كيف تقيّم الأصداء حول «هبة رجل الغراب»؟
لم أتوقع أن يحقق العمل هذا النجاح على مستوى الحلقات الطويلة، لأن تجاربنا في هذا المجال لم تكن جيدة، وخشيت أن يشعر الجمهور بالملل وينصرف عن متابعته، إلى جانب أن الخلفية المعرفية عن الأعمال الدرامية الأجنبية التي يتم تمصيرها غير جيدة، لأن البعض يقع في فخ بين التعريب وبين النسخة الأصلية، فتصبح أشبه بنسخة مدبلجة أي بين هذا وذاك، ما يفقد الجمهور اندامجه مع الأحداث.هل استطاع «هبة رجل الغراب» تمصير أحداثه؟عكف المؤلف شريف بدر الدين، عبر ورشة الكتابة، على تمصير العمل بطريقة أكثر من رائعة، فغيّر الفكرة السائدة عن الأعمال المعرّبة، رغم كونه نسخة ثالثة من مسلسل كولومبي وآخر أميركي، حتى أن الجمهور أصبح يستوقفنا في الشارع ليسألنا عن الحلقات الجديدة.ماذا عن أوجه النجاح الأخرى؟ لاحظت ارتفاع عدد مرات تحميل المسلسل عبر مواقع الإنترنت أثناء عرض الحلقات على شبكة OSN المشفرة، حتى بناتي حمّلن الحلقات وكنا نشاهدها مساء كل يوم.هل قلدت شخصية مصمم أزياء بعينها في أدائك لدورك؟إطلاقاً، تم تركيب شخصية هادي، جزءاً جزءاً، مع مخرجي المسلسل ماري بدير وياسر زايد، والمؤلفين محمد الشرقاوي وشريف بدر الدين، وبعد جلسات عمل معهم انتهينا إلى الخطوط الرئيسة لهذه الشخصية، حتى خرجت على النحو الذي عرضت فيه، ولا أعتقد أن ثمة مصمم أزياء في الواقع يتحدث ويتصرف بهذه الطريقة المبالغ فيها.ما الذي جذبك في شخصية هادي؟تختلف عن مصممي الأزياء الذين تم استعراضهم في المسلسلات السابقة، فهو يجمع بين الجنون والعصبية وخفة الظل، ويتحدث بالإنكليزية والفرنسية والإيطالية.هل كانت لك إضافات على الشخصية؟حرصت على أن انتقل بها من المسلسل الأميركي إلى جزء مرح درامي يتفق مع العرض في مصر، وأعمل فلترة لها لتبتعد عن الثقافة الغريبة عنا بما يتفق معنا، وأكثر التعليقات التي أسعدتني أن البعض أخبرني أنه رأى فيّ الفنان الراحل عبد السلام النابلسي.هل توقعت ردود الفعل الجيدة حول الشخصية؟بل كنت متخوفاً من استقبال الجمهور لها، ومع ذلك وافقت على تجسيدها لأن الفنان، برأيي، ينتظر اللحظة التي يعرض عليه دور يستطيع، من خلاله، إبراز طاقته التمثيلية الحقيقية، والحمد لله حقق لي «هبة رجل الغراب» ذلك.وكيف تختار أدوارك؟أديت أدوار الشرير والسخيف والمتآمر أكثر من مرة، وفي كل مرة كان أدائي مختلفاً، ومع أن دور هادي لم يسبق تقديمه من الأساس في أعمال أخرى، إلا أنني حرصت على أن يكون مختلفاً، وقدمته بطريقة لو تابعه الأعمى سيعرف أنه هادي من صوته، إن جاز التعبير.بعد «هادي» في «هبة رجل الغراب»... هل تغيرت طريقة اختيارك لأدوارك؟بالطبع، قررت البحث عن دور مختلف فيه تمثيل، ورفض الدور لمجرد العمل فحسب، وسأعمل بمبدأ الهاوي أكثر من المحترف، لأن الهاوي يعشق هوايته، لذا أريد ألا يستغرب الجمهور من قلة ظهوري على الشاشة، في الفترة المقبلة، لأنني لن أشارك في أعمال إلا إذا نالت إعجابي.هل تخوفت من طرح المسلسل خارج سباق رمضان؟بالطبع، لكن نسبة المشاهدة أثبتت العكس، وأن العرض خارج رمضان أفضل من العرض فيه، والدليل أن المنتجين يقدمون مسلسلات ذات حلقات طويلة، لعرضها في الموسم الموازي، فلا ينتظر المشاهد حلول شهر رمضان ليتابع أعمالا جديدة.كيف تقيّم التجربة الجماعية الشبابية في «هبة رجل الغراب»؟الأعمال الشبابية صاحبة السبق في النجاح، على الدوام، والدليل نجاح فيلم «أوقات فراغ»، ومسلسل «طرف ثالث»، لأن البطولات الجماعية محبوبة لدى الجمهور بنسبة كبيرة، إذ تضفي غنى وثراء للعمل الفني بأحداثها وأبطالها.ما الذي يفرض على المسلسل أن يكون بطولة جماعية؟ الفكرة نفسها، فمثلا «ابن حلال» الذي شاركت فيه وعرض في رمضان الماضي هو بطولة جماعية.هل استطاعت الدراما الطويلة المعروضة في الموسم الموازي لرمضان منافسة الدراما التركية؟المشكلة أننا نعاني أزمة سيناريو مزمنة، فلو توافر لدينا مؤلف، على غرار نجيب محفوظ، لن يستطيع أحد منافستنا في أعماله، ولكن هذه الأزمة التي يعاني منها النجوم وشركات الإنتاج، تجعل مسلسلاتنا غير قادرة على جذب الانتباه إلا قليلاً.لكن الدراما الطويلة تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة.لأن الجمهور يرغب في متابعة أي عمل جديد وحسب، لكن في المقابل يفكر في المعنى والهدف اللذين سيخرج بهما بعد متابعته المسلسل، فهو ليس مجرد تسلسل للأحداث، بل سيناريو مبني على قصة وأبعاد نفسية واجتماعية وفنية، وهذا بالطبع نادراً ما يحدث.متى تبدأون تصوير حلقات جديدة؟اتفقنا على أن نبدأ تصوير الجزءين الثالث والرابع والمكونين من 90 حلقة قريباً، لكننا لم نحدد موعداً لبدء عرض هذه الحلقات، إذ يتوقف الأمر على موعد انتهاء التصوير.ما جديدك؟أنتظر عرض فيلمَي: «خطة بديلة» إخراج أحمد عبد الباسط وأشارك في بطولته مع تيم حسن وخالد النبوي. «الخلبوص» مع محمد رجب وإيمان العاصي، وهو من تأليف محمد سمير مبروك، إخراج إسماعيل فاروق.
توابل - مزاج
محمد سليمان: «هبة رجل الغراب» أبرز طاقتي التمثيلية الحقيقية
07-01-2015