فنانون مصريون يؤبنون الشحرورة: طيّبة ووفية ولن تتكرر
أبن فنانون مصريون ونقاد صباح وتذكروا لقاءاتهم معها، وقيموا مسيرتها الفنية الحافلة بعشرات الأعمال السينمائية والغنائية الخالدة، مؤكدين أن أعمالها ستظل حاضرة لتتعرف الأجيال المقبلة إلى إبداعاتها وموهبتها.
يعتبر الناقد طارق الشناوي أن صباح لا يمكن تصنيفها كممثلة بالمعنى الحرفي، لا سيما أنها خاضت التمثيل من خلال أعمال سينمائية غنائية في منتصف الأربعينيات، عندما كانت السينما المصرية تميل إلى الأفلام الغنائية، ما ساعدها على تحقيق نجاحات، تخطت فيها عمالقة الغناء في ذلك الوقت من بينهم: ليلى مراد وأم كلثوم.يضيف أن صباح تمتعت بحضور طاغٍ على الشاشة وساهم نجاحها في رغبة المخرجين بالتعاون معها، من بينهم: عملاق السينما المصرية في الإخراج صلاح أبو سيف، فقدمت أفلاماً مميزة وناجحة أحبها الجمهور، إلا أنه لا يمكن القول إنها كانت تختار أعمالها.
يتابع أن الثنائيات التي قدمتها كانت ناجحة، ومنها أفلامها مع فريد الأطرش ومحمد فوزي، مشيراً إلى أن تجربتها الوحيدة مع عبد الحليم حافظ كانت ناجحة، ولو شاء القدر وقدما أعمالا أخرى كانت ستحقق النجاح أيضاً.متواضعة وبشوشةالسيناريست فداء الشندويلي مؤلف مسلسل {الشحرورة} الذي تناول سيرة صباح وجسدت شخصيتها كارول سماحة، وصف صباح بأنها كانت متواضعة رغم الشهرة التي حققتها، وبشوشة وطالما أضحكت فريق عمل المسلسل خلال الجلسات معها قبل بدء كتابته.يضيف أن صباح، رغم موهبتها الاستثنائية، لم تشعر بالغرور أو التعالي على من حولها، وأنها كانت تحمل كل مقومات الفنان الناجح الذي لم يتأثر بأضواء الشهرة.يتابع أن المعاناة التي عاشتها في حياتها ارتبطت برغبتها الدائمة في الابتسامة، لافتاً إلى أنه استمتع بالجلوس معها مرات، وكان يتمنى أن يتكرر ذلك لكن ظروفها الصحية حالت دون تحقيق رغبته. آخر مرة التقت غادة إبراهيم صباح كانت قبل أربع سنوات خلال الاحتفال بعيد ميلادها، مشيرة إلى أن علاقتها مع صباح بدأت منذ الطفولة، عندما كانت والدتها تصمم الفساتين التي ترتديها الشحرورة في أفلامها السينمائية.تضيف أنها اعتادت، منذ الطفولة، انتظار إطلالات صباح التلفزيونية، وكانت والدتها تصطحب مصمم الأزياء الخاص بها لتصميم الفساتين نفسها التي ترتديها الشحرورة، لافتة إلى أنها حرصت على التقاط صور تذكارية معها خلال لقائهما الأخير في مصر.علامات الفن العربيخبر وفاة الشحرورة أبكى نبيلة عبيد التي أكدت أنها حرصت على التواصل معها من وقت إلى آخر وتزورها لدى حضورها إلى لبنان، واصفة إياها بأنها أحد علامات الفن العربي، ومشيرة إلى أن العالم خسر برحيلها، لكن العزاء الوحيد هو تراثها المتبقي إلى الأبد، ومن خلاله سيتذكرها الجمهور على الدوام.تضيف أن صباح نجحت في التمثيل والغناء على حد سواء، وتركت أعمالا لا يمكن تكرارها، وستظل خالدة وتستمتع بها الأجيال التي لم تعاصرها، موضحة أن موهبة صباح استثنائية بدليل أن أي فنانة لم تنجح في تقديم ما قدمته الشحرورة.مديحة يسري التي ربطتها صداقة مع صباح امتدت منذ وصولها إلى مصر، صدمت عندما علمت بخبر وفاتها، ووصفتها بانها كانت طيبة في التعامل مع الجميع، وكانت من أصدقائها المقربين، وتحرص على التواصل معها وتستضيفها أثناء سفرها إلى لبنان.تضيف أنها في إحدى الفترات استأجرت الشقة نفسها التي استأجرتها صباح قبل أن تنتقل إلى منزل آخر، لافتة إلى أن الصداقة بينهما لم تتأثر، بل اقتصرت على الاتصالات الهاتفية، بسبب الحالة الصحية لكل منهما، وأنها كانت تتمنى السفر إلى بيروت لحضور وداعها الأخير، لكن حالتها الصحية لا تسمح لها بالخروج.