الآلاف يتظاهرون في أميركا: العنصرية مرض والثورة هي الحل

نشر في 14-12-2014 | 11:42
آخر تحديث 14-12-2014 | 11:42
No Image Caption
شلت تظاهرة شارك فيها نحو 25 ألف شخص السبت عدداً من أحياء نيويورك بينما تظاهر آلاف آخرون في واشنطن في تصاعد للتجمعات التي تطالب عبر الولايات المتحدة بالعدالة لسود قتلهم شرطيون بيض.

وكانت تظاهرات السبت في العاصمة الأميركية ونيويورك وبوسطن وبيركلي في ولاية كاليفورنيا الأكبر منذ بدء حركة الاحتجاج التي أطلقها مقتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون في التاسع من أغسطس في فرغسون في ولاية ميزوري.

وأججت قرارات هيئتين للمحلفين بعدم ملاحقة الشرطيين المسؤولين عن مقتل براون وأسود آخر يدعى ايريك غارنر في نيويورك في يوليو، الغضب.

وفي واشنطن التي شهدت في الماضي مسيرات كبرى للحقوق المدنية، نظمت التظاهرة بمبادرة من القس آل شاربتون الشخصية البارزة في مجال الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، تحت شعار "العدالة للجميع".

وقد ضمت خصوصاً أفراداً من عائلتي مايكل براون واريك غارنر وتامير رايس، وكلهم أميركيون من أصول أفريقية قتلوا على أيدي شرطيين بيض في الأشهر الماضية.

ومقتل هؤلاء الأشخاص أيقظ  شبح العنصرية في الولايات المتحدة حيث جرت تظاهرات احتجاج عدة في الأسابيع الماضية عبر أنحاء البلاد للمطالبة بتغيير الأمور.

وفي واشنطن حيث أدت التظاهرة إلى اغلاق جزء من جادة بنسلفانيا التي تقود إلى الكابيتول مقر الكونغرس، هتف الشبان الذين أتى كثيرون منهم من أماكن بعيدة "لا عدالة لا سلام".

وعلى منصة الخطباء، قالت لورا مورفي من جمعية الدفاع عن الحريات الفردية في الولايات المتحدة "نطالب الكونغرس باعتماد قانون ضد الربط بين الأوصاف العرقية والسلوك، يجب أن نوقف هذا الأمر اعتباراً من الآن، نحن موجودون هنا اليوم، وسنكون هناك غداً، وسنبقى إلى حين انجاز العمل".

من جهته قال آل شاربتون "إنها ليست مسيرة للسود ضد البيض، إنها مسيرة أميركية من أجل حقوق المواطنين الأميركيين" داعياً الكونغرس إلى التحرك قبل افساح المجال أمام أفراد عائلات الضحايا لالقاء كلمات.

وأكدت ايسو غارنر أرملة اريك غارنر الذي قضى اختناقاً في يوليو أثناء توقيفه بشكل عنيف من قبل الشرطة في نيويورك على أن "زوجي كان رجلاً هادئاً جداً لكنه يثير اليوم ضجة كبيرة".

وأضافت "سنعود إلى هنا ما دام الأمر لازماً، لكن المرة المقبلة التي نعود فيها نوّد أن يكون الأمر من أجل الاحتفال وليس بسبب اغتيال".

من جهتها، قالت غوين كير والدة غارنر أن التجمعات ستستمر إلى أن يأخذ البرلمانيون في الاعتبار مطالب الاصلاح التي وجهت إليهم، وأضافت "إنها لحظة تاريخية"، مثيرة حماس الحشود.

وسار المتظاهرون بسلام وهم يرفعون لافتات كتب عليها "العنصرية مرض والثورة هي الحل" أو "أوقفوا رجال الشرطة القتلة" و"لا تطلق النار، أنا أبيض" أو حتى "حياة السود لها قيمة"، كما كتب على واحدة من اللافتات "لم أعد قادراً على التنفس"، آخر عبارة قالها غارنر قبل وفاته.

ورفعت امرأة سوداء لافتة تتوجه فيها مباشرة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما كتب عليها "أيها الرئيس أوباما استفد من هذه اللحظة للتحرك الأجداد ينظرون".

وأوباما أول رئيس أميركي أسود، يتطرق إلى هذا الموضوع بحذر، وهو يدعو إلى احترام قرارات القضاء مؤكداً في الوقت نفسه أنه يتفهم غضب هؤلاء الذين يشعرون بأن عرقهم يؤثر على الطريقة التي يُطبّق فيها القانون.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى عامر أبوبكر "32 عاماً" ويتحدر من الصومال "في هذا البلد، يتم تقييمك بحسب مظهرك الخارجي، لكن لسنا جهاديين ولا متطرفين نحن أشخاص عاديون"، وقد رفع أبو بكر لافتة كتب عليها "هل سأكون التالي؟".

من جهتها، قالت كلير روز وهي أميركية بيضاء في التاسعة والستين من العمر من مونتانا أنها جاءت "لكي أضم صوتي إلى أصوات المطالبين بالعدالة من أجل السود"، مؤكدة على أن "هناك بالفعل عنصرية في أنحاء البلاد".

وشارك في تظاهرة واشنطن أفراد من عائلة ترايفون مارتن الشاب الأسود البالغ من العمر 17 عاماً والذي قتل في فبراير 2012 في فلوريدا برصاص حارس فيما كان يسير بدون سلاح في حي سكني.

وقتل مايكل براون "18 عاماً" خلال مشادة مع شرطي في مطلع أغسطس في فرغسون، أما تامير رايس "12 عاماً" فقد قتل برصاص شرطي في كليفلاند "أوهايو" في نهاية نوفمبر.

كما قتل اكاي غورلي "28 عاماً" برصاص شرطي أبيض في نهاية نوفمبر أيضاً في بروكلين في اطلاق نار عرضي.

أما في نيويورك فقد ذكرت الشرطة أن نحو 25 ألف شخص شاركوا في التجمع السبت، بينما قدر المنظمون في تغريدة على تويتر عدد المشاركين بحوالي خمسين ألفاً.

وأغلق المتظاهرون قطاعاً يمتد على طول ستة كيلومترات في ساحة واشنطن سكوير والجادتين الخامسة والسادسة وبرودواي وهم يهتفون "العدالة الآن"، بينما وعد المنظمون بأنه "سنغلق مدينة نيويورك"، وبعد حلول الظلام في أجواء من البرد الشديد قام المتظاهرون باغلاق جسر بروكلين.

ورفع كول فوكس البالغ من العمر 24 عاماً والذي جاء مع والدته للمشاركة في التظاهرة، لافتة كتب عليها "إصلاح هيئات المحلفين الآن"، وقال "يجب إجراء تغييرات أساسية"، وتابع "بعد أيام فقط سيقتل الشخص المقبل أسود أو أبيض".

وفي بوسطن في ولاية ماساتشوسيتس أعلنت الشرطة أن شوارع أغلقت بالتظاهرة ونتم توقيف عدد من الأشخاص.

وفي بيركلي "كاليفورنيا" علقت دمية رجل أسود عند مدخل إحدى الجامعات، وكتب على صدر الدمية "لا أستطيع أن أتنفس".

back to top