وثيقة لها تاريخ: الشيخ سالم المبارك وافق للإنكليز على استئناف الكشف عن النفط عام 1917م
في المقال الماضي ذكرت أن أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح أعطى موافقة للإنكليز للبدء في عمليات استكشاف النفط في الأراضي الكويتية وذلك في أكتوبر من عام 1913م، إلا أننا لم نطلع أو نقرأ أن الإنكليز بدأوا فعلياً في الاستكشافات في ذلك العام، والمرجح أن اندلاع الحرب العظمى الأولى شغلتهم عن القيام بهذا العمل.وحاول الإنكليز مرة أخرى في عام 1917 بدء عمليات الاستكشاف، حيث أرسل المعتمد البريطاني في الكويت رسالة إلى الشيخ سالم المبارك الصباح يطلب منه الموافقة على استقبال مهندسين اثنين وتعيين من يرافقهما إلى كاظمة والبرقان لفحص الأرض وما تحتها بحثاً عن النفط.
وتقول الرسالة التي يعود تاريخها إلى 8 فبراير 1917 ما يلي: «من كرنل ار اي ايه بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في الكويت إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم حميد الشيم المحب الشيخ سالم المبارك الصباح دام بقاه... بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال عن عزيز خاطركم دمتم بخير وعافية بعده ورد لنا تلغراف من البصرة يعرفونا بان من بعد كم يوم مهندسين اثنين راجعين الى شركة الكاز وهي انكلو برتش ايل كمبني وقصدهم يوصلون راس كاظمة وإلى البرقان نرجوكم تعرفونا هل يوجد مانع لذلك املا (ام لا) واذا ليس اكو مانع هل ممكن تجعلون معهم كم نفر من خدامكم مقدار الكافي لهم وتجعلونا لكم بذلك ممنونين هذا ما لزم ودمتم محروسين. 16 ربيع آخر عام 1335 موافق 8 فبروري عام 1917».والغريب في هذه الرسالة التي أظن أنها لم تنشر من قبل أنها أتت خلال الحرب التي انتهت في 11 نوفمبر 1918، مما يدفعنا للاعتقاد بأن التفكير في البحث عن النفط في الكويت والمناطق المجاورة الأخرى تجدد قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، وربما يعود السبب في ذلك إلى حاجة الحلفاء إلى النفط لاستخدامه في الحرب.وقد رد الشيخ سالم المبارك على طلب المعتمد البريطاني بالموافقة، بل إنه لم يتردد في تعيين بعض الرجال لمرافقة المهندسين القادمين للبحث عن «القار» كما ورد في بعض المكاتبات حول ذلك. يقول الشيخ سالم في رده: «من سالم المبارك حاكم الكويت إلى حضرة الأفخم عالي الجاه المحب كرنل ار اي ايه هملتن بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية في الكويت دام محروسا.. غب السؤال عن خاطركم دمتم بخير وسرور هو انه يد الوداد اخذة كتابكم المؤرخ 13 ربيع الاخر عرفتم انه بعد كم يوم يجون نفرين مهندسين من جهة شركة الكاز وقصدهم يصلون كاظمة والبرقان ما فيه باس وليس يوجد مانع ونجعل معهم مقدار كافي من خدامنا حسب امركم ونحن الممنونين هذا ما لزم ودمتم سالمين 16 ربيع 2 1335».