قررت محكمة الأمور المستعجلة في مصر أمس، إدراج حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» على لائحة المنظمات الإرهابية، في وقت أرسلت محكمة جنايات القاهرة أوراق أربعة من قيادات جماعة «الإخوان» إلى مفتي الديار المصرية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، فيما حكمت بالمؤبد على مرشد الجماعة محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر ومهدي عاكف.

Ad

بعد نحو شهر من صدور حكم باعتبار «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» إرهابية، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أمس، بإدراج الحركة الفلسطينية كجماعة إرهابية، حيث كان المحامي سمير صبري أقام دعوى قضائية ضد الحركة مطالباً باعتبارها منظمة إرهابية، لتورطها في القيام بالعديد من الأعمال الإرهابية داخل الأراضي المصرية.

وترتبط «حماس» فكرياً وتاريخياً بجماعة «الإخوان» التي أعلنتها الحكومة المصرية منظمة إرهابية بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة عام 2013، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

في غضون ذلك، حدّدت دائرة أخرى لذات المحكمة جلسة 8 مارس المقبل، لنظر دعوى إدراج حركة «6 أبريل» المعارضة، جماعة إرهابية، واعتبار كل من ينتمي إليها أو نال عضويتها إرهابياً.

إعدام قيادات

من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات القاهرة، بإحالة أوراق أربعة من قيادات «الإخوان» إلى المفتي، لاستطلاع الرأي في إعدامهم، ومعاقبة مرشد الجماعة محمد بديع، ونائبه الأول خيرت الشاطر، و12 آخرين بالسجن المؤبد، في أحداث العنف التي وقعت أمام مكتب إرشاد الجماعة، 30 يونيو 2013، وحددت المحكمة جلسة 28 فبراير للنطق بالحكم النهائي على باقي المتهمين.

في السياق، تفصل «المحكمة الدستورية العليا» اليوم في الدعاوى القضائية، التي تطعن في دستورية قانون الانتخابات، وفي حال قبول المحكمة الطعون سيترتب على ذلك الحكم بإرجاء العملية الانتخابية التي كان مقرراً لها الانطلاق 22 مارس الجاري، ثلاثة أشهر على الأقل.

وتوقع الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي، صدور حكم ببطلان قانون تقسيم الدوائر، فيما وصف المتحدث الإعلامي لحزب «المؤتمر» محمد موسى حكم اليوم بـ«المصيري» ومن المتوقع أن تتغير على أساسه خريطة التحالفات الانتخابية.

السيسي في السعودية

إلى ذلك، وقبيل بدء الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، للقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز رفض الرئيس المصري في مقابلة تلفزيونية عودة جماعة «الإخوان» إلى المشهد السياسي، وطالب تركيا بالكف عن التدخل في الشؤون المصرية، مؤكداً أنه سيبحث مع الملك سلمان تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات.

وكان السيسي قال في حوار صحافي نشر أمس، إنه سيناقش مع الملك سلمان التطورات في اليمن، وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر تأمين الممر الملاحي «باب المندب».

قوة عربية

ونفى مصدر رئاسي لـ«الجريدة» أن تكون هناك محاولة للتصالح مع تركيا برعاية سعودية»، فيما أكدت مصادر دبلوماسية، أن هناك مقترحاً سيتم تناوله خلال الزيارة بضم مصر والأردن إلى قوات «درع الجزيرة الخليجية».

من جانبه، قال قائد «قوات حرب الخليج»، اللواء محمد علي بلال، إن الدعوة إلى تشكيل تحالف عسكري عربي، تستهدف حماية المنطقة من قوى الإرهاب، موضحاً لـ«الجريدة» أن «مؤتمر القمة العربية سيحسم العديد من مصير القضايا الإقليمية»، فيما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية، هاني خلاف: «زيارة السيسي للرياض تستهدف حشداً خليجياً لتشكيل قوة عسكرية لحماية المنطقة وبلورة رؤية موحدة لمواجهة الإرهاب».

موسكو

في السياق، بدأ وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي زيارة رسمية إلى موسكو أمس، يُجري خلالها مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين العسكريين، وقال مصدر عسكري، إن الزيارة تستهدف زيادة أوجه التعاون العسكري والأمني، فيما قالت وكالة «تاس» الروسية أمس الأول، إن روسيا ومصر وقعتا مذكرة تفاهم لتوريد 12 مقاتلة من الجيل الرابع الشهير باسم مقاتلة السيادة الجوية الحديثة «سوخوي 30» (سو 30 كا).

في غضون ذلك، لقي مجند مصرعه وأصيب ثلاثة جنود آخرين إثر انقلاب مدرعة قرب الحدود الدولية جنوب معبر «رفح» البري شمال سيناء، فيما قال مصدر أمني إن قوات الجيش قتلت 15 إرهابياً.

منشقون

في السياق، فتحت جلسة جمعت بين الرئيس السيسي وقيادات منشقة عن جماعة «الإخوان»، تساؤلاً حول مستقبل المصالحة مع الجماعة التي أسقط الشعب المصري حكمها، في ثورة 30 يونيو 2013.

ففي حين، نفت وزارة «الداخلية» المصرية تبنيها ووزارة «الأوقاف» مراجعات فكرية للعناصر الإخوانية الموقوفة حالياً على ذمة قضايا تتعلق بقتل والتحريض على قتل ضباط شرطة، قال القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي، وأحد القيادات التي اجتمع معها السيسي، إن اللقاء تناول كيفية التوجه إلى الداخل الإسلامي بخطاب مستنير، يساند  مجهودات الأزهر لتعديل الخطاب الديني، مؤكداً أن اللقاء لم يتناول أي حديث عن المصالحة مع الجماعة، مضيفاً: «الرئيس طالبنا بتدشين رابطة وسطية تتبني التمييز بين الأفكار المتطرفة والمتسامحة».