عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، تعيش واشنطن حالة من الاستنفار والقلق والحركة، وسط الحرب بين الديمقراطيين والجمهوريين للفوز بمقاعد مجلسي الشيوخ والنواب.

Ad

وتأتي هذه الانتخابات وسط رأي عام أميركي غاضب من تعثر سياسة إدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الداخلية والخارجية. والى جانب الناخبين الجمهوريين المعادين لأوباما، هناك جمهور كبير من الديمقراطيين الذين يشكلون كتلة تصويتية قوية عبروا عن ضجرهم من سياسات أوباما وراحوا يصفونها بـ»البطة العرجاء» لأنها بلا رؤية واضحة لمعالجة العديد من القضايا.  وشهدت الحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطيين في الاسابيع الماضية لحظات صعبة وحرجة، لدرجة أن المرشحة الديمقراطية آلسن لوندنغارن غرايمس عن ولاية كنتاكي عندما سئلت أخيراً اذا صوتت لأوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أم لا فضلت التهرب من الإجابة خوفاً من أن يؤثر ذلك على فرص نجاحها في هذه الانتخابات عن ولاية كنتاكي.

وسيتوجه اليوم الناخبون الأميركيون الى صناديق الاقتراع، لإجراء انتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب الـ435 مقعداً، والتي يحظى الديمقراطيون حالياً فيها بـ199 مقعدا مقابل أغلبية جمهورية بـ233 مقعداً، علماً أن هناك ثلاثة مقاعد شاغرة بسبب استقالات.

وفي حسابات الربح والخسارة في مجلس النواب، يملك الجمهوريون 200 مقعد مضمون، ويجب عليهم للحفاظ على الأغلبية مثلما حدث عام 2012 أن يفوزوا بـ34 مقعداً. أما الديمقراطيون فيملكون 158 مقعداً مضموناً ولابد أن يفوزوا بـ59 مقعداً من أجل الوصول إلى أغلبية. وتدل المؤشرات جميعها على احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب.

الحرب على أشدها بين الطرفين من أجل الفوز بمقاعد مجلس الشيوخ وخاصة من قبل الجمهوريين. ويتكون مجلس الشيوخ من 100 مقعد (مقعدان لكل من الولايات الخمسين). ويجري في هذه الانتخابات التجديد لثلث أعضاء المجلس أي لـ33 مقعداً اضافة الى 3 مقاعد ستكون شاغرة بسبب تقاعد اصحابها، ما يعني أن الانتخابات ستجرى على 36 مقعداً، 21 منها يشغلها حالياً ديمقراطيون، و15 جمهوريون، وبذلك يحتاج الجمهوريون الى الفوز بـ6 مقاعد جديدة اذا حافظوا على مقاعدهم الحالية لانتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ.  

ويحظى الديمقراطيون في المجلس الحالي بـ53 مقعداً في حين يحظى الجمهوريون بـ45 مقعداً، إضافة إلى اثنين من المستقلين وهم عادة يصوتون باستمرار للديمقراطيين، وهذا يعني أن لدى الديمقراطيين حالياً 55 مقعداً.  وترجح التوقعات فوز الجمهوريين بمجلسي الشيوخ والنواب، وذلك سيشكل ذلك كابوسا للرئيس أوباما، والبعض يرى أن فوزهم سيكون المسمار الأخير في نعش الرئاسة الديمقراطية، بانتظار انتخابات الرئاسة عام 2016.

وسيحدد مصير مجلس الشيوخ عدة ولايات، من ضمنها ولاية كولورادو حيث الديمقراطي توم أودال الذي ينافس خصمه الجمهوري كوري غارنر، وولاية جورجيا التي يتوقع فيها الإعادة حيث تقاتل الديمقراطية ميشيل نان الجمهوري ديفيد بردو، وفي ولاية أيوا حيث يتواجه الديمقراطي بروس بيلي مع الجمهورية جوني آرنست، وفي ولاية كنساس يقاتل الديمقراطي غريغ أورمن الجمهوري بات روبرتس، وفي ولاية نيو هامشاير تقاتل الديمقراطية جين شاهين الجمهوري سكوت براون، وأخيرا في ولاية كنتاكي حيث تقاتل الديمقراطية ألسن لوندغارن غرايمس الجمهوري ميغ مكونل.

إلا أن الأمر في ولاية كارولينا الشمالية يثير الاهتمام بشكل لافت، لأن السناتورة الديمقراطية كاي هايغن لاتزال تقاتل ضد الجمهوري توم تيليس من أجل الفوز رغم أن حظوظها ضعيفة جداً، خصوصا أنها تجاهلت حضور اجتماع هام للجنة القوات المسلحة في الكونغرس، وذهبت لحضور حفل جمع التبرعات لحملتها الانتخابية مما أثار سخط أهالي كارولينا التي تحتضن عددا كبيرا من القواعد العسكرية.