تتسارع وتيرة الأحداث العسكرية في جبال القلمون بانتظار المعركة المحتملة، التي ستقع بشكل أساسي ضمن الأراضي السورية، ويتحضر لها "حزب الله" والجيش السوري النظامي من جهة، و"جبهة النصرة" و"داعش" من جهة أخرى.

Ad

وقالت مصادر متابعة، إن "حزب الله سيستخدم أولاً السلاح التمهيدي، وبالتحديد المدفعية، على أن تستخدم الأسلحة الصاروخية والمضادة للدروع والقناصات خلال عملية الاقتحام، ويكون الطيران السوري الركن الأساسي في المعركة التي ستتخذ شكل حرب العصابات".

وأضافت المصادر أن "الحزب أعلن التعبئة العامة، والتحق مئات الشبان بالمراكز المتقدمة له في الجرود، فضلا عن المقاتلين الذين ألغيت مأذونياتهم وغابوا عن السمع نهائيا منذ أول الأسبوع".

وتابعت: "الجميع التزم بنداء حزب الله للمعركة"، لافتة إلى أنه "تم طلب وحدات الدم إلى مستشفيات البقاع التي وضعت في حال استنفار".

إلى ذلك، نشرت "جبهة النصرة" على حسابها على "تويتر" صوراً تظهر التجهيزات والتحضيرات التي يقوم بها عناصر الجبهة لصد أي هجوم.

وبثت "النصرة" عبر حساب "مراسل القلمون" مجموعة من الصور والتغريدات، أكدت فيها "اكتمال تدريب طواقم متخصصة من رماة الصواريخ الموجهة ونشرهم على قمم جبال القلمون، تحسبا لأي تقدم للعدو"، مشيرة إلى "تدريب المجاهدين على الأسلحة المضادة للدروع في معسكرات التدريب لجبهة النصرة في القلمون".

توقيف «داعشي»

في سياق منفصل، أوقفت شعبة المعلومات في ‏الأمن العام في ‏الشمال إبراهيم بركات الذراع اليمنى لتنظيم "داعش" في شمال لبنان. ورصد جهاز الأمن العام بركات في الميناء في محيط مرفأ طرابلس، حيث جرت مراقبته والقبض عليه ليل أمس الأول.

ويعد بركات أمير "داعش" في طرابلس، وهو يقوم بتجنيد شبان من المدينة وينقلهم إلى خارج لبنان، إضافة إلى الاتصالات اليومية مع قيادة "داعش" في العراق وسورية، فضلا عن أنه المفتي الشرعي للتنظيم في طرابلس.

مداهمات

في السياق، ضبط الجيش اللبناني ذخائر وأسلحة وقنابل مختلفة نتيجة المداهمات التي قام بها لعدد من المنازل في منطقة باب التبانة، كما جرى توقيف 4 أشخاص متورطين في أعمال ضد الجيش.

وعلم أن هذه المداهمات تمت بناء على اعترافات أدلى بها الموقوف المصري "إبراهيم الأحمد العبدالله" الملقب "سويد"، والذي تم توقيفه مساء أمس الأول.

وعلم أن سويد يعد من أكبر المطلوبين، وهو الذي شارك في قتل المؤهل في الجيش فادي جبيلي، إضافة إلى المشاركة في الاعتداء على عسكريين في كل من منطقة بحنين وطرابلس؛ وشارك في الأحداث الأخيرة، وهو ينتمي إلى مجموعة إرهابية تابعة لأسامة منصور الذي قُتل منذ مدة.

عون

سياسيا، رفض التيار الوطني الحر ما يحكى عن أن زعيمه العماد ميشال عون مستعد للتنازل عن ترشحه للرئاسة إذا عيّن صهره رئيس فوج المغاوير العميد شامل روكز قائدا للجيش.

وقال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون ابي رميا إننا "نقوم بحملتنا التصعيدية لمنع التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين، لأن التمديد سيدمر كافة المؤسسات الدستورية في البلد"، مشددا على أن "استحقاق القادة الأمنيين شيء والاستحقاق الرئاسي شيء آخر".

وأمس زار نادر الحريري (مدير مكتب رئس تيار "المستقبل" سعد الحريري)، عون في مقره في الرابية، حيث تناول البحث موضوع التعيينات.

اغتيال عسيري

في سياق آخر، كشفت مجلة "الشراع" في عددها الأخير أن "مخططاً لاغتيال السفير السعودي في لبنان علي عسيري قد أحبط بعد توقيف متورطين فيه، بينهم سوري وآخر فلسطيني"، مضيفة أن المعتقلين "أدلوا باعترافات حول الجريمة الإرهابية التي كانوا يعتزمون تنفيذها".

وقالت "الشراع" تحت خانة "سري جداً"، إنه "لم يتم الكشف بعد عن هويات المتورطين، وسط تعتيم على الإنجاز الأمني الذي حققته المؤسسات اللبنانية في هذا الصدد، ولاسيما استخبارات الجيش اللبناني، في ملاحقة الإرهابيين وقطع الطريق على محاولاتهم زعزعة الأمن والاستقرار، وتحويل لبنان إلى ساحة من ساحات الصراع المحتدم في المنطقة".

وأضافت: "يجري فرض تكتم شديد من قبل المعنيين حول الموضوع الذي تتم متابعة التحقيقات فيه لجلاء كل أبعاد المخطط الإرهابي الخطير الذي كان يستهدف السعودية عبر سفيرها، والعلاقات اللبنانية الراسخة والعميقة معها، رغم محاولات التشويش عليها من قبل من يأتمرون بأوامر خارجية لا تراعي الحد الأدنى من مصلحة لبنان وأبنائه وانتمائه العربي الأصيل".

وقال عسيري أمس في حديث تلفزيوني انه لم يتبلغ من السلطات اللبنانية الرسمية أي خبر رسمي عن احباط محاولة لاغتياله، الا أنه أضاف أن أكثر من طرف لبناني أبلغه عن عملية الاغتيال. وقال عسيري إن «هناك مؤشرات عن مجموعة كبيرة كانت تخطط لاغتيالي»، مضيفاً أن هناك تحفظ لبناني عن نشر تفاصيل بشأن العملية.

خسائر

من جهة أخرى، تكبد لبنان خسائر تقدر بملايين الدولارات بسبب توقف حركة التصدير البري إلى دول الخليج والعراق عبر سورية بعد إغلاق الحدود الأردنية السورية قبل شهر، عندما سيطر مقاتلو المعارضة السورية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا (جنوب).

ويصدر لبنان برا إلى الاسواق العربية الخضار والفواكه ومواد غذائية ومعلبات وحبوبا وآلات ومعدات كهربائية ومواد أولية للصناعات الكيماوية.

وبلغت صادرات لبنان عام 2014، وفق إحصاءات رسمية، أكثر من 920 مليون دولار إلى دول مجلس التعاون الخليجي ونحو 256 مليون دولار الى العراق. وتحتل السعودية والامارات والعراق قائمة الدول المستوردة من لبنان.

وقال المحلل الاقتصادي نسيب غبريل، إن «معبر نصيب كان الوحيد الذي تُصدر من خلاله المنتجات اللبنانية برا، وبعد اغلاقه لم يعد هناك من معابر. تتعرض 35 في المئة من الصادرات اللبنانية اليوم للخطر».

وأشار إلى أن قطاع التصدير البري هو القطاع الثاني المتضرر بعد السياحة في لبنان بسبب الحرب السورية المستمرة منذ أربع سنوات.

في عام 2014، صدر لبنان، وفق غبريل، منتجات بقيمة ثلاثة مليارات و300 مليون دولار، أي ما يوازي 8 في المئة من حجم الاقتصاد، وذلك بتراجع نسبته 16 في المئة عن عام 2013.

وأضاف غبريل: «نواجه اليوم تراجعا اضافيا بسبب الاضطرابات واغلاق المعبر الوحيد الذي تنفذ منه الصادرات الى الاسواق الخليجية والعراقية».

وقال نقيب مالكي الشاحنات المبردة عمر العلي: «لدينا 900 شاحنة مبردة متوقفة داخل لبنان، ونحو 290 شاحنة أخرى عالقة في الخارج بين السعودية والكويت والأردن».

وأوضح العلي أن نحو 250 شاحنة نقل كانت تجتاز الحدود اللبنانية يوميا في الاوضاع العادية. وفي فترات الركود، انخفض العدد الى 120 قبل توقف الحركة كليا، باستثناء الرحلات التي تنقل البضائع الى السوق السوري.

وتحدث عن خسائر بملايين الدولارات، قائلا: «شاحناتنا تنقل انتاجنا الزراعي وانتاجنا الصناعي، وهو ما يحرك الاقتصاد اللبناني». وأضاف «يقبض السائقون راتبا بقيمة 1500 دولار شهريا لتأمين متطلبات عائلاتهم عبر تحريك قطاعات اخرى. كل ذلك توقف الآن».

ولخص وزير الزراعة أكرم شهيب، اثر اجتماع لمجلس الوزراء تطرق إلى الازمة الاسبوع الماضي، الوضع قائلا: «للأسف أصبحنا في جزيرة».

وتدرس الحكومة اللبنانية خطة لنقل الصادرات التي كانت تنقل برا عبر البحر.

وأوضح غبريل أن نقل البضائع عبر البحر «يتطلب وقتا اكثر من البر، والكلفة بالتأكيد اعلى، لكن هذا الحل يبقى افضل من لا شيء».

وقال أحمد علم، احد ابرز مصدري الفواكه والخضار في منطقة البقاع (شرق)، ان خسائره بلغت مليون دولار بعد اغلاق المعبر، وتوقف عشرين شاحنة من مؤسسته عن نقل الخضار والفاكهة عبر سورية.