اليمن بانتظار التدخل الإنساني

نشر في 20-05-2015
آخر تحديث 20-05-2015 | 00:01
لا شك أننا بحاجة إلى خطة تسمح بالتدخل الإنساني في اليمن لإنقاذ البشر، ولوضع حد للنزوح الجماعي من المدن إلى الريف، لإنقاذ النساء والأطفال وكبار السن، ولتأمين المياه النظيفة والمدارس لاحتضان الطلبة.
 د. ندى سليمان المطوع  من المقاعد الخلفية بكلية كينيدي بجامعة هارفارد تابعت حواراً علمياً وتاريخياً وسياسياً في آن واحد حول اليمن، فانطلق الحديث بالبيلفير سنتر لدراسات الشرق الأوسط، مرتكزاً على أفكار يمنية ساهمت برسمها وكتابتها الشابة الدكتورة اليمنية فاطمة أبو الأسرار، ولن أخوض في تفاصيل الحوار، وذلك لتعمق الباحثين في التاريخ اليمني والعلاقات الناصرية (اليمنية المصرية)، حيث أسماها أحد الباحثين بفيتنام عبدالناصر، والتقسيمات القبلية، إنما حقيقة يجب علينا استيعابها ألا وهي التدويل المستمر لقضايانا ولحياتنا اليومية من جهة، وغياب المتخصصين بعمق في الشأن العربي من جهة أخرى، فالصحف امتلأت بالمحللين السياسيين، لكن المراكز البحثية تشكو من قلة المتخصصين بعمق ودراية في الشؤون التحليلية التاريخية والسياسية.

وتأتي منظومة الخليج اليوم في المقدمة، وهي تعاني آثار الأزمات المستمرة للدول المجاورة لدول التعاون، وتشترك معها بحدودها، تلك الدول التي تعاني إهمال المجتمع الدولي وتجاهله لها وأبرزها اليمن.

وبين انطلاق مؤتمر الحوار اليمني الوطني الأول تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ووعود رئيس اللجنة التحضيرية عبدالعزيز جباري حول استعادة الدولة اليمنية قوامها السليم عبر آليات وبنود ملزمة لجميع الأطراف؛ لتنفيذ مخرجات الحوار، وتأتي المبادرة الخليجية متزامنة ومرتكزة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والصادر تحت البند السابع عشر.

والمؤتمر الصحافي المنعقد بالسفارة اليمنية بالرياض، ولمن يستفسر عن مؤتمر الرياض يجب أن يعي أن مؤتمر الرياض هو المؤتمر الأول الذي أعلن أنه مؤتمر قرارات لا حوارات، وأصر على الموافقة على الأقاليم اليمنية الستة حسب الدستور اليمني الجديد، أما اللجان الشعبية التي أخذت صف الشرعية فستمثل بالمؤتمر بشكل رمزي.

أربعمئة شخصية سياسية وقبلية يمنية اجتمعت في الرياض، والتكهنات مستمرة بغياب التمثيل الحوثي الذي وضع شروطه "الجغرافية" حول تغيير توزيع الأقاليم حسبما جاء في محاضر المؤتمر، بل طلب الإطلالة على البحر، ويقول البعض إنه ما إن كتب مدير الحوار الوطني مسودة الدستور حتى تعرض للخطف.

المائدة المستديرة اكتظت بالوفود، والمبادرات تنطلق في جميع الاتجاهات، فإلى أين ستنطلق الخطط المستقبلية؟ وأين وجهتها؟ هل ستتبع وعود حزب المؤتمر الشعبي، أي حزب الرئيس السابق صالح، بتطهير المدن من التدخلات الخارجية؟ أم خطط الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ينتظر أن تستعيد الدولة قوامها السليم؛ ليباشر عمله وهو مؤيد من الحراك الجنوبي؟ وكيف ستصل المساعدات الإنسانية، ومناطق الوسط تعج بالقتلى والجرحى بسبب الهجمات المتتالية للمقاومة الشعبية التي تستهدف الحوثيين؟ وهل ستستمر الهدنة أم ستنطلق "عاصفة الحزم" بنهج أكثر حزما؟

لا شك أننا بحاجة إلى خطة تسمح بالتدخل الإنساني في اليمن لإنقاذ البشر، ولوضع حد للنزوح الجماعي من المدن إلى الريف، لإنقاذ النساء والأطفال وكبار السن، ولتأمين المياه النظيفة والمدارس لاحتضان الطلبة.

 وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

 سعيدة جدا بوجود كتابي "كرنفال سياسي" في مكتبة كلية كينيدي بجامعة هارفارد مع الكتب العربية والصينية واليابانية.

back to top