الإصلاح بين الناس
قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ". الحجرات (10)، وقال عليه الصلاة والسلام: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين". رواه الترمذي.تدبرت حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقلت في نفسي يا سبحان الله، الإصلاح بين الناس والعدل بين الاثنين أفضل عند الله من درجة الصيام والصلاة والصدقة... لماذا؟ لأن الصيام والصلاة والصدقة أجرها وخيرها يعود على المرء نفسه، أما إصلاح ذات البين فنفعه وخيره يعود على الناس، ولذلك فإن إصلاح ذات البين أفضل عند الله من درجة الصيام والصلاة والصدقة.
ومن المواقف المشرقة في إصلاح ذات البين الموقف التالي:جاء رجل إلى الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يريد أن يطلق زوجته. فسأله عمر: ولمَ تطلقها؟ أجاب الرجل: لأني لا أحبها.فقال عمر: أَوَكل البيوت بنيت على الحب؟ أين الرعاية والعشرة والخدمة؟هذا الرجل جاء إلى عمر ليطلق زوجته لأنه لا يحبها. طبعاً عمر، رضي الله عنه، من شدة حرصه على تماسك الأسرة وعدم تفككها رده وقال له: إن البيوت لا تقوم على الحب فقط، فهناك العشرة والرعاية والخدمة وتربية الأولاد والسهر على راحتهم.امتثل الرجل لقول عمر، وعاد إلى بيته سعيداً بعد أن كان مهموماً يريد طلاق زوجته، فطوبى لمن قام ويقوم بهذا الدور العظيم في الإصلاح بين الناس، وأخص بالذكر مركز إصلاح ذات البين التابع لوزارة العدل، فهذا المركز يقوم بحل المشاكل بين الزوجين والإصلاح بينهما، فشكراً لهم على جهودهم المثمرة وحرصهم على تماسك الأسرة وعدم تفككها.