بعد ضربات الائتلاف الدولي التمهيدية لمواقع «داعش» في مدينة تكريت، بدأت القوات العراقية هجومها النهائي على المدينة، في وقت اشترطت واشنطن سحب الميليشيات فور استعادة السيطرة على زمام الأمور.
بدأت ساعة الحسم لتحرير مدينة تكريت، هكذا أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس، حيث بدأت القوات العراقية هجومها النهائي لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت.وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في حديث تلفزيوني، إن "المرحلة الأخيرة في معركة استعادة السيطرة على تكريت قد بدأت"، لكنه لم يتطرق لغارات التحالف.وبينما نفذ طيران التحالف الخميس الماضي 17 ضربة قرب تكريت من بين غارات جوية نفذها ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أماكن مختلفة من العراق، أوضح نائب رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي أمس ان "العمليات القتالية استؤنفت ثانية بعد توقف اضطراري نتيجة الكميات الكبيرة من الألغام والمفخخات، ولحرص قيادة العمليات على تقليل الخسائر ما أمكن ذلك، سواء للقوات الأمنية أو الأهالي الذين يتخذهم الدواعش دروعا بشرية".اختطاف الدينوأكد العبادي أمس أن الجماعات الإرهابية تحاول اختطاف الدين من العراقيين. وقال في كلمة خلال المؤتمر النوعي الأول للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الأيسيسكو، "نحن نواجه عدوا شرسا يدمر الحياة والمنشآت، وعلينا استخدام التربية الثقافية لنشر معالم الإسلام".في السياق، أكد قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن، خلال جلسة في مجلس الشيوخ أمس الأول، أن ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية العراقية انسحبت من الهجوم على مدينة تكريت شمال العراق.وقال أوستن إن العملية العسكرية الرامية لاستعادة مدينة تكريت من مسلحي "داعش" لا تقودها ميليشيات شيعية، مضيفا ان انسحاب الميليشيات الشيعية من الخطوط الأمامية كان شرطا لتنفيذ غارات جوية أميركية ضد أهداف تنظيم "داعش".ولفت إلى أن "الميليشيات الشيعية انسحبت من منطقة تكريت، وأن نحو 4 آلاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون الآن في العملية الجارية لاستعادة المدينة من التنظيم الإرهابي والتي بدأت قبل ثلاثة أسابيع".وشدد على أن الولايات المتحدة اشترطت لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في تكريت أن تشرف حكومة العراق على كل القوات المشاركة في الهجوم، مشيرا إلى أن مشاركة القوات الخاصة العراقية سيتيح "تحقيق تقدم" في الهجوم.«داعش» آخرإلى ذلك، أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بخصوص علاقة العراق بإيران، أن "العلاقة إيجابية، لكنها لا تبرر لهم استخدام لغة استعلائية أو لغة غطرسة تعبر عن رغبة في الهيمنة"، معتبرا أن "الكلام عن تحول العراق إلى جزء مما يحب أن يسميه البعض الإمبراطورية الإيرانية مرفوض ومردود".وتوقع معصوم أن "تنتهي الحرب ضد تنظيم داعش قريبا"، محذرا من أنه "قد يظهر غير داعش، لأن الحرب ضد الإرهاب مفتوحة، وتستمر لعقود أخرى".وشدد على أن "العراق بحاجة إلى الجميع، وفي المقدمة منهم الأصدقاء والأشقاء لإعادة إعمار ما خربه الداعشيون والإرهابيون".الأزهر في أربيلعقد في أربيل في إقليم كردستان العراق مؤتمر دعا إليه محافظ نينوى أثيل النجيفي، بالتعاون مع ديوان الوقف السني، واتحاد علماء إقليم كردستان، وبحضور كبير تقدمهم وفد يمثل الجامع الازهر، لبيان رأي علماء الأمة، مما يحدث أمامهم من تطرف وإرهاب، تحت عنوان "الموصل قلعة الإسلام والتعايش".واعتبر النجيفي أن اظهار موقف علماء السنة الرافض لـ"داعش" وبقية المتطرفين الذين يدعون انتماءهم للمذهب السني "خطوة جريئة"، مشيرا الى "محاولة بعض الجهات ذات الصبغة الدينية التهرب من المواجهة العلنية لداعش وعدم حضور المؤتمر".وذكر أن "المؤتمر كان تحديا للمترددين من اعلان مواقفهم الصريحة"، مشيرا إلى أنه فوجئ من "حجم مشاركة علماء السلفية الذين كانوا حريصين على إعلان براءتهم من داعش وجرائمه، بخلاف ما كان البعض يظنه خطأ".وأكد أن "الحضور الرسمي للأزهر الشريف أضاف كثيرا للمنتدى، وأوضح منهجا معتدلا في التعامل مع التطرف بكل أشكاله، مثلما شارك حضور الوقف السني والمجمع الفقهي في ايضاح صورة موقف علماء بغداد المعتمدين".يذكر أن وفد الأزهر، الذي وصل إلى أربيل، وكان في استقباله القنصل المصري في أربيل عمر فهمي، كان برئاسة عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين في القاهرة.(بغداد - أ ف ب، د ب أ، كونا)
دوليات
هجوم نهائي على تكريت وواشنطن تشترط سحب الميليشيات
29-03-2015