مؤتمر دعم اقتصاد مصر ورسائله
![عبدالرحيم ثابت المازني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/523_1702573323.jpg)
الرسالة الأكثر أهمية في هذا المؤتمر هي الرسالة العربية، والتي وضحت في كل موقف وقرار اتخذته دول الخليج من حيث المساعدة وقيمة المساعدات ورغبتها جميعاً أن تستمر مصر بهذه السياسة وهذه القيادة لأمن المنطقة، لمحاربة ما يعرف بداعش وغيره من التحديات، وعدم استقرار المنطقة كالوضع في اليمن والعراق وسورية وليبيا، والتحديات التي تواجه أنظمة معظم الدول العربية، ومخاطر كثيرة تؤثر على أمن بعض الدول العربية، فكانت الرسالة العربية بمنزلة تأييد للنظام المصري وضرورة دعمه للتصدي لكل التحديات التي تواجهه. هناك انتقاد وجه إلى مصر لدعوتها بعض الدول الإفريقية كالصومال والسودان للمشاركة، فماذا يمكن أن تقدم تلك الدول الفقيرة من استثمارات لمصر؟! ولكن الإجابة أن مصر نجحت بدعوتها لهذه الدول، حيث إن هناك جانباً سياسياً كان يسير جنبا إلى جنب مع الهدف الاقتصادي، حيث إن مصر تسعى إلى تعزيز علاقاتها بالدول الإفريقية، وتسعى إلى ممارسة دورها بالتواجد ومحاولة تقريب وجهات النظر بعد غياب طويل اتهم نظام مبارك بخلق حالة من اللاوجود للدور المصري في القارة الإفريقية، وهذا ما تجسد في اكبر مشكلة الآن تعانيها مصر وتهدد أمنها المائي المتمثل في سد النهضة، إنني أري أن مصر تحاول أن تلعب دوراً في القارة السمراء بشكل رسمي للحد من بعض المخاطر مثل خطر الأسلحة التي تأتي إلي ليبيا من خلال الحدود السودانية.أما الرسالة الاقتصادية فأظن أن المؤتمر أنقذ مصر من نقص الاحتياطي في البنك المركزي، واستطاع تحقيق نجاح مشروط، حيث إن هذه الاتفاقيات مجال نقاش وفي حاجة إلى بعض القرارات والتشريعات التي تشجع على استمرارها، أظن أن مصر بحاجة إلى مجلس النواب، وفي حاجة إلى الأمن والاستقرار السياسي الذي يسمح بخلق المناخ الاستثماري الآمن، أي إن فرحة فرص الاستثمارات وتوقيع بعض الاتفاقيات يجب ألا تنسينا هذه التحديات وتدعونا إلي حلها، مصر في حاجة إلى الشعب المصري للمشاركة في التمنية والقرارات، ولا يجب أن تتم القرارات بهذه السرعة والمفاجأة، مشاريع كبرى تطرح ويتم التعاقد عليها دون طرحها للنقاش، سواء العلمي أو الشعبي، أظن ذلك مقلقاً... مثل العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المشاريع حتى يتم لها النجاح.وفي النهاية أتمنى أن يعود للشعب المصري الفقير نصيب من هذه الاستثمارات والمليارات، لأنه في ظل أرقام المليارات التي يسمعها الشعب نجد أسرة في حاجة إلى 50 جنيها وفي حاجة إلى ثمن أسطوانة بوتوجاز... وفي حاجة إلى العلاج وإلى فرصة عمل، وإلى رغيف خبز، وفي حاجة إلى محاربة لصوص نهبوا المال العام، وفي حاجة إلى عدم اتساع الفجوة بين طبقات المجتمع المصري ما بين الغناء الفاحش والفقر المدقع، وإلا فسيقع النظام في فخ نظام مبارك إن لم يكن متهماً بذلك.. بخدمته أصحاب رؤوس الأموال وإضراره بالفقراء... هذه أهم التحديات التي على النظام أن يجد لها حلولاً سريعة إن استطاع.