وسط أنباء عن مشاركة قوات برية أميركية في قتاله، هاجم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس، قاعدة عسكرية عراقية تضم مستشارين أميركيين، في وقت تعهدت إيران بالتدخل العسكري في العراق لحماية العتبات الشِّيعية المقدسة.

Ad

غداة تمكُّن قوات البيشمركة الكردية من فك حصار تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على جبل سنجار شمال العراق، صدَّت القوات العراقية وقوات الائتلاف الدولي هجوماً لعناصر «داعش» وتنظيم «خراسان» على قاعدة البغدادي العسكرية التي تضم عدداً من المستشارين الأميركيين يتولون مهام الاستشارات والتدريب للجيش العراقي غربي محافظة الأنبار.

وذكرت مصادر أن مسلحي «داعش» شنّوا هجوما موسعا من ثلاثة محاور، دارت عقبه اشتباكات عنيفة مع قوات عراقية مدعومة بأفراد من عشائر المنطقة.

كما شنّت طائرات التحالف غارات استهدفت آليات عسكرية تابعة للتنظيم ما أدى إلى وقف الهجوم على القاعدة. وذكرت مصادر أن نحو 30 عنصرا من تنظيم الدولة قتلوا أو جرحوا في الغارات.

مشاركة برية

في هذه الأثناء، تضاربت أنباء بشأن مشاركة عناصر بريّة من القوات الأميركية في صدّ الهجوم على القاعدة.

ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد تحسين إبراهيم أمس، حدوث أيَّ تدخل بري أميركي لصدِّ هجوم «داعش» على قاعدة (ناحية) البغدادي.

وقال إبراهيم، إن المشاركة الأميركية اقتصرت على الغطاء الجوي فقط، نافياً صحة ما نُسب لآمر فوج طوارئ ناحية البغدادي، الذي قال في وقت سابق، إن «قوات برية أميركية شاركت القوات العراقية وأبناء العشائر القتال ضد تنظيم الدولة».

وكان إبراهيم يشير بالغطاء الجوي، إلى الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش» في العراق.

من جهة أخرى، شنّت قوات البيشمركة، هجوماً على مسلحي «داعش» غربي نهر دجلة أمس، في وقت تعرَّضت فيه بلدة «حديثة» الواقعة غرب الرمادي كبرى مدن الأنبار، إلى هجمات من المسلحين.

ووصف قيادي في البيشمركة الهجوم الذي شنَّته القوات من منطقة الربيعة إلى منطقة سنوني بـ»الحاسم»، قائلا: «إن مسلحي «داعش» يتراجعون، وهذه الجبهة استراتيجية وتعني السيطرة على الخط الحدودي العراقي السوري، وصولا إلى جبل سنجار».

في السياق ذاته، ذكرت الشرطة أن القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي، تمكَّنوا من إعادة السيطرة على قرى ومناطق من «داعش» جنوبي مدينة صلاح الدين شمال بغداد.

وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية، إن «القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي تمكَّنوا من تحرير مناطق التحرير والتل بعد انسحاب داعش منها». وأشارت المصادر إلى قيام عناصر «داعش» بنقل 20 جثة من عناصره عبر نهر دجلة إلى قرية بيشكان.

من جهة ثانية، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن 44 غالبيتهم من عناصر «داعش» ومتطوعي الحشد الوطني، قتلوا وأصيب 22 آخرون في حوادث عنف متفرقة شهدها قضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة.

العبادي وبارزاني

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم ومساندة حكومته لإقليم كردستان وقوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهابيين.

وذكرت رئاسة إقليم كردستان في بيان، أن «رئيس الإقليم مسعود بارزاني، تلقى اتصالا هاتفيا مساء أمس من العبادي، عبَّر خلاله عن تهانيه بمناسبة الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات البيشمركة في زمار وشنكال وكسر حصار الإرهابيين على جبل شنكال».

تدخُّل إيراني

على صعيد منفصل، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، أن بلاده أعلنت صراحة أن العتبات المقدسة في العراق خطٌّ أحمر بالنسبة لها، مضيفا أن عناصر «داعش» أو أي جماعة مسلحة أخرى، لو حاولت تهديد هذه المراكز المقدسة فستتدخل جمهورية إيران الإسلامية لحمايتها. وشدد العميد دهقان في مقابلة مع قناة «العالم» الإيرانية بُثت أمس، على أنه «من الطبيعي أن يكون لدينا تعاون مع الحكومتين السورية والعراقية للمساعدة على حفظ أمنهما واستقرارهما».

وردا على سؤال بشأن تصريح وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بأن بلاده لا تمانع أن تقوم الطائرات الإيرانية باستهداف أوكار جماعة «داعش» الإرهابية، داخل بلاده، قال العميد دهقان: «إذا ما أرادت داعش التجاوز على الحدود الإيرانية فستواجَه برد قوي»، معلناً استعداد طهران تقديم المساعدة فيما لو طلبت الحكومة العراقية ذلك رسميا.

ونفى العميد دهقان وجود أي قوات إيرانية في سورية والعراق، مشيراً إلى أن الأفراد الذين كانوا هناك يعملون من أجل الاستشارة والتدريب وتقديم المساعدة بشأن إعداد الخطط العسكرية.

1300 جندي

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس الأول، أن الولايات المتحدة سوف ترسل قوات إضافية بما يصل إلى 1300 جندي أميركي إلى العراق بدءاً من أواخر شهر يناير المقبل.

وقال المتحدث باسم الوزارة الأدميرال جون كيربي، إن نشر الجنود يأتي كجزء من القوات الإضافية التي يصل قوامها إلى 1500 جندي سمح الرئيس باراك أوباما بنشرها في نوفمبر الماضي، مضيفاً أن «مهمتهم ستكون تدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية وتقديم المشورة لها».

(صلاح الدين، بغداد، رويترز، أ ف ب، د ب أ)