هادي يكلّف بن مبارك تشكيل حكومة وتحفُّظ حوثي
مسلحو الجماعة يرتدون زي الجيش ويحتفظون بـ «الصرخة»
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً بتعيين مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة، بعد نحو أسبوعين من سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء.وجاء هذا التعيين بقرار رئاسي نقلته وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية للأنباء إثر اجتماع للرئيس مع مستشاريه، ومن بينهم ممثل عن المتمردين الحوثيين الشيعة، تم خلاله الاتفاق على اسم رئيس الحكومة.
إلا أن المتمردين الحوثيين نفوا التوافق على تسمية بن مبارك. وقال عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله» علي القحوم لوكالة الأنباء الألمانية إن «هناك محاولة خارجية لفرض شخصية لرئاسة الوزراء، وهذا يتنافى مع الثورة التي قام بها الشعب، ويجب أن يترك المجال للشعب لتحديد رئيس الوزراء».وحذّر القحوم من «إعادة البلد إلى المربع الأول من جراء التدخلات الخارجية لفرض شخصية رئيس الوزراء»، مشيراً إلى أن «القوى السياسية مازالت تتقدم بأسماء مرشحيها لهذا المنصب، ولم يتم الاتفاق على شخصية واحدة».إلى ذلك، أثار اتفاق بين حكومة تصريف الأعمال برئاسة محمد سالم باسندوة والحوثيين يسمح لمقاتلي الجماعة بارتداء زي الجيش اليمني بذريعة «إعادة مظاهر سلطة الدولة في العاصمة صنعاء»، انتقادات واسعة. ووصف مراقبون هذه الخطوة بأنها هروب بـ «دفن الرؤوس» من جانب الحكومة، التي كان يُفترَض أن تتمسك ببنود اتفاق السّلم والشراكة التي تنص على انسحاب الحوثيين من العاصمة.وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية اليمنية لوكالة الأنباء الألمانية إن «الحوثيين لم يستخدموا الزي العسكري الذي حصلوا عليه من المعسكرات التي سيطروا عليها، ولكن السلطات اليمنية صرفت لهم نحو 20 ألف بذلة عسكرية مقابل اتفاق معهم لنشر مظاهر الدولة في العاصمة صنعاء».وفي ما يبدو أنه محاولة لإضفاء الشرعية على وجود طويل الأمد لمسلحي الجماعة، شهدت بعض مناطق صنعاء، منذ صباح أمس، انتشاراً واسعَ النطاق لعناصر الجماعة، وهم يرتدون الزي العسكري، بعد أن كان المواطنون يعيشون حالة من الاستياء بسبب انتشار المسلحين بزيهم القبلي.ويعتبر القانون اليمني كلَّ من يلبس الزي العسكري من غير منتسبي القوات المسلحة والأمن منتحلاً للصفة العسكرية، في حين يستغرب المواطن العادي انتشار الحوثيين باللباس العسكري، رافعين شعار «الصرخة» التي تنادي بها جماعة الحوثيين (الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) على أسلحتهم وسياراتهم وفي النقاط التابعة لهم.(صنعاء، عدن ــــــ د ب أ، رويترز، أ ف ب)