تشققات الطرق... «أفخاخ» للعابرين

نشر في 30-11-2014 | 00:07
آخر تحديث 30-11-2014 | 00:07
الحفريات والهبوط سمتان عامتان لأكثر الطرقات... والأزمة مهددة بالتفاقم مع بدء الأمطار
تكسر وهبوط الأسفلت من الأضرار التي تصيب الطرق، حيث أصبحت مشكلة تؤرق مرتادي الشوارع، نظرا لما لها من آثار سلبية تكبد مرتادي الطرق الخسائر المادية التي تلحق بهم من جراء تعرّض سياراتهم للأعطال، ولاسيما أننا مقبلون على موسم الأمطار التي تغمر الطرقات وتخفي مياهها معالم تلك التكسرات.

لم تكن أزمة تطاير الأسفلت الحدث الوحيد الذي يؤرق رواد الطرقات في الكويت، فالأزمة تتجاوز مجرد طريق معبّد الى أكثر طرقات البلاد، ولاسيما الطرقات السريعة التي باتت تشكل أفخاخا للسيارات، ولاسيما في ضوء تزايد الحفر والأخاديد والتشققات التي تمثل سمة عامة في مختلف المناطق.

«الجريدة» التقت أحد المعنيين بوزارة الأشغال للتعرف، من خلاله، على مسببات تعرّض الطرق لتلك التكسرات والهبوط التي تصيب الشوارع، كما التقت عددا من المواطنين الذين بينوا معاناتهم مع تلك المشكلات.   

السيارات الثقيلة

مدير إدارة صيانة محافظة العاصمة بوزارة الأشغال، حبيب العلي، أكد أن هناك عدة عوامل من شأنها التسبب في التأثير على أسفلت الطرق، ومن أبرزها مرور سيارات الأحمال الثقيلة التي تؤثر في الطرق، وتتسبب في وجود بعض الحفر والهبوط الذي يحدث في الشوارع والطرق، وذلك بسبب عدم وجود محطات وزن الشاحنات، لأن الطرق صممت لتحمّل أوزان معينة، إضافة الى كثرة تعرض الأسفلت للمياه، إذ إنه يتأثر بالمياه الراكدة منها، ما يؤدي الى تآكله.

وأوضح أن إدارة الصيانة تعمل على التعامل مع الشكاوى التي تردها بذلك الخصوص، ونتعامل يوميا مع عدد يصل الى 10 شكاوى، مبينا أن استقبال الشكاوى يتم عن طريق الخط الساخن 150 الخاص بالوزارة، والذي بدوره يحيلها الى الإدارات بالمحافظات، وكذلك يوجد هناك سايت خاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لوزارة الأشغال، ويتم التعامل مع تلك الشكاوى، ونحن على أتم الاستعداد لاستقبال الشكاوى التي تردنا والتعامل معها.

حوادث السيارات

ومن ناحيته، قال المواطن فالح البذالي إن كثرة الحفريات التي تشهدها الشوارع والطرقات تتسبب في كثير من الخسائر التي يتعرض لها مستخدمو الطرق، نتيجة الأضرار التي تصيب سياراتهم، ولاسيما إثر مرورها على تلك الحفريات والهبوط المفاجئة، التي يتكبد المواطن كلفة إصلاحها على نفقته الخاصة.

وأشار الى ضرورة تعامل وزارة الأشغال مع تلك المشكلات، والحد منها، من خلال إصلاحها بإعادة سفلتتها، والعمل على تطبيق الشروط الفنية في إعادة السفلتة، ووضع المواصفات الفنية الدقيقة للحد من المشكلات التي تصيب أسفلت الطرق التي تتسبب في الكثير من حوادث المرور، بسبب سوء أعمال السفلتة والحفر أثناء محاولة تجاوز قائدي المركبات المفاجئ لتلك الحفر، ما يتسبب في حوادث المرور.

وبيّن أن الأضرار التي تصيب بعض الشوارع تعود إلى سوء أعمال إعادة السفلتة، مشيرا الى ضرورة عمليات الحفر وإعادة ترميم البنية التحتية والخدمات التي تقع تحت الطرق.

مراعاة المشروعات

وقال المواطن عادل الصانع: لا شك في أن تلف الطبقة الإسفلتية في الطرق والشوارع يأتي نتيجة عدة عوامل من أهمها تأثر تلك الطرق بمرور الأحمال الزائدة عليها، وعدم جودة إعداد بنيتها التحتية التي ينعكس ضعفها على الطبقة الإسفلتية، ما ينعكس عليها سلبا ويجعلها عرضة للتأثر أثناء المرور عليها، مضيفا أن من أسباب انتشار الحفريات أنها نتيجة تكسر سطح طبقة الرصف بسبب الشقوق، وتفتت سطح طبقة الرصف، مؤكدا أن غالبية الحفر والتشققات التي تحدث في الطرق سببها يعود إلى استخدام خلطات غير مطابقة للمواصفات.

وأشار إلى ضرورة مراعاة مشروعات الطرق الجديدة باعتماد مواصفات عالية الجودة لتحمّل كثافة المرور وحمولة الشاحنات التي تستخدم الطرق، إلى جانب المواصفات التقنية كحجم الطبقة الإسفلتية ونوعية المواد المستخدمة فيها، الى جانب ضرورة تحمّل تأثرها بالمياه الجوفيّة التي يكون لها التأثير الكبير على الطرق، ما يعرضها للهبوطات الأرضية في بعض المواقع.

معاناة لا تنتهي

وأشار المواطن إسماعيل الفضلي إلى معاناة مرتادي الطرق التي لا تنتهي من الحفر والتكسرات التي تصيب الطرق، والتي بلا شك تعود بالضرر على مستخدمي الطريق اثناء تعرضهم للوقوع فيها وتضرر مركباتهم، ما يكبدهم الخسائر المادية لإصلاحها، لافتا الى ضرورة صيانة وإصلاح تلك الحفريات قبل دخول موسم الأمطار التي بلا شك ستغمر تلك الحفر، ما يسبب حوادث المرور والانزلاقات التي تصيب السيارات أثناء محاولة تفاديها.

وطالب بمحاسبة الشركات المنفذة للطرق التي لا تلتزم بمعايير أنظمة السلامة، لكون بعض الحفريات تعد من الأخطاء القاتلة نتيجة تسببها بحوادث المرور التي يتكبدها أصحاب السيارات، مشددا على ضرورة أن يكون هناك إلزام للشركات بتحمّل كلفة إصلاح السيارات التي تتضرر من تلك الحوادث.

ودعا الى تكثيف وسائل التنبيه لتلك الحفريات، من خلال وضع الإشارات التحذيرية قبل مسافة كافية لحين إصلاحها، ليتم تجنبها بأريحية، بدلا من التجنب المفاجئ الذي يؤدي الى حوادث الطرق، موضحا أن من أسباب حصول الحفر في الشوارع الداخلية للمناطق خروج مياه من بعض المنازل بصفة مستمرة، ما يتسبب في تفكك طبقات الأسفلت.

الكشف على الطرق

وقال المواطن خالد الشمري إننا في فصل الشتاء من كل عام عند هطل الأمطار نتعرض للوقوع في الحفر والتكسرات والهبوط التي تصيب الشوارع عندما تغمرها مياه الأمطار، ما يربك حركة المرور أثناء تعطل السيارات التي تتأثر بتلك الحفر، داعيا الجهات المعنية إلى العمل على صيانة الطرق والشوارع قبل حلول موسم الأمطار، تفاديا لمشكلات المرور التي تنجم عن تلك الطرق.

وأضاف أنه على وزارة الأشغال أن تجري عمليات كشف على الطرق، وخاصة السريعة منها للبحث عن أي مواقع متأثرة بالحفر والتكسرات الإسفلتية التي تصيب الشوارع وإصلاحها، تفاديا لوقوع أي أضرار قد تصيب مستخدمي تلك الطرق، ولاسيما أن مستخدميها يكونون على سرعات تصل الى 120 كيلومترا في الساعة، والتي لا يمكن من خلالها تفادي أصحاب السيارات مثل تلك الحفر أو التكسرات بسهولة، ما يعرض حياتهم والآخرين للخطر.

back to top