا أردت أن تعرف ماذا يدور في الشارع المصري فاقرأهما.

Ad

أنا من قراء "روز اليوسف"، ثم "صباح الخير" منذ أن بدأت قراءة الجرائد والمجلات في منتصف الخمسينيات، فهما مجلتان تجمعان كل الأفكار والأخبار والدراسات الجادة والشعر والقصة، وتتميزان بخفة الدم المصرية التي تبهجك وتضحكك بكبار رسامي الكاريكاتير، كنت أقول ولا أزال إذا أردت أن تعرف ماذا يدور في الشارع المصري فاقرأ "روز" و"صباح الخير".

تناوب على رئاسة تحرير المجلتين عدد من كبار الكتّاب، وعندي صورة مع بعض الإخوة من لجنة الصحافة بثانوية الشويخ، ونحن نقابل المرحوم أحمد بهاء الدين أثناء انعقاد مؤتمر الأدباء العرب في الثانوية عام ١٩٥٨.

حل هذا الشهر العيد التاسع والخمسين لمجلة "صباح الخير"، وقدمت المجلة عددا خاصا بالمناسبة، وبصفتي قارئا مستديما فإني أجد من حقي تقديم ملاحظات لرئيس تحريرها الشاعر جمال بخيت:

الورق المصقول الذي خرجت به الأعداد الأخيرة للمجلة سلب منها شعبيتها، ولأن الورق مصقول فقد طغت الصور الملونة على الميزة الرئيسية وهي الكاريكاتير، وقد يكون وراء الصقل حاجة إعلانية ولكن إن كان الإعلان سيغير طبيعة المجلة فإنه سيغير قيمتها عند القراء التقليديين أمثالي، وأعتقد أن المجلة ستفقد ميزة خاصة، وأتمنى ألا تتبع "روز" هذا الاتجاه.

ساءني، وربما يكون هذا غلطة غير مقصودة، أن افتتاحية رئيس التحرير لم تحيّ أيا من رسامي الكاريكاتير، وهم لا يقلون أهمية عن الكتّاب والشعراء، بل إن بعضهم تفوق في تعبيره وتأثيره حتى على رؤساء التحرير.

كما تنكرت المجلة أو نسيت كتّابها وفنانيها الشباب، وهم الذين حملوا الشعلة بعد غياب الكبار، وخلا العدد من ذكر أي منهم، وعلى سبيل المثال لا ذكر بالمرة للكاتبة الشجاعة ناهدة فريد، الصوت المعبر عن آلام الشعب المصري وآماله، إذ كانت قراءة ملاحظاتها وتعليقاتها تغني عن قراءة مجموعة مجلات ونشرات وربما عن تظاهرات بالآلاف.

الغريب أن مراقباً هماماً غطى باللون الأسود كاركاتير لراقصة على غلاف العدد؛ مما يدل على فكر "داعشي" ظلامي يعشش في أذهان المراقب، تصوروا حتى الكاريكاتير خضع للتغطية، والله عيب.

أهنئ محبوبتي "صباح الخير" وأتمنى أن تُبقي على روحها المصرية العربية النقية، وأن تستمر في مهمة التنوير إلى الأبد، كل عام وأنتم بخير.