أنور وجدي... {الدنجوان} يعود بعد غياب
• صور نادرة له في ذكراه الستين
بالتزامن مع الذكرى الستين لوفاة أنور وجدي، يكشف الباحث والمؤرخ المصري مكرم سلامة، أحد أشهر جامعي الوثائق والأرشيفات، صوراً نادرة لم تنشر من قبل لأنور وجدي، ضمن مجموعة أرشيف أنور وجدي {الكامل} الذي يتضمن نحو 500 صورة فوتوغرافية بالنيغاتيف.
من القاع إلى القمة، ومن شدة الفقر إلى قمة الثراء، من {كومبارس صامت} إلى فتى الشاشة المصرية الأول، أشهر {دون جوان} عرفه الفن السابع، صاحب مؤسسة فنية فريدة، في السينما المصرية، كممثل ومنتج ومخرج ومكتشف للنجوم والمواهب، مبدع فريد في مجال السينما الاستعراضية، هكذا وصف النقاد السينمائيون، الفنان الراحل أنور وجدي، الذي حلت في 14 مايو، ذكرى وفاته الـ 60، وما زالت أعماله وطلته السينمائية الساحرة باقيتين في ذاكرة السينما المصرية.يذكر أن الباحث مكرم سلامة عثر على هذه الصور النادرة والمحاضر مصادفة لدى تاجر ورق قديم بالقاهرة، منذ سنوات، كان يستعد لرميها في مصانع تدوير الورق والمخلفات، بينها محاضر غرفة صناعة السينما خلال عضوية {وجدي} للمجلس في خمسينيات القرن الماضي. كنز ثمينيقول مكرم سلامة لـ {الجريدة}: {يمثل الأرشيف كنزاً ثميناً، إذ يحتوي على عشرات الصور لوجدي مع زوجته الفنانة ليلى مراد، في حفلاتهما الخاصة، بينها صور الاحتفال بالعام الجديد، إضافة إلى صور لهما على شاطئ البحر، بالكابينة الخاصة بهما في سيدي بشر بالإسكندرية، وكانت مصيف الفنانين والوزراء، آنذاك، برفقة فنانين بينهم: محمد عبد الوهاب ويوسف وهبي والمخرج عز الدين ذو الفقار وأسرته، إضافة إلى صور مطبوعة للفنان الراحل في مراحل عمرية مختلفة، في طفولته وفتوته وشبابه، وأخرى مع أسرته ووالدته}.يضيف: {من بين الصور التي قمت بتحميضها {مكاينج - كواليس} غالبية الأفلام التي أخرجها وجدي وأنتجها وأدى بطولتها، من بينها كواليس {غزل البنات} الذي يحوي صوراً لأبطال الفيلم، {ليلى بنت الأكابر}، {دهب}، {فيروز}، {ضابط و4 بنات}، {قلبي دليلي}، {الوحش} (1954) الذي أدى أنور وجدي بطولته مع سامية جمال ومحمود المليجي، إخراج صلاح أبو سيف، وتم تصوير مشاهد المطاردات الخاصة به في صحراء الهرم}. يتابع: {يحوي الأرشيف، أيضاً، صور العروض الخاصة الأولى للأفلام، التي كانت مخصصة للفنانين والصحافيين ورجال الدولة، فضلا عن محاضر غرفة صناعة السينما خلال الفترة من 11 مايو 1953 إلى 1961، بينها سنوات عدة كان وجدي عضواً بمجلس غرفة صناعة السينما. ومن بين المحاضر، قرار غرفة صناعة السينما عام 1953 بحذف صور الملك الراحل فاروق من الأفلام، بناء على تعليمات وزارة الإرشاد القومي، عقب ثورة يوليو 1952، غالبية صور {البرس بوك} الخاصة بالدعاية للفيلم، الذي كان يوضع في واجهة دور العرض، حاملاً مشاهد من الفيلم للترويج له}.يعزو سلامة السبب الرئيس لضياع أرشيف أنور وجدي وتدميره، إلى عدم وجود وريث له، فهو لم ينجب من زيجاته الثلاث، إلهام حسين بطلة فيلم {يوم سعيد}، المطربة ليلى مراد، الفنانة ليلى فوزي، إضافة إلى بيع ابن شقيقته المنتج الراحل منيب شافعي، رئيس غرفة صناعة السينما الأسبق، محتويات مكتبه وسط البلد في القاهرة، بكل ما فيها من أثاث وأوراق وأفلام وماكينات عرض سينمائية، كان وجدي خصص غرفة كصالة لعرض الأفلام. إضافة إلى الأرشيف الخاص، من صور وأفيشات أفلام وأوراق خاصة، من دون إدراك لقيمة هذا الأرشيف، وما يمثله كجزء مهم في تاريخ صناعة السينما في مصر والعالم العربي، على حد تعبيره.