الأميركيون والإيرانيون يتفادون المواجهة في الأجواء العراقية

نشر في 05-12-2014 | 00:08
آخر تحديث 05-12-2014 | 00:08
اتفاق ضمني يحول دون الاحتكاك... وطهران تحلّق بطائرات بلا طيار فوق العراق منذ مدة
لايزال موضوع الغارات الجوية الإيرانية ضد «داعش» في شرق العراق يشغل الأوساط، خصوصاً لناحية تأثيراته السياسية بعد الترحيب الضمني الأميركي على لسان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه الغارات، معتبراً أن أي جهد إيراني ضد التنظيم جهد إيجابي.

كشفت الغارات الجوية الإيرانية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» في العراق أن الولايات المتحدة وإيران تعملان في مناطق مختلفة في البلاد، لتفادي أي مواجهة ضمن تحالف هش وغير رسمي ضد الجهاديين.

واستهدفت الغارات الإيرانية الأخيرة في العراق مواقع للتنظيم في شرق البلاد، حيث لا تتدخل المقاتلات الأميركية.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) ستيف وارن أمس، أن الغارات تمت في محافظة ديالى وسط شرق البلاد، مشيراً الى أنها العملية القتالية الأولى لمقاتلات «إف-4» الإيرانية ضد تنظيم «داعش» حسب معرفة واشنطن «فنحن لا نشاط لدينا هناك». ولم تؤكد أو تنفي طهران رسمياً شن العمليات فوق العراق.

اتفاق ضمني

وأوضح مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه، أن واشنطن وطهران تأملان تجنب أي صدام أو حادث قد يؤدي الى أزمة دولية، أو يزيد أعمال العنف الطائفية، وتعمل كل منهما بشكل لا يعرقل عمليات الدولة الأخرى، مضيفاً: «هناك اتفاق ضمني يقضي بألا نتحرك في المجال الجوي ذاته، وأنهم لا يستهدفون القوات الأميركية».

وقال المسؤول: «نعلم أن لديهم مصالح في هذه المناطق، فالعراق بلد مجاور».

وأكد أن الائتلاف الدولي مستعد لغض النظر عن وجود مستشارين عسكريين وطائرات إيرانية في محافظات الشرق والجنوب حيث الأغلبية من الشيعة، مبيناً «أنه توازن دقيق، والأهم هو أن يدعم الإيرانيون العراقيين بشكل لا يغذي الطائفية».

وتأمل واشنطن أن تزيد الضربات الجوية الإيرانية الضغوط على «داعش»، إلا أن الترتيب الضمني بين واشنطن وطهران يمكن أن ينهار، وعندها تخشى واشنطن أن يزيد دور إيران من تأجيج أعمال العنف الطائفية.

مستشارون

والوجود الإيراني في العراق ليس جديداً، فقد أرسلت طهران مستشارين عسكريين إلى البلاد منذ بدء هجوم تنظيم «داعش» في شمال وغرب البلاد في يونيو الماضي. كما أرسل من قوات النخبة الإيرانية إلى سامراء وبغداد وكربلاء لحماية المناطق الشيعية المقدسة والمساعدة في تنظيم الميليشيات الشيعية المحلية.

وقال مسؤولون أميركيون إن إيران استخدمت طائرات مراقبة بدون طيار فوق العراق. ويقول مراقبون آخرون إن طيارين إيرانيين يقودون مقاتلات روسية الصنع من طراز «سوخوي سو-25» وضعتها طهران بتصرف بغداد قبل عدة أشهر.

وأضاف المسؤول في «البنتاغون» أن إيران «لديها جنود ومستشارون على الأرض منذ زمن، وهي تقوم بتحليق طائرات بدون طيار».

استعراض للقوة

وقال المحلل لدى مجموعة «راند كوربوريشن» علي رضا نادر، «تظهر الغارات الأخيرة الدور المتزايد لإيران، وهي تشكل أيضاً استعراضاً للقوة والنفوذ».

وأكد نادر أن «إيران ليست بحاجة للقيام بهذه الغارات الجوية، لكن القادة الإيرانيين يريدون إظهار أن إيران قوة يجب أخذها في الحسبان».

ولا تعترض الولايات المتحدة على الترتيب الضمني بين البلدين، فهي تدرك أن أي تعاون عسكري صريح مع طهران يمكن أن يثير استنكار حلفائها الآخرين، وفي مقدمتهم إسرائيل ودول عربية أخرى.

كما اعتبر المسؤولون الأميركيون أنه لا مخاطر في حصول مواجهة، «لأن هناك ما يكفي من الأهداف للجميع».

الجبوري وقطر

وفي سياق آخر، أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ورئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني أمس، أن العلاقات بين البلدين ستشهد انفتاحاً واسعاً خلال الأيام المقبلة.

وقال مكتب الجبوري في بيان، إن «رئيس البرلمان التقى في مقر الديوان الأميري في العاصمة القطرية الدوحة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني»، مشيراً إلى أنه «جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين».

ولفت إلى أن «الجانبين أكدا أن تلك العلاقات ستشهد انفتاحا واسعا خلال الأيام المقبلة».

وأكد الجبوري «وجود التزامات متبادلة بين العراق وأشقائه العرب تقضي بتقديم كل أشكال الدعم لتجاوز التحديات الحالية».

من جانبه، رحّب رئيس الوزراء القطري بـ»زيارة الجبوري»، مجدداً «التزام حكومته بتعهداتها السابقة تجاه العراق في جميع المجالات».

يذكر أن الجبوري وصل أمس الأول إلى قطر في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.

مقبرتان جماعيتان

وكشف مصدر محلي في محافظة ديالى عن وجود مقبرة جماعية تعود إلى مدنيين أعدمهم تنظيم «داعش» في شمال مدين بعقوبة مركز المحافظة.

وقال المصدر أمس، إنه تم إيقاف عملية رفع الجثث من المقبرة الجماعية، مبيناً أن ذلك يأتي في اطار إعطاء مجال أمام فرق وزارة حقوق الإنسان لتولي المسؤولية باعتبارها جهة الاختصاص.

ولفت المصدر طالباً عدم ذكر اسمه إلى أن «عملية رفع الجثث من المقبرة التي تعود إلى مدنيين أعدمهم داعش توقفت تماما بعد رفع خمس جثث متفسخة»، لافتاً إلى أن «المعلومات تشير إلى أن المقبرة تحوي من 30-35 جثة».

وأكد أن «عملية رفع بقية الجثث ستحتاج إلى وقت، خصوصا أن هناك مقبرة جماعية أخرى عثر عليها في معسكر كوبرا شمال شرق بعقوبة، يتوقع أن تضم عشرات الجثث».

البونمر وهيت

إلى ذلك، أعلن شيخ عشيرة البونمر محمود النمراوي أمس مقتل 16 عنصراً من «داعش» بينهم المسؤول الأمني للتنظيم الإرهابي المدعو عبدالرحمن المصري، مصري الجنسية في قضاء هيت غربي الأنبار.

(واشنطن، بغداد -

أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top