نصف السوريين مشردون: 3 ملايين لاجئ و6.5 ملايين مهجر

نشر في 30-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 30-08-2014 | 00:01
No Image Caption
جنود حفظ السلام المحاصرون من «النصرة» في الجولان يرفضون إلقاء السلاح
كشفت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف السوريين باتوا مشردين، موضحة، بحسب أرقامها المسجلة، أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا إلى دول الجوار تخطى ثلاثة ملايين، إضافة إلى 6.5 ملايين هُجّروا داخل بلادهم.

مع تزايد ضراوة الحرب السورية، التي قتل فيها أكثر من 191 ألف شخص منذ اندلاعها في مارس 2011، أعلنت الأمم المتحدة أمس تخطي عدد اللاجئين السوريين الفارين هرباً من النزاع الجاري ثلاثة ملايين، بينهم مليون خلال عام 2013 وحده.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان، ان «أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة تخطت اليوم رقماً قياسياً جديداً قدره ثلاثة ملايين»، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل مئات آلاف الهاربين من البلاد لكنهم لم يسجلوا على لوائح اللاجئين.

وأضافت المفوضية أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين بلغ مليوني شخص قبل أقل من سنة، مشيرة الى تقارير حول ظروف «مزرية داخل البلاد» لتفسير هذا الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين، وكذلك إلى «مدن سكانها مطوقون وجائعون ويستهدف فيها المدنيون أو يقتلون بشكل عشوائي».

ملايين النازحين

وإلى جانب اللاجئين، أدت اعمال العنف إلى نزوح أكثر من 6.5 ملايين نسمة داخل البلاد ما يعني ان نحو 50 في المئة من السوريين اضطروا لمغادرة منازلهم، بحسب المفوضية العليا، التي أوضحت أن أكثر من نصف الذين غادروا منازلهم هم من الأطفال.

وغالبية اللاجئين السوريين دخلوا الى دول مجاورة حيث يستضيف لبنان 1,14 مليون والأردن 608 آلاف وتركيا 815 ألفاً.

وأكدت مفوضية اللاجئين أن الضغوط على الاقتصادات والبنى التحتية والموارد في البلاد التي تستقبل اللاجئين «هائلة» مبينة أن نحو 40 في المئة من اللاجئين يقيمون في مراكز أوضاعها سيئة. ويعتبر ملف اللاجئين السوريين أكبر عملية تقوم بها المفوضية العليا منذ تأسيسها قبل 64 عاماً.

قضية العصر

وقال مدير المفوضية العليا للاجئين انتونيو غوتيريس إن «الازمة السورية أصبحت تشكل القضية الانسانية الأكثر ألحاحاً في عصرنا. لكن العالم لا يتمكن من تلبية احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم»، مضيفاً أن المساعدات في قضية الازمة السورية «كانت سخية لكن الحقيقة المحزنة هي اننا لانزال غير قادرين على تلبية الطلب».

وسارع ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني السابق الذي يتولى إدارة لجنة الانقاذ الدولية الى التعليق على هذه الارقام الجديدة. وقال في بيان إن «ثلاثة ملايين لاجئ بسبب النزاع السوري يمثلون ثلاثة ملايين تهمة لوحشية السلطة وعنف المعارضة والفشل الدولي».

وأضاف أن «هذا الرقم القياسي الرهيب يجب ان يولد تحركاً وغضباً»، داعيا الى بذل «جهود اضافية» للحد من معاناة المدنيين في سورية.

إفراج غير مشروط

من جهة ثانية، وفيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن جبهة النصرة هي من احتجز 43 عنصرا من قوات حفظ السلام الدولية (اندوف)، أعلنت الأمم المتحدة أنها تسعى جاهدة لضمان الإفراج الفوري عنهم، في حين حملت الولايات المتحد الجبهة الموالية لتنظيم القاعدة المسؤولية وطالبت بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط» عن هؤلاء الجنود.

توتر واستعداد

وفي مانيلا، أكد الجيش الفلبيني أمس استعداد عشرات من عناصره في قوة حفظ السلام، المكلفين مراقبة وقف اطلاق النار بين إسرائيل وسورية في هضبة الجولان، للقتال دفاعا عن موقعهم في مواجهة تقدم مسلحي «النصرة» الذين يحاصرونهم.

وفي سوفا، أعلن رئيس الوزراء الفيجي فوريكي باينيماراما أن مفاوضات جرت أمس من أجل إطلاق سراح الجنود المحتجزين وأن الحكومة تعمل بشكل وثيق مع الامم المتحدة لتسوية وضعهم.

ويتمركز 75 جندياً فلبينياً في مواقع محصنة للأمم المتحدة في بلدتين في هضبة الجولان المحتلة الخاضعة لسيطرة الامم المتحدة منذ 1974.

إلقاء السلاح

والمسلحون الذين يحاصرونهم منذ أمس الأول يطالبون بأن يلقوا سلاحهم، كما قال الكولونيل روبرتو انكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الجيش الفلبيني في مانيلا، مبيناً أنه لم يتم تبادل أي نيران حتى الآن لكن الجنود الفلبينيين جاهزون للقتال.

وأضاف: «يمكننا أن نستخدم اسلحتنا للدفاع عن مواقع الامم المتحدة». وقال إن «جنودنا مسلحون بشكل جيد ومدربون جيداً، إنهم جنود حفظ سلام منضبطون».

والجنود المحاصرون يتولون موقعين تابعين لقوة الامم المتحدة المكلفة مراقبة فك الارتباط يبعد احدهما عن 4 كلم.

وقال رئيس الفلبين بنينيو اكينو ان الوضع بين جنود حفظ السلام ومسلحي المعارضة السورية «متوتر»، مضيفا: «لكن يجب ألا نقلق في الوقت الراهن. الوضع يبدو مستقرا».

من جانب آخر، تحتجز «مجموعة مسلحة» 43 من عناصر حفظ السلام من فيجي قرب القنيطرة إثر معارك عنيفة بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة سورية معارضة. وبحسب الكولونيل انكان فان مسلحي المعارضة يتواصلون مع الفلبينيين بواسطة جندي فيجي يتكلم الانكليزية.

قصف حي جوبر

وعلى الجبهة الداخلية، جرت اشتباكات عنيفة طول يوم أمس بين قوات النظام والجيش الحر في حي جوبر الدمشقي، الذي يواجه هجمة شرسة من قوات النظام، حيث ألقى عليه الطيران الحربي اثني عشر صاروخاً من نوع جديد، كما تعرض أيضاً لنحو مئة صاروخ استهدفت الأحياء السكنية.

وفجرت كتائب الثوار مباني يتحصن فيها ضباط وقوات للنظام في الحي مما ادى الى استنفار عسكري كامل شهدته ساحة العباسيين مع تواجد سيارات الإسعاف التي تنقل قتلى وجرحى من قوات الأسد.

(دمشق، جنيف، مانيلا-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top