أمير الإنسانية

نشر في 12-09-2014
آخر تحديث 12-09-2014 | 00:01
إن موقف سمو الأمير على المستويات الإقليمية والعربية والعالمية تجاه القضايا الإنسانية لم يكن غريباً، فهو إحدى ركائز الدبلوماسية نحو استقرار المنطقة، وهو القائد المحنك الذي امتهن سياسة رأب الخلافات بين الدول الصديقة، وتبنيه لكل ما من شأنه مصلحة شعوب المنطقة والعالم حتى أثمر هذا الحضور بتتويجه قائداً للإنسانية على مستوى العالم.
 أ. د. فيصل الشريفي قال تعالى "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ". سورة إبراهيم الآية (7).

لعبت الكويت دوراً ريادياً في توجيه الرأي العالمي حول الكثير من القضايا الإنسانية من خلال تنظيمها لأكثر من مؤتمر لدعم اقتصاد الدول الفقيرة، وأيضاً من خلال دعمها للدول التي عانت ويلات الحروب الداخلية وآخرها مؤتمر المانحين لشعب السوري الشقيق.   

هذه اللفتة الإنسانية التي جاءت بتوجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه- لم تكن غريبة على سموه، إنما إرث امتد عبر تاريخ دولة الكويت، فقد استطاع الشيخ صباح الأحمد الصباح أن يضع اسم دولة الكويت على خريطة العالم كمركز للإنسانية؛ مما دعا هيئة الأمم إلى إطلاق لقب "قائد الإنسانية" على سموه.

هذا اللقب يعرف أبناء هذه الأرض الطيبة قيمته، فهم أقرب شعوب الأرض لقلب حاكمهم الذي يبادلهم الحب والتقدير دون تصنع أو تكلف، يسمع لصغيرهم قبل كبيرهم، يجمع في شخصه الكريم دماثة الخلق وروح التفاؤل ونظرة الأمل.

إن موقف سمو الأمير على المستويات الإقليمية والعربية والعالمية تجاه القضايا الإنسانية لم يكن غريباً، فهو إحدى ركائز الدبلوماسية نحو استقرار المنطقة، وهو القائد المحنك الذي امتهن سياسة رأب الخلافات بين الدول الصديقة، وتبنيه لكل ما من شأنه مصلحة شعوب المنطقة والعالم حتى أثمر هذا الحضور بتتويجه قائداً للإنسانية على مستوى العالم.

اليوم نحن- أبناء الكويت- مطالبون أكثر مما مضى بترجمة هذا اللقب على أرض الواقع من خلال نبذ الخلافات والبدء بصفحة جديدة من العمل الجاد لرفعة شأن الكويت في كل المعطيات، وأن نسعى إلى إسعاد كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة التي جاءها رزقها من كل صوب.

اليوم الكويت بحاجة إلى إحياء روح الألفة والتعايش السلمي التي تركها الآباء والأجداد كموروث إنساني لهذا الجيل وللأجيال القادمة، فعندما كانت الحياة في منتهى قسوتها لم يتخلوا عن تلك المبادئ العظيمة، أما اليوم فليس لنا عذر بعد أن منّ الله علينا بهذا الخير الكثر، وأعاد لنا الكويت حرة من براثن الغزو الصدامي.

إن التاريخ يأبى إلا أن يكرم صاحب السمو بعد هذه المسيرة الطويلة من العمل والإخلاص، فبعد مرور أكثر من نصف قرن عندما ألقى سمو الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية آنذاك أول خطاب لدولة الكويت في الأمم المتحدة في عام 1963 بمناسبة استقلال دولة الكويت عاد ليكرمه قائداً للإنسانية.

أخيراً نبارك لسموه حفظه الله ورعاه، ولسمو ولي عهده الأمين، ولشعب الكويتي وكل محب لصباح الخير هذا التكريم وهذا اللقب الغالي على قلوبنا.

ودمتم سالمين.

back to top