من له الفضل في تثبيت خطاك على الساحة الدرامية؟ 

Ad

 

الفضل أولا لله عزّ وجلّ، وثانياً لعائلتي التي دعمتني حتى حققت ما أصبو إليه. أمّا من الناحية التقنية، فالفضل للجمهور الحكم الذي تجاوب مع أدائي ودعمني في إنطلاقتي، فتشجعت أكثر للتقدّم وتطوير ذاتي، لأن الموهبة وحدها لا تكفي من دون دعم الآخرين الذي يحثّنا على مزيد من العطاء والاستمتاع بذلك.

 

دعمت موهبتك بالتخصص الجامعي في المسرح، ولم تتكل على شكلك الخارجي.

 

رغم أن شكلي الخارجي ساعدني وشكّل مفتاحاً في مكان معيّن، لكنه ليس الأساس، وليس ضرورياً أن يكون الممثل وسيماً،  لأن التمثيل يتطلّب معرفة كيفية تركيب الشخصيات، وهذا أمر صعب، وبإمكاني استخدام جمالي في مجال آخر لكنني لا أفعل، لذا أحزن إن أثنى أحدهم على وسامتي لا على أدائي. وانطلاقاً من ذلك أرفض إقحام عارضي الأزياء وملوك الجمال في التمثيل لمجرّد تقديم وجوه جميلة ممتعة للمشاهد، لأن ثمة موهوبين مظلومون لم يُفسح في المجال أمامهم لإظهار قدراتهم التمثيلية. 

 

ما أوجه الاختلاف في الأداء  بين الدراما التلفزيونية والمسرح؟

 

على الصعيد التقني، يتطلب المسرح حركة جسدية واسعة ومبالغ فيها أحياناً، فيما لا يجوز ذلك في إطار الدراما التلفزيونية. أمّا على صعيد الأداء، فلا اختلاف في كيفية تركيب الشخصية. 

 

هل من صعوبة وعراقيل يعانيها الممثل في إنطلاق مسيرته، وهل هي مماثلة لما تعانيه الممثلة؟

 

يتعرض الاثنان للتحرّشات نفسها، للأسف يقدّم البعض تنازلات بهدف الوصول، وإذا رفض الخضوع لها يجد صعوبة في الانطلاق. علماً أن ثمة تضخيماً معيّناً للعلاقة بين المنتج والممثل، فأي تصرّف من أحدهما  ينمّ عن قناعة شخصية، وفي النهاية يفرض كل منّا احترام الآخرين لنا. من جهة أخرى، ثمة منافسة في هذه المهنة، لذا يجد  الممثل الصاعد صعوبة في إظهار مواهبه، في ظل وجود كم كبير من خرّيجي المسرح سنوياً. 

 

كيف استطعت إبراز موهبتك؟

 

حالفني الحظّ في المشاركة مع المخرج إيلي حبيب في مسلسل للمراهقين ومن ثم في مسلسل «لولا الحب» الذي كان الأهمّ في إنطلاقتي.

 

هل أصبحت انتقائياً أكثر في خياراتك؟

 

عُرضت علي سبعة  نصوص رمضانية لكنني اخترت اثنين منها، لأنني لا أسعى إلى الربح المادي والظهور في كمّ من المسلسلات، بل الاقتناع بالنص وهوية المخرج ونوعية الإنتاج، هذه العوامل مجتمعة تريحني نفسياً ومعنوياً في العمل.

 

كيف تصف علاقتك بالمنتجين؟

 

التعاون مع المنتجَيْن اللذين  أشارك في مسلسليهما راهناً يشعرني بطمأنينة وأمان، فمعهما لا أفكر في أمور أخرى غير كيفية أداء الدور.

والمخرجَيْن إيلي حبيب وسمير حبشي؟

 

أستمتع بالعمل معهما فقد  تعاونا مرّات عدّة، واعتدت أسلوبهما الإخراجي.

 

بم يتمايزان؟

 

صحيح أن لكل منهما نكهته الإخراجية الخاصة، لكنهما متشابهان في طريقتهما الرائعة في إدارة الممثل، فأشعر بأنني عجينة طيّعة في يديهما. سمير حبشي المخرج الأول خصوصاً في تصوير بيئة من الماضي، ويستخدم تقنيات متقدّمة في التصوير أسوة بإيلي حبيب الرائع والمتميّز في أسلوبه السينمائي، فهو يتصوّر المشهد وكيفية تقطيعه ذهنياً، قبل تنفيذه في موقع التصوير، فلا نضطر معه إلى تكرار المشاهد لأن النتيجة الأولى تكون رائعة. 

 

هل فتح مسلسل «إتهام» باب الجمهور العربي الواسع أمامك؟

 

لمست أهمية مشاركتي في هذا المسلسل بعدما سافرت إلى دبي، ولقيت  ترحيباً جماهيرياً وثناء لأدائي، فإزددت اندفاعاً، خصوصاً أنني اكتشفت أنه يمكن للممثل اللبناني تحقيق انتشاره عبر مسلسل عربي مشترك، فبعضهم ينظر إلينا للأسف كأننا أقل مستوى من زملائنا العرب، نحن نحترم الجميع لذا نطالب الآخرين معاملتنا بالمثل.

 

أي مستقبل للأعمال العربية المشتركة خصوصاً أنها وليدة الاختلاط الاجتماعي الذي حصل إثرها؟

 

ثمة أعمال واقعية ومنطقية في أحداثها حققت نجاحاً، في مقابل أعمال بالغت في تصوير الاختلاط الاجتماعي فيها. الجمهور ذكي ويلاحظ أدقّ التفاصيل، لذا لا مستقبل لهكذا مسلسلات إذا استمرّت على هذا المنوال. مطلوب التعمّق في القصص المطروحة ومعالجتها بواقعية، لتستمرّ بعد إنتهاء الأزمة وعودة كل مواطن إلى دياره. 

 

ألا ترى أن الدراما المحلية واقعية أكثر؟

 

ثمة قصص درامية محلية واقعية جداً على غرار «أحمد وكريستينا»، في الأحوال كافة، إن لم يلمس الممثل واقعية القصة، لن يجسد دوره بصدق.

 

هل الإنتاجات العربية متفوّقة نوعياً على الإنتاجات المحلية؟

 

لا شكّ في ذلك، لا يمكننا لوم المنتج اللبناني كونه يقوم بجهد ضخم لمواجهة الإنتاج العربي الذي مُوّل بمبالغ هائلة. فلو توافر للمنتج المحلي تمويلاً مماثلاً لقدّم نتيجة مهمّة جداً.

 

أيهما أهم بالنسبة إليك، الانتشار العربي أو تثبيت خطاك محلياً؟

 

يمكن تحقيق الاثنين معاً. يستطيع المشاهد اللبناني المثقف  تمييز نوعية الأعمال، فإذا نالت إعجابه حققنا خطوة مهمّة في عملية الانتشار المحلي، في المقابل ثمة نكهة خاصة للانتشار العربي الذي لا يقلّ جمهوره ثقافة عن الجمهور المحلّي. يتابع كثر أعمالي المحلية في العالم العربي، وهذا دليل على نجاحها واهتمامهم بها، لذا لا أركز على مكان انتشاري بمقدار اقتناصي الفرص المتاحة أمامي سواء محلية أم عربية.

  

هل تولي أهمية لهوية نجوم المسلسل العربي المشترك؟

 

مع احترامي للجميع، لا أفكّر بهوية أبطال المسلسل بل أنظر إلى نوعيّة الدور المعروض عليّ، وما إذا كنت سأثبّت، من خلاله،  وجودي أكثر عبر إظهار قدراتي التمثيلية.

 

من يعجبك من الممثلين العرب في ما يتعلق بالأداء؟

 

طبعاً، قصي الخولي وعابد فهد وتيم الحسن وغيرهم، فضلا عن إعجابي بالممثلين اللبنانيين الذين لا يقلون أهمية عن سواهم. 

 

هل أنت جاهز لأداء أدوار البطولة؟

 

لا يمكنني الجزم، لأن ذلك يعود إلى نوعية الدور المعروض عليّ وما إذا كان مناسباً لسنّي وشخصيتي. أداء دور البطولة مسؤولية، ولا يمكن العودة بعده إلى ما هو أقل مستوى، لذا حرصت، منذ انطلاقتي، على التقدّم التدريجي المنطقي ودراسة العروض المناسبة، اذ لا أحبّذ بلوغ القمة سريعاً والتسّمر بعدها في مكاني. 

 

أي إضافة حققتها من خلال مسلسل «أبرياء ولكن»، خصوصاً أنه نوع درامي مختلف عمّا اعتاد عليه الجمهور اللبناني؟

 

اكتسبت جمهوراً جديداً مثقفاً يهوى المسلسلات العميقة البعيدة عن جوّ الكلاسيكيات التي نقدمها عادة عبر الشاشة. لذا لا أندم على هذا الدور، بل شكّل، بالنسبة إليّ، خبرة مهنيّة، خصوصاً مع المخرج سمير حبشي ومدير التصوير ميلاد طوق والأساتذة الجامعيين المشاركين فيه، فضلا عن اختباري نوعاً غريباً من الأدوار التي تتطلّب جهداً.

 

هل من تحضيرات لما بعد رمضان؟

 

أنتظر ردود الفعل على أعمالي في رمضان لأقرر المرحلة المقبلة فأختار من بين الأعمال المعروضة عليّ، لذا أريد متابعة المسلسلات وإجراء نقد ذاتي لأدائي. سأكون متأنياً في الاختيار حتماً لأن مسلسليْ رمضان متكاملين. في النهاية ليس التمثيل مصدر عيشي الوحيد لأقبل كل ما يُعرض عليّ، فلدي كرامتي وأدائي وبعدما اعتاد الجمهور مستوى معيّناً لن أقدم ما هو أقل.

واقع طائفي

أخبرنا عن  دورك في المسلسل الرمضاني «أحمد وكريستينا».

 

أؤدي دور إلياس، شقيق كريستينا الذي يعمل لدى أحمد، فيكون سبب تعارف أحمد وكريستينا اللذين يُغرمان ببعضهما، ما يسبب مشكلات خصوصاً أننا نعيش في مجتمع طائفي.

 

 

عالجت مسلسلات عدّة الطائفية في لبنان، بم سيتميّز «أحمد وكريستينا» عن سواه؟

 

طرحت تلك المسلسلات موضوع الطائفية بطريقة سطحية من دون أي معالجة أساسية وعميقة لها، إنما سيُظهر هذا المسلسل حاجتنا الفعلية لزواج مدني، وسيعالج المشكلة بعمق، فنحن جميعنا أبناء الله، والحب لا دين له، فلماذا نقولبه على قياس الطوائف.  أتوّقع أن يشمئز الجمهور من الواقع الذي سيراه من خلال العمل، وسيتأثر، فاذا تحقق ذلك نكون قد نجحنا في إيصال الفكرة.

أخبرنا عن دورك في «درب الياسمين».

 

يتحدث المسلسل عن بيئة حاضنة للمقاومة الإسلامية في وجه الاحتلال الإسرائيلي. أؤدي دور عمّار ابن هذه البيئة  غير المتأثر بعقائدها، اذ يميل إلى الرسم والشعر، لكنه سرعان ما يتغيّر بعد حادث معيّن، فيصبح متجاوباً مع بيئته ومساعداً لها.

 

هل يمكن لهذين المسلسلين المحليين فرض نفسيهما في ظل زحمة المسلسلات الرمضانية؟

 

لا شكّ في ذلك، ثمة مسلسلات كثيرة ستُعرض  ولن تكون المنافسة سهلة طبعاً، خصوصاً مع عملية تسويق كل محطة تلفزيونية لأعمالها بهدف جذب المشاهدين، إنما توافرت مقوّمات لهذين العملين على صعد الكتابة والإخراج والممثلين، ما يدل على نجاحهما المرتقب. بالنسبة إلي هما أهم عملين.