أعادت الحكومة المصرية اليوم الأثنين الروح مرة أخرى لسوق المال بعدما قررت إيقاف العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة لمدة عامين حفاظاً على تنافسية سوق المال.

Ad

وصدر البيان الحكومي صباح اليوم بعد اجتماع عقد الليلة الماضية بين رئيس الوزراء إبراهيم محلب والمجموعة الاقتصادية ورئيس البورصة وتم الاتفاق فيه على تأجيل العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية مع استمرار العمل بضريبة التوزيعات النقدية.

وافتتح محلب جلسة البورصة اليوم مع وزير الاستثمار ورئيس البورصة دعماً للسوق التي تضررت مؤخراً بسبب عوامل أبرزها ضريبة الأرباح الرأسمالية.

وفي استجابة سريعة من سوق المال قفز المؤشر‭ EGX30‬‭ ‬الرئيسي للسوق 5.8 بالمئة كما ارتفع مؤشر ‭‭EGX100‬‬ بنسبة خمسة بالمئة مما أدى إلى وقف التداول في السوق لمدة نصف ساعة لأول مرة منذ الرابع من يوليو 2013.

وأوقفت البورصة اليوم التداول على 103 أسهم بعد ارتفاعها بأكثر من خمسة بالمئة وخلت الكثير من الأسهم من أي عروض للبيع خلال معاملات اليوم.

وقال محمد ماهر نائب رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية إن القرار يبعث "رسالة إيجابية بأن الحكومة تشجع الاستثمار.. هذا القرار سينعكس بالايجاب على حجم تداول الأجانب في السوق وعلى الاستثمار المباشر في مصر بشكل عام".

وكانت الضريبة التي فرضتها مصر في يوليو الماضي قد أدت إلى شح السيولة وخروج العديد من المستثمرين المصريين والأجانب من السوق احتجاجاً على غموض آلية تطبيق الضريبة الجديدة والأعباء الإضافية التي تفرضها عليهم.

وقال وزير الاستثمار أشرف سالمان في اتصال هاتفي مع رويترز "قمنا بافتتاح جلسة البورصة اليوم لتوصيل رسالة بأن الحكومة تؤكد على أهمية البورصة ودورها في جذب أموال واستثمارات أجنبية لمصر.

"ضريبة الأرباح الرأسمالية تم تعطيل العمل بها لمدة عامين وسيتم اتخاذ القرار رسمياً في مجلس الوزراء يوم الأربعاء وترسل للرئيس ليوقعها وتنشر في الجريدة الرسمية ليتم العمل بها بشكل رسمي".

وأضاف "ضريبة التوزيعات النقدية لن تدخل في أي وعاء آخر وبالتالي سنتجنب الازدواج الضريبي".

وكانت البورصة المصرية معفاة تماماً في السابق من أي ضرائب على الأرباح المحققة نتيجة المعاملات أو التي توزع في شكل نقدي أو مجاني على المساهمين بالشركات المقيدة.

لكن حكومة محلب أقرت في يوليو 2014 فرض ضريبة على التوزيعات النقدية بواقع عشرة بالمئة بجانب ضريبة أخرى بنسبة عشرة بالمئة على الأرباح الرأسمالية المحققة من الاستثمار في البورصة.

وقال محمد عبيد العضو المنتدب لقطاع السمسرة في المجموعة المالية هيرميس "أحسن رد اليوم على هذا القرار هو رد فعل السوق والارتفاع الكبير".

وبلغت قيم التداول خلال الساعة الأولى من معاملات اليوم 312.464 مليون جنيه فيما لم تتجاوز خلال جلسة الأمس بالكامل 400 مليون جنيه.

وتكهن عبيد بأن قيمة التداول ستتراوح اليوم بين 700 مليون و800 مليون جنيه وربما يستمر ذلك يومين آخرين "وبعد هذا سنصل إلى ما بين 500 و600 مليون جنيه يومياً خلال الفترات المقبلة".

وتراجع متوسط قيم التداول في السوق بنحو 52 بالمئة ليبلغ 400 مليون جنيه من 900 مليون جنيه خلال الستة أشهر الماضية.

ويبلغ عدد من له حق التعامل في بورصة مصر من الأفراد والمؤسسات نحو 540 ألف مستثمر.

وقال سالمان "القرار سيعمل على زيادة السيولة بالسوق من جديد، نعلم تماماً في الحكومة أهمية البورصة ولذا سنعمل على قيد شركات حكومية وزيادة رأسمالها من خلال السوق خلال الفترة المقبلة".