فرنسا تبقى في دائرة الخطر وتلاحق بومدين المطلوبة الأولى

نشر في 11-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 11-01-2015 | 00:01
No Image Caption
• «القاعدة» يهدد الفرنسيين بهجمات جديدة... وواشنطن تحذّر رعاياها من «داعش» و«حزب الله» و«القاعدة»
• كواشي نسّق مع كوليبالي عبر زوجتيهما... والقضاء يكشف عن 500 اتصال بينهما خلال 2014
مع إطلاق السلطات الفرنسية حملة واسعة بحثاً عن المطلوبة الأولى لديها، الجزائرية الأصل حياة بومدين، دخل سكان باريس مواجهة مع تبعات حصارين وأعمال عنف على مدار ثلاثة أيام انتهت بخسائر فادحة في الأرواح، في وقت أطلقت الولايات المتحدة تحذيراً لرعاياها حول العالم من مغبة خطر مماثل.

عشية مسيرة حاشدة في باريس، بقيت فرنسا في دائرة الخطر الإرهابي أمس، والبحث الدؤوب الذي تقوم به قوات الأمن عن زوجة أحد الإسلاميين الثلاثة الذين قتلواً 17 شخصاً خلال ثلاثة أيام، في وقت حذرت الولايات المتحدة الأميركية رعاياها من مغبة خطر اعتداءات مماثلة في أي مكان من  العالم.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في المنطقة الباريسية، والتي رفعت الأربعاء إثر الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة إلى أعلى مستوى.

وفي ختام اجتماع أزمة في قصر الإليزيه ترأسه الرئيس فرنسوا هولاند، وحذّر فيه من أن "فرنسا لم تنته من التهديدات"، لفت كازنوف إلى أنه سيتم تعزيزها لاحقاً بالرغم من مقتل الجهاديين الثلاثة المسؤولين عن الهجمات الأكثر دموية التي شهدتها فرنسا منذ نصف قرن.

وانتهت مطاردة الشقيقين منفذي الاعتداء على مقر شارلي إيبدو (12 قتيلاً) بشكل دموي الجمعة، بمقتل سعيد وشريف كواشي، وكذلك أميدي (حمدي) كوليبالي المرتبط بالشقيقين، والذي قتل شرطية الخميس الماضي، حين اقتحمت الشرطة متجراً يهودياً في شرق باريس كان يحتجز فيه رهائن، وقتل منهم أربعة.

تنسيق الهجمات

وأعلن الإسلاميون الثلاثة قبل قتلهم بأنهم نسقوا فيما بينهم وأكد الشقيقان كواشي انتماءهما إلى تنظيم القاعدة في اليمن، فيما كشف كوليبالي عن انتمائه إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وكشف مدعي عام باريس فرنسوا مولان مساء أمس الأول، عن قيام روابط "متواصلة ومكثفة" بين شريف كواشي وأميدي كوليبالي من خلال رفيقتيهما.

وبينما أعلن القضاء الفرنسي إطلاق سراح الشاب مراد حميد، صهر شريف كواشي الذي ورد اسمه الأربعاء للاشتباه بمشاركته في الهجوم على شارلي إيبدو، والذي سلم نفسه للشرطة، أبقت الأخيرة على حجز الزانة حميد زوجة شريف كواشي منذ اعتقالها الأربعاء الماضي، في حين أصبحت حياة بومدين "26 عاماً" رفيقة كوليبالي من جهتها المطلوبة الأولى في فرنسا.

وبحسب النائب العام، فإن الزانة حميد "أجرت أكثر من 500 اتصال هاتفي خلال عام 2014 مع رفيقة كوليبالي".

والشقيقان كواشي الفرنسيان من أصل جزائري تبنيا الإسلام المتطرف وتدرب الشقيق الأكبر مع تنظيم القاعدة في اليمن في حين شارك الأصغر في شبكة لتجنيد الجهاديين وإرسالهم إلى العراق.

وإميدي كوليبالي صاحب السوابق الذي سبق وأدين في قضية تطرف إسلامي التقى شريف كواشي في السجن حيث اعتنق التطرف.

وبرّر كوليبالي المتحدر من أصول مالية ما فعله أمام الأشخاص الذين احتجزهم رهائن، بأنه انتقام للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، والقصف الغربي في سورية.

«القاعدة» والثغرات

وهدد المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب حارث النظاري فرنسا بهجمات جديدة، في شريط فيديو بثته أمس الأول مواقع جهادية، قال فيه: "أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحييون في إيمان وإن أبيتم إلا الحرب فأبشروا فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنين".

وحصيلة الهجمات الأخيرة غير مسبوقة لعمل إرهابي في فرنسا منذ ما لا يقل عن نصف قرن وأثارت صدمة كبرى في البلد وتساؤلات كثيرة حول إجراءاته الأمنية.

وأقر رئيس الوزراء مانويل فالس، في ضوء عدد الضحايا المرتفع بوجود، "ثغرات" في الاستخبارات، مذكراً بأن "مئات الأشخاص يغادرون إلى سورية والعراق" حيث "يتدربون على الإرهاب".

وكان شريف كواشي معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وكان الشقيقان مدرجين "منذ سنوات" على القائمة الأميركية السوداء للإرهاب.

وكتبت صحيفة ليبيراسيون اليسارية بمرارة أن القتلة الثلاثة "هم أبناء فرنسا، اعتنقوا التطرف هنا" فيما رأت صحيفة لو فيغارو أنه "تم إحقاق العدالة"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "هذه النهاية لا تمثّل خاتمة الحرب التي يشنها متطرفون على بلدنا".

تحذير أميركي

وفي واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في نشرة أمس الأول، أن "معلومات ذات صدقية تشير إلى أن الدولة الإسلامية والمنظمات التابعة لها، ومجموعات إرهابية أخرى تخطط لشن هجمات ضد مصالح أميركية وغربية في أوروبا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وفي مذكرتها سمّت الوزارة "داعش" في سورية والعراق وحزب الله وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب وفي جزيرة العرب، الناشط في اليمن.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، تضامن بلاده بكل قوة مع فرنسا، مشيراً الى أن الإدارة الأميركية كانت على اتصال دائم مع الحكومة الفرنسية "طوال مدة هذه الماسأة".

تعقب جهاديين

وفي كندا، التي شهدت في الخريف هجمات على عسكريين والمشاركة مثل فرنسا في الائتلاف الدولي ضد "داعش"، تواصل السلطات تعقب الجهاديين على أرضها، واعتقلت في هذا السياق أمس الأول، شقيقين يشتبه بضلوعهما في أنشطة إرهابية.

وأوقف آشتون كارلتون لارموند وكارلوس لارموند، ويبلغان 24 عاماً، الأول في أوتاوا، والثاني في مطار مونتريال قبيل رحيله إلى الخارج "للمشاركة في أنشطة إرهابية".

وأُعلن عن عمليتي التوقيف بعد ساعات على النهاية المأساوية لهجوم فرنسا الذي كان له وقع شديد في كندا حيث نقلت المحطات التلفزيونية الإخبارية في بثّ مباشر متواصل وقائع المطاردة حتى نهايتها الدامية.

معاداة الإسلام

وفي ألمانيا، تعول حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" - "بيغيدا"- على المخاوف التي أثارتها الاعتداءات الفرنسية من أجل تعبئة عدد أكبر من الحشود لتظاهراتها المقررة غداً في دريسدن لتكريم ضحايا الصحيفة الساخرة.

وفي التجمع الثاني عشر لها، دعت "بيغيدا" المشاركين إلى وضع "شارات سوداء علامة حداد على ضحايا الإرهاب في باريس"، ومن المفترض أيضاً أن يقف المشاركون في التجمع دقيقة صمت.

وفي كل أنحاء أوروبا، يمكن أن تستفيد هذه الحركة من الاستنكار الذي أثاره الاعتداء لكسب مؤيدين جدد، ومن المقرر تنظيم تظاهرة أولى لـ "بيغيدا" في فيينا أواخر يناير الجاري، بينما تحدث زعيم الحزب البريطاني المعادي للهجرة "يوكيب" عن وجود "طابور خامس" في أوروبا.

(باريس، أوتاوا، واشنطن-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top