بل يمثلكم... دولة تمّام سلام!
دولة رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام نفى في تصريح له مؤخراً أن تكون أي جماعة سياسية محلية تمثل رأي الدولة اللبنانية!، وذلك على إثر تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله المسيئة والتحريضية التي طالت مملكة البحرين. وضع دولة الرئيس وتفاصيل لبنان مفهومة لدينا، ونعرف كما يعرف الجميع، مَن هو صاحب اليد الطولى، ومَن يدير ويهيمن على مؤسسات لبنان المدنية والعسكرية، وكان من المفترض أن يكون ذلك شأناً داخلياً لدولة عربية شقيقة لا نحبذ التدخل فيه. ولكن ماذا نفعل إذا كانت فئة سياسية في لبنان لديها مشروع لتقرير مصير الأمة ومصيري ومصير كل مواطن عربي رغماً عنا جميعاً، فـ"حزب الله" اللبناني لديه مشروع في كل زاوية من عالمنا العربي والإسلامي مرتكزا على المشروع القومي الطائفي الإيراني، لذلك نحن مضطرون أن نتكلم عن الواقع الداخلي اللبناني، لأنه يتناولنا جميعاً ويتحدى أمننا وسلامنا ومستقبلنا.
فيا دولة الرئيس كيف لا يمثلكم كلام السيد نصرالله ولا يمثل الدولة اللبنانية وتلفزيون المنار ترخيصه لبناني، ويبث من الأراضي اللبنانية تحت إشراف المجلس الأعلى للإعلام اللبناني، وهو يحرض ليل نهار، منذ سنوات طوال، الشعب البحريني عبر لقاءاته ونشراته ضد حكومته، وكذلك أبناء شرق المملكة العربية السعودية، كما أن عشرات من الشباب الخليجيين والعرب ذوي النزعات الطائفية تدربوا في معسكرات "حزب الله" ضمن إقليم سيادة الدولة اللبنانية؟! دون أن تعترض الدولة اللبنانية وأجهزتها على ذلك. كما أن وزير خارجية حكومتك يا دولة الرئيس، السيد جبران باسيل ممثل كتلة التغيير والإصلاح المرتبطة سياسياً بـ"حزب الله" ما فتئ يعبر عن مواقف الحزب في المحافل العربية والدولية، إذاً فالكلام عن أن مواقف السيد حسن نصرالله لا تمثل الدولة اللبنانية غير دقيق، بل إن لبنان يلعب دوراً خطيراً في محنتا كعرب في سورية والعراق واليمن والبحرين، وهناك موقف دولي خبيث يريد أن يبقى لبنان يلعب هذا الدور عبر بقائه قاعدة خلفية محمية لـ"حزب الله" لإمداد جبهات القتال برجال ومعدات لحرب الفتنة السنية – الشيعية، وهو ما يحدث نتيجة وجود 5 آلاف مقاتل لبناني من "حزب الله" ينكلون بالشعب السوري على أرضه، وللأسف فإن دولاً خليجية تذعن للضغوط الأميركية والبريطانية وتمد لبنان بالمال والسلاح، ليبقى واحة آمنة لـ"حزب الله" ليمارس الدور المطلوب منه في سورية، والذي ستكون آثاره على المدى المتوسط خطيرة علينا في الخليج العربي. لذا فإن كلامك دولة الرئيس عن التمثيل من عدمه - عفواً - بلا طائل، بل المفيد وذو المردود أن تطلقوا عملاً لبنانياً شعبياً كبيراً وحقيقياً لإرجاع لبنان إلى واحة ثقافة وتنوير وابتكار وتجارة، وأن تنزعوا المشاريع الخارجية التي تُدار على أرض الأرز الجميلة ووقودها شعبها الكريم، حتى توقفوا أنهار الدم والخراب السائلة عندكم منذ أكثر من أربعة عقود والتي امتدت إلى جيرانكم.*** بعض المتابعين سيدير اسطوانة محور المقاومة ومواجهة إسرائيل وتلك (.....) الكبيرة، فالحقيقة أن تلك المقاومة كانت لتحرير الأرض التي ستتكوّن عليها دولة الحزب التي لا تخضع للجمهورية اللبنانية، برعاية الجمهورية الإيرانية التي تتبادل طائراتها مع طائرات الأميركيين والنظام السوري القصف في سورية والعراق حالياً! اللعبة مفهومة وقواعدها مرسومة، ولكن أحياناً أحد اللاعبين يخرج عن قواعدها فيُضرَب، وهذا ما حدث في 2006، وما حدث منذ أيام في القنيطرة عندما قصفت طائراتٌ إسرائيلية مجموعةً من "حزب الله" والحرس الثوري. الحقيقية أن تل أبيب لا تريد فوضى في لبنان تخرب اتفاق نهر الليطاني 2006، ولكن أميركا وإسرائيل تريدان أيضاً حرباً طائفية سنية - شيعية، وطهران تتصور أنها الرابح من كل ذلك لمصلحة مشروعها فارس الكبرى! *** شيء غريب وعجيب أن تبني الكويت وتجهز مركزاً متطوراً للإسعاف في الضاحية الجنوبية من بيروت وهي قاعدة مقاتلي "حزب الله" الذين يقاتلون في سورية، وهو ما يعني فعلاً أن ذلك المركز يستقبل جرحى ميليشيات الحزب الذين يفعلون الأعاجيب بالشعب السوري الشقيق... هل يمكن أن يوضح مسؤول رسمي لنا ذلك؟!