في حوار مع «الجريدة» على هامش اللقاء، تحدث مؤسس «بيت الكتّاب الدولي» في بيروت ومديره شريف مجدلاني حول المراحل التي قطعها «بيت الكتاب الدولي» حتى رأى النور وأصبح واقعاً على الأرض يستقطب تظاهرات ثقافية عالمية، وقال:
«بدأت الفكرة في أوائل الألفية الثالثة عندما كنت مع أصدقاء وجامعيين نتجول في أنحاء لبنان، ونقف مشدوهين أمام جمال العمارة اللبنانية التراثية والمنازل والقصور القديمة، ونتمنى لو انها تفتح ابوابها للأدباء والشعراء للإقامة فيها والكتابة. وتساءلنا آنذاك لماذا لا نؤسس مكاناً جميلا يكون بيتاً للكتّاب من أنحاء العالم ينصرفون فيه إلى الكتابة وتبادل الأفكار والخبرات مع بعضهم البعض».يضيف: «في 2009، ولمناسبة إعلان «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، طرحنا الفكرة على وزارة الثقافة وأجرينا لقاءت عالمية بهدف تأسيس بيت عالمي للكتّاب في بيروت. لكن مع انتهاء فعاليات «بيروت عاصمة عالمية للكتّاب» واستقالة الحكومة اللبنانية، ذهبت الفكرة أدراج الرياح، فانكفأت مؤقتاً إنما بقي المشروع يضجّ في رأسي. وفي 2012 عاودت العمل عليه مع فريق من الشباب الجامعي وأسسنا جمعية باسم «البيت الدولي للكتّاب»، أطلقناها في 2013».يتابع: «في 2014 نظمنا اللقاء الأول حول الرواية، وهذا العام تمحور اللقاء حول الشعر وسنعود في العام المقبل إلى الرواية، أود الإشارة هنا إلى أننا ليس لدينا بيت بالمعنى المادي للكلمة إنما الهدف أن نكوّن هيكلية لنا».ملتقى الثقافاتحول أهداف «البيت الدولي للكتّاب» يوضح مجدلاني: «هدفنا الرئيس جمع حوالي 15 أديباً وشاعراً من انحاء العالم في بيروت في ربيع من كل عام، على مدى يومين أو ثلاثة حول موضوع معين، أما لماذا هذا التوقيت بالذات، فلأن هذه الفترة في السنة تخلو من مهرجانات الكتب التي تشهدها بيروت في أواخر كل سنة وفي شهر مارس».لكن ما ردة فعل الأدباء العالميين لدى دعوتهم إلى لبنان؟ يتحمسون جداً، يجيب، «بيروت في مخيلة هؤلاء مدينة لها خصوصية، فهي ملتقىً للثقافات، وعاصمة متعددة الأوجه واللغات، ومرفأ انطلق منه اللبنانيون إلى بلدان الاغتراب. ثم بيروت جزء من نسيج المجتمع اللبناني المتميّز بتعدديته وبكونه نموذجاً للعيش المشترك بين طوائفه، وفي الوقت نفسه شكل على مدى تاريخه أرضاً خصبة للصراعات، كل ذلك يثير فضول الأدباء العالميين للتعرف على هذا المجتمع...كيف يتم اختيار الكتّاب للمشاركة في اللقاءات؟ نحرص على دعوة أدباء وشعراء لا يعرفهم الجمهور اللبناني ولم يسبق أن زاروا لبنان، وخلال إقامتهم يتناقشون مع الجمهور اللبناني حول نتاجهم. كل ذلك بهدف تعزيز حضور بيروت كمركز أدبي وثقافي، وهو دور اضطلعت به على مدى تاريخها ولم تستطع الثورات محوه».لماذا اختيار الشعر هذا العام؟ «قصدنا إلقاء الضوء على فضاءاته المختلفة الثقافية واللغوية عبر تجارب الشعراء الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة، وأن يتابع الجمهور كيفية تعاطي كل شاعر مع اللغة التي تمثل ثقافته».يوضح في هذا السياق: «لا يعني الضمور الظاهر للشعر في الحيّز التجاري المتعلق بالنشر اختفاء النوع من المشهد الأدبي، كما ينزع البعض أحياناً الى الاعتقاد. لا بل على العكس، فالشعر لا يزال حيّاً اليوم وفي جميع اللغات والفضاءات الثقافية، وهو ما انفكّ يسائل الكائن في العالم والمجتمع وفي اليوميّ واللغة، مستخدماً أنماط تعبير متجددة على الدوام ومتمظهراً عبر أشكال شفهية متعددة وفريدة».يشير مجدلاني إلى ان «بيت الكتّاب الدّولي» في بيروت ليس مكان إقامة للكتّاب بهدف التأليف والكتابة، إنما هو منظّمة تُعنى بجمع الكتّاب ضمن لقاءات عامّة، ويهتم بـ: أدب العالم الجديد في حواره مع أدب العالم القديم، الأعمال الأدبية المزدهرة في الثقافات المتعددة اللغات، الأعمال الأدبية للأقليات، الأعمال الأدبية للمهاجرين والعلاقة التي تربط بين الكتّاب المهاجرين والأدب في البلد الذي احتضنهم. نشر مجلّة أدبيّة سنويّة تتناول موضوع اللّقاءات، وتتضمّن نصوصًا حديثة للكتّاب والأدباء المشاركين فيها باللغة الأصليّة، مع ترجمات إلى اللّغات العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة. تطوير البحث من خلال تنظيم لقاءات أكاديميّة كلّ سنتين حول الأعمال الأدبيّة المُعاصرة للمهاجرين، و}الأوروفونيّة}، ومسألة الحداثة الأدبيّة.يلفت مجدلاني إلى أن البيت الدولي للكتّاب يعمل على مدار السنة، بالتعاون مع رعاة له في أنحاء العالم، على تشجيع الجامعات على تقريب الأدب المعاصر من الطلاب، وتأمين لقاءات للكتّاب اللبنانيين في الخارج للتعريف بنتاجهم وبمكونات الثقافة اللبنانية، فضلا عن تشجيع الأدباء المتحدرين من اصل لبناني والمقيمين في الخارج على إقامة جسر تواصل ثقافي مع بلدهم الأم، وتنظيم لقاءات لهم في لبنان».الشعراء المشاركون في «شعر وأداء»بيار بارلانوُلِدَ بيير بارلان في العام 1957. وهو أستاذ في الفلسفة، كاتِب وشاعِر، أسَّس المجلّة الأدبيّة {هيامز} (Hiems) عام 1997 وتولّى إدارتها والإشراف عليها حتى صدور آخر عدد منها في العام 2003. نشر العديد من كُتُب الشعر والنثر غير الروائية، أحدثها Ciel déposé 2015. يعمل حاليًّا على عدّة نصوص، بالإضافة إلى كتيّب لعمل أوبّرالي مقتبس من أسطورة أوفيد. يقيم في جنوب فرنسا، وقد أمضى شهر إبريل 2015 في بيروت في إطار إقامة كتابيّة.كارلس دوارتيولد كارلس دوارتي في برشلونة عام 1959. هو شاعرٌ ولغويّ، يرأس حالياً المجلس الوطني للثقافة والفنون في كاتالونيا ويدير مؤسّسة لويس كارولا. نشر عددًا كبيرًا من دواوين الشعر باللغة الكاتالانيّة، بالإضافة إلى عدّة أعمال روائيّة. تعاون مع العديد من الفنّانين، رسّامين ونحّاتين ومصوّرين.كستن ساذرلندولد كستن ساذرلند في بريستول (المملكة المتّحدة) عام 1976. له عدّة دواوين شعريّة، وكتاب عن ماركس والشعر بعنوان Stupefaction: a radical anatomy of phantoms 2011. يشارك أندريا برادي إدارة منشورات}بارك برسّ}. يقيم في برايتون، حيث يدير مهرجان ساسكس للشعر، ويدرّس اللغة الإنكليزيّة في جامعة المدينة نفسها.فلورانس بازوتوتعيش الشاعرة ومخرجة الفيديو فلورانس بازوتو في مسقط رأسها مارسيليا. لها عدّة مؤلّفات. تمزج في أعمالها بين الكتابة والفنون البلاستيكيّة. شاركت بتأسيس مجلّة Petite 1995-2005، وكانت عضو في لجنة تحرير مجلّة Action poétique بين 2005 و2012.وليام كليفولد الشاعر الفرنكوفونيّ وليام كليف عام 1940 في جمبلو (بلجيكا). له عدد من الدواوين الشعريّة. يُعتبر كليف اليوم واحد من أهمّ شعراء اللغة الفرنسيّة، وقد حاز عام 2007 على الجائزة الكبرى من الأكاديميّة الفرنسيّة لمجمل أعماله. من أبرز الشعراء الذين استضافهم اللقاء الشاعر البلجيكي باللغة الفرنسية ويليام كليف الحائز جائزة غونكور 2015 عن مجمل شعره وقد تسلمها في 5 مايو في باريس، إضافة.فوزي يمّينولد الشاعر والصحافيّ والمدرّس فوزي يمّين في زغرتا عام 1967. كتب أطروحة دكتوراه عن الشاعر أنسي الحاج، ونشر بعدها دواوين شعريّة من بينها: {توقّفوا، أريد أن أنزل} (2004)، {كلاب العزلة} (2007 )، {تضع كرسيًّا أمام الباب وتنتظر لتأتي الطريق} (2010)، «كلاسيك (2011).اسكندر حبشولد الكاتب والصحافيّ والشاعر اسكندر حبش سنة 1963 في بيروت. كانت له مساهمة فعّالة في إصدار مجلّات شعريّة منذ أواسط الثمانينيّات. يدير حاليًّا الصفحة الثقافيّة في جريدة السفير، وهو ناقد أدبيّ ومترجم للشعر والرواية ورئيس اللجنة الدولية لأصدقاء نيكوس كازنتزاكيس – فرع لبنان. له عدّة دواوين بينها: {بورتريه رجل من معدن} (1988)، {نصف تفّاحة} (1993)، {تلك المدن} (1997)، {أشكو الخريف} [وقد صدرت الدواوين الأربع في كتاب واحد تحت عنوان "لا أمل لي بهذا الصمت" 2009]، و}لا شيء أكثر من هذا الثلج} 2013.فؤاد م. فؤادولد محمد فؤاد سنة 1961. شارك في تأسيس نادٍ أدبيّ للكتّاب الشبّان في الثمانينيّات في جامعة حلب، وأدى دورًا مهمًّا في الحركة الشعريّة الحديثة في سورية. هو جرّاح، يدرّس اليوم في الجامعة الأميركيّة في بيروت بعدما ترك حلب. له عدّة دواوين منها: {طاغوت الكلام} (1990)، {المتروك جانبًا} (1998) و«قال بيدبا} (2005).سيباستيان ليسبيناسولد في 8 ديسمبر 1975 في مرسيليا ويتنقل بين تولوز ومونتروي،يبحث عن القليل من الهواء والتسكّع بين الكلمات، وعن أساليب للتنفّس سويًّا،يضع ثقوبًا في نسيج نصوصه ليفرّ منها، يقرّب المتباعدات... له دواوين شعرية عدة.هند شوفانيابنة مناضلين فلسطينيّين، ولدت في بيروت سنة 1978. شاعرة وسينمائيّة، وعضو مؤسّس لـ Poeticians، منصّة تهدف إلى تنظيم قراءات شعريّة متعدّدة اللغات. تتنوع كتاباتها بين أفلام ووثائقيّات وديوانَي شعر باللغة الإنكليزيّة.جاد حاتمولد جاد حاتم سنة 1952. هو فيلسوف و أستاذ في جامعة القدّيس يوسف في بيروت. له العديد من الدراسات عن الشعر، بينها دراسة عن شعر كارلس دوارتي، فضلا عن دواوين شعرية.أندريا براديوُلِدَت أندريا برادي في فيلاديلفيا عام 1974. تُدرّس اليوم الشِعر في جامعة {كوين ماري} في لندن وتدير مركزًا للشِعر في الجامعة نفسها، بالإضافة إلى مجموعة Archive of the Now ، وهي سلسلة رقميّة لتسجيلات الشعراء وهم يؤدّون شِعرهم. كما تُشارِك في إدارة دار النشر {بارك بريسّ} إلى جانب كستن سذرلند. وهي عضو في جماعة الشِعر النسائي {بروتوفورم}.نشرَت أندريا برادي عدّة مجموعات شعرية
توابل - ثقافات
«البيت الدولي للكتاب» في بيروت يجمع 12 شاعراً عالمياً
13-05-2015