طهران تنشر صواريخ في العراق... وتكريت كلها مفخخة

نشر في 18-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-03-2015 | 00:01
• البرزاني: «الحشد» قد تشكل مشكلة أكبر من «داعش»

• الصيهود: «المتطوعون» أحبطوا التقسيم
إلى جانب الوجود الإيراني المباشر في معركة مدينة تكريت، عمدت طهران إلى نشر صواريخ وقذائف صاروخية في العراق، في دليل جديد على تعاظم النفوذ الإيراني. 

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ إيران نشرت صواريخ وقذائف صاروخية في العراق في إطار مشاركتها في معركة تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من تنظيم «داعش»، مما يدلّ على تزايد النفوذ الإيراني في العراق.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين قولهم إن وكالة الاستخبارات الأميركية رصدت نشر تلك الصواريخ والأسلحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، لافتةً إلى حشد قوةٍ في صلاح الدين بلغت ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاها من الميليشيات تمّ تدريبها وتسليحها في إيران.

وأشار مسؤول عسكري أميركي للصحيفة الى أن طهران نشرت قذائف صاروخية من نوع «فجر 5» وصواريخ من طراز «فاتح 110».

ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين أنّ قذائف «فجر 5» هي نفسها التي استخدمتها حركة «حماس» ضد إسرائيل، كذلك الأمر بالنسبة لـ«حزب الله» والجيش السوري الموالي للنظام.

وبحسب «نيويورك تايمز»، أبدى المسؤولون الأميركيون خشيتهم من استخدام هذه الصواريخ والقذائف، «لما يمكن أن تتسبّب فيه من تأجيج التوترات الطائفية، وتسبب سقوط ضحايا من المدنيين، لأنها ليست موجهة بدقة».

تفخيخ  «كل شيء»

في غضون ذلك، لايزال الغموض يلف مصير معركة تكريت. وأعلنت وزارة الدفاع العراقية رسميا مساء أمس الأول توقف المعارك، إلا أنها عادت أمس لتعلن استئناف الهجوم.

وقال المتحدث باسم «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، وهي فصيل شيعي منضوٍ في «الحشد»، إن «داعش» عمد الى تفخيخ «كل شيء» في تكريت، مما أدى الى عرقلة الهجوم.

وقال الطليباوي: «لقد زرعوا العبوات في جميع الشوارع والمباني والجسور بمعنى فخخوا كل شيء»، مضيفا: «توقفت قواتنا بسبب هذه الإجراءات الدفاعية».

وأوضح: «نحتاج الى قوات مدربة على حرب المدن»، مشددا على أن «معركة استعادة تكريت ستكون صعبة بسبب التحضيرات التي قام بها داعش».

وأشار الى أن الجهاديين محاصرون في أحياء المدينة، لكنه أقر بأن «الشخص المحاصر يقاتل بشراسة».

تصريحات كردية

على صعيد آخر، أعرب رئيس جهاز الاستخبارات في إقليم كردستان العراق مسرور البرزاني أمس، عن مخاوف بشأن الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران (الحشد الشعبي) في القتال إلى جانب قوات الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من «داعش».

وأوضح البرزاني خلال مقابلة مع «بي بي سي»، أن استعانة الحكومة العراقية بهذه الميليشيات قد تؤدي إلى مشكلة أكبر من التنظيم، وذلك من خلال زيادة التوتر بين المجتمعات السنية والشيعية، منتقدا بشدة حكومة بغداد لاستخدام ميليشيات «الحشد الشعبي» التي غطت إلى حد بعيد على دور الجيش العراقي في المعركة لاستعادة تكريت ذات الغالبية السنية.

وقال البرزاني: «هذا سيخلق مشكلة أكبر من داعش، يجب علينا جميعا أن ننظر إلى الأمر باعتباره حرباً ضد التنظيم، يجب علينا أن نحارب داعش معا، لكن إذا حدث انتقام أو ثأر بين الطوائف أو الديانات أو الجماعات العرقية، فسيصبح هذا بالتأكيد مشكلة أكثر صعوبة».

من جهة أخرى، اتهم المسؤول الكردي حكومة بغداد بحجب التمويل عن الأكراد بينما تدفع أموالا طائلة للميليشيات الشيعية، قائلا: «إنهم يدفعون للموصل ويدفعون للأنبار الخاضعتين لسيطرة داعش، ولماذا لا يدفعون لكردستان وهي حليف؟ نحن نحارب عدوا مشتركا، كيف لا نحصل على الدعم الملائم؟ لماذا لا يُدفع للبيشمركة بينما تحصل الميليشيات الشيعية على أموال؟».

ومن ناحية أخرى، أعرب البرزاني عن اعتقاده بأن الحل السياسي الطويل الأمد في المنطقة ينبغي أن يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الجماعات المختلفة، لافتاً إلى أن «داعش ظهر نتيجة أخطاء سياسية في العراق وفي المنطقة، ومن قبله كان هناك تنظيم القاعدة، وغدا قد يكون هناك شيء آخر، إذن هناك مشاكل تاريخية ذات جذور عميقة في المنطقة».

واستطرد قائلا: «يجب أن يكون هناك تفهم وضمانات لكل هؤلاء السنّة والشيعة والأكراد، بأنهم سيحظون بمستقبل مشرق وآمن، هذا هو السبيل الوحيد كي يرتاح كل هؤلاء في العيش سويا».

الصيهود

وفي أول رد من بغداد على تصريحات البرزاني، اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود أمس، تلك التصريحات، «جزءا من مشروع أميركي صهيوني لتفكيك المنطقة وإضعافها»، مشيرا إلى أن «هذه التصريحات يراد منها إحباط معنويات الحشد الشعبي ورفع معنويات داعش المنهارة».

وأضاف الصيهود أن «الحشد الشعبي غيّر مجرى التاريخ، وأفشل اكبر مؤامرة أميركية صهيونية في المنطقة لتقسيمها».

يذكر أن «الحشد» يضم آلاف المتطوعين الشيعة، الذين ينتمون أصلا الى ميليشيات شيعية عسكرية كانت ناشطة منذ 2003، وعادت الى الواجهة منذ ظهور داعش في سورية وانتقاله الى العراق.

«الكلور»

في سياق آخر، أبدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء أمس الأول قلقها من استخدام تنظيم «داعش» غاز الكلور في حربه مع قوات البيشمركة الكردية. وكان مسوؤلون أكراد أكدوا أنهم يمتلكون أدلة على تعرض البيشمركة لثلاث هجمات بالكلور.

(بغداد - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا)

back to top