قمعت جماعة "أنصار الله" الحوثية أمس، لليوم الثاني على التوالي، تظاهرات مناهضة لها، وأغلقت طرقاً وصادرت ممتلكات واختطفت ناشطين في العاصمة صنعاء، وبينما عقدت تيارات وأحزاب فاعلة في جنوب البلاد محادثات مكثفة تمهيداً لإعلان الانفصال، قتلت غارة جوية 3 عناصر من تنظيم "القاعدة".

Ad

في ظل غياب رئيس للجمهورية وفراغ السلطة الذي يعيشه اليمن، عربدت ميليشيات "أنصار الله" الحوثية أمس في أنحاء العاصمة صنعاء وأغلقت الطرق المؤدية إلى جامعة صنعاء لمنع المتظاهرين المناهضين لها من التجمع فيها بعد توجيه أحزاب سياسية وممثلين عن المجتمع المدني نداء من أجل التظاهر.

وفي وقت سابق، اقتحمت عناصر الجماعة حرم الجامعة وأطلقوا الرصاص الحي لتفريق متظاهرين تجمعوا داخلها، وأوقفوا متظاهرين وصحافيين، واختطفوا عددا من النشطاء السياسيين المشاركين في التظاهرة التي تطالب بإسقاط ما أسموه "الانقلاب الحوثي" على الشرعية.

ووقعت اشتباكات بالأيدي بين متظاهرين ضد الحوثي ومؤيدين له، ما أدى إلى سقوط جرحى، في حين قامت جماعة الحوثي بحملة اعتقالات واسعة في أوساط الشباب المحتجين.

وأكد شهود عيان أن "أفرادا من جماعة الحوثي اعتدوا على الصحافيين بالضرب وتكسير الكاميرات".

وفي حين تتوسع الجماعة الحوثية في قمع التظاهرات المناهضة لها في ظل غياب تام لأجهزة الدولة ومؤسساتها، قال ناشط من المجتمع المدني يدعى محمد صالح السعدي: "بعد اعتصام أمام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحافيين، تم إطلاق سراح اثنين منهم مقابل تعهد خطي بعدم تغطية التظاهرات في صنعاء".

تعنت حوثي

في غضون ذلك، أعلن عدد من المشاركين في المفاوضات التي تجرى مع الحوثيين، وتدعمها إيران، من أجل التوصل إلى حل ينهي الأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد وإقناع الرئيس عبدربه منصور هادي بالعودة عن الاستقالة التي تقدم بها الخميس الماضي، انسحابهم.

وأعلنت 4 أحزاب سياسية انتهاء الاتصالات مع الحوثيين، بسبب "اعتداءات الانقلابيين على المحتجين ورفضهم فك الحصار عن الرئيس المستقيل ومنازل الوزراء والمسؤولين". وأعلن عبدالله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري الانسحاب من الاجتماع مندداً بـ"تعنت" الحوثيين.

وقالت الأحزاب التي تعتبر قريبة من هادي إنها انسحبت من المحادثات بعدما تنصل الحوثيون من وعود قطعوها في وقت سابق.

وكان يشارك في المحادثات الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح المقرب من جماعة "الإخوان" وحزب الرشاد السلفي.

«دولة الجنوب»

من جهة أخرى، عقدت تيارات وأحزاب سياسية فاعلة في جنوب اليمن، محادثات مكثفة في مدينة عدن بهدف العمل على توحيد جهودها تمهيدا لإعلان الانفصال.

ويبدو أن الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بالشمال من جراء اجتياح جماعة الحوثي لصنعاء ومناطق أخرى، دفعت إلى تضييق هوة الخلاف بين تلك التيارات، التي كانت منقسمة بشأن مصير جنوب البلاد.

فالتيار الراديكالي في الحراك الجنوبي، الذي كان يطالب باستقلال الجنوب، وجد نفسه بعد استقالة هادي، في الخندق نفسه مع تيارات الجنوب التي كانت مؤيدة للدولة المركزية في إطار الأقاليم الستة.

وتسعى التيارات من خلال المباحثات المكثفة في عدن إلى حسم الموقف في الجنوب بين دعاة "الحكم الذاتي" والاستقلال التام والعودة إلى دولة الجنوب قبل الوحدة في 1990، مستغلة الفوضى في الشمال.

وذهبت بعض المصادر في الحراك الجنوبي إلى أبعد من ذلك، بالقول إن "الحوثيين يصرون على فرض الإقامة الجبرية على هادي والوزراء الجنوبيين لمنعهم من التوجه إلى عدن وإعلان دولة الجنوب".

فهادي المحاصر في منزله بصنعاء، ينحدر من الجنوب وتحديدا من محافظة أبين، سيحاول، حسب المصادر، العودة إلى عدن لإعلان الدولة المرتقبة، بعد أن ضاق ذرعا بالخلافات والنزاعات في الشمال.

استغلال راديكالي

وفي حين تسيطر ميليشيات شعبية موالية لهادي على كل المقرات الأمنية والحكومية في عدن، تشير الأحداث في الجنوب إلى أن الحراك الراديكالي سيستغل "الفراغ السياسي والدستوري الذي تعيشه البلاد بالإضافة إلى حالة الغضب في أوساط القوى السياسية".

كما سيعمل على الاستفادة من غضب قيادات السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية التي أعلنت في وقت سابق عدم تلقي أي أوامر عسكرية وأمنية وإدارية من صنعاء، بسبب "العملية الانقلابية" التي قادها الحوثيون.

أما التيار الذي كان حتى الأمس القريب مواليا للمركز، فقد أكد، على لسان رئيس الكتلة البرلمانية الجنوبية، فؤاد واكد، أن "الظروف الحالية ستساعد في أن يضع الجنوبيون يدهم على أرضهم".

وأعرب واكد عن أمله أن تتفق "القوى الجنوبية على قيادة موحدة كي تتمكن من الوصول إلى مطلبها المتمثل في فك الارتباط، أو تعديل في شكل الوحدة بما يحقق للشعب الجنوبي تطلعاته".

«القاعدة»

على صعيد منفصل، قتل ثلاثة من تنظيم "القاعدة" في غارة شنتها طائرة بدون طيار "درون"، غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تصميمه على مواصلة مكافحة التنظيم المتطرف في اليمن رغم الفوضى السياسية فيه.

وقال مصدر قبلي إن الغارة استهدفت آلية تسير في منطقة صحراوية بين محافظتي مأرب الغنية بالنفط وشبوة شرق العاصمة صنعاء.

والهجوم يشير إلى أن حملة واشنطن ضد "القاعدة" في جزيرة العرب ما زالت مستمرة على الأقل ما يتعلق باستخدامها لطائرات بلا طيار رغم غياب هادي والفراغ في السلطة.

مجلس الأمن

وبينما أعلنت واشنطن إغلاق سفارتها لدى صنعاء إلى آجل غير محدد، أفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة التطورات الأخيرة في اليمن، في حين يواصل موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر اتصالاته في صنعاء مع مختلف الأطراف في محاولة لتطبيق اتفاق "السلم والشراكة" الموقع في 21 سبتمبر 2014 والذي يقضي بانسحاب الميليشيات الحوثية من العاصمة.

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

ممثل خامنئي في «فيلق القدس»: «أنصار الله» نسخة عن «حزب الله»

اعتبر ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني علي شيرازي أمس، أن "جماعة "أنصار الله" في اليمن نسخة مشابهة لـ"حزب الله" (اللبناني)، مضيفاً أن "التعبئة الشعبية في العراق وسورية أيضاً مشابهة لحزب الله وأنصار الله".

ورأى شيرازي، أن "الانقلاب على جماعة أنصار الله يعدّ انقلاباً على الشعب"، معتبراً أن "تلك الجماعة ليست صغيرة أو حزباً، بل هي الشعب اليمني، واليوم استيقظ الشعب اليمني وأصبح في الميدان".

اليمن على طاولة البحث بين أوباما والملك سلمان

ذكر البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيبحث مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال لقائهما اليوم في الرياض، مستجدات الأزمة في اليمن، والحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش».