اليمن بانتظار التدخل الإنساني
لا شك أننا بحاجة إلى خطة تسمح بالتدخل الإنساني في اليمن لإنقاذ البشر، ولوضع حد للنزوح الجماعي من المدن إلى الريف، لإنقاذ النساء والأطفال وكبار السن، ولتأمين المياه النظيفة والمدارس لاحتضان الطلبة.
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
وبين انطلاق مؤتمر الحوار اليمني الوطني الأول تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ووعود رئيس اللجنة التحضيرية عبدالعزيز جباري حول استعادة الدولة اليمنية قوامها السليم عبر آليات وبنود ملزمة لجميع الأطراف؛ لتنفيذ مخرجات الحوار، وتأتي المبادرة الخليجية متزامنة ومرتكزة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والصادر تحت البند السابع عشر.والمؤتمر الصحافي المنعقد بالسفارة اليمنية بالرياض، ولمن يستفسر عن مؤتمر الرياض يجب أن يعي أن مؤتمر الرياض هو المؤتمر الأول الذي أعلن أنه مؤتمر قرارات لا حوارات، وأصر على الموافقة على الأقاليم اليمنية الستة حسب الدستور اليمني الجديد، أما اللجان الشعبية التي أخذت صف الشرعية فستمثل بالمؤتمر بشكل رمزي.أربعمئة شخصية سياسية وقبلية يمنية اجتمعت في الرياض، والتكهنات مستمرة بغياب التمثيل الحوثي الذي وضع شروطه "الجغرافية" حول تغيير توزيع الأقاليم حسبما جاء في محاضر المؤتمر، بل طلب الإطلالة على البحر، ويقول البعض إنه ما إن كتب مدير الحوار الوطني مسودة الدستور حتى تعرض للخطف. المائدة المستديرة اكتظت بالوفود، والمبادرات تنطلق في جميع الاتجاهات، فإلى أين ستنطلق الخطط المستقبلية؟ وأين وجهتها؟ هل ستتبع وعود حزب المؤتمر الشعبي، أي حزب الرئيس السابق صالح، بتطهير المدن من التدخلات الخارجية؟ أم خطط الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ينتظر أن تستعيد الدولة قوامها السليم؛ ليباشر عمله وهو مؤيد من الحراك الجنوبي؟ وكيف ستصل المساعدات الإنسانية، ومناطق الوسط تعج بالقتلى والجرحى بسبب الهجمات المتتالية للمقاومة الشعبية التي تستهدف الحوثيين؟ وهل ستستمر الهدنة أم ستنطلق "عاصفة الحزم" بنهج أكثر حزما؟لا شك أننا بحاجة إلى خطة تسمح بالتدخل الإنساني في اليمن لإنقاذ البشر، ولوضع حد للنزوح الجماعي من المدن إلى الريف، لإنقاذ النساء والأطفال وكبار السن، ولتأمين المياه النظيفة والمدارس لاحتضان الطلبة. وللحديث بقية.كلمة أخيرة: سعيدة جدا بوجود كتابي "كرنفال سياسي" في مكتبة كلية كينيدي بجامعة هارفارد مع الكتب العربية والصينية واليابانية.