كيري يبحث الحرب على «داعش» مع السيسي والعربي

نشر في 14-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-09-2014 | 00:01
No Image Caption
• أنقرة تدافع عن قرارها عدم الدخول في «التحالف الدولي»: الاستراتيجية الأميركية غير كافية
• طهران تتخلى عن الحذر بعد استبعادها من مؤتمر باريس وترفض المساس بسيادة الدول
في إطار مساعيه لحشد التأييد للحرب على تنظيم "داعش"، أجرى وزير الخارجية الأميركي أمس زيارة إلى القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري، عقب انضمام مصر إلى جانب 9 دول عربية إلى التحالف الدولي الذي ستقوده واشنطن لتدمير التنظيم.

واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس جولته في المنطقة لحشد التأييد للحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف

بـ»داعش»، وحث الدول على الدخول في التحالف الدولي ضد التنظيم الذي تقوده الولايات المتحدة وفق الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي تهدف الى اضعاف التنظيم في العراق وسورية، ومن ثم القضاء عليه من خلال الغارات الجوية وإجراءات أخرى تشمل تجفيف تمويله ومحاصرته قضائياً وثقافياً.

والتقى كيري أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة، وذلك بعد إعلان مصر انضمامها إلى التحالف الدولي ضد «داعش»، عقب اجتماع جدة الذي شهد دخول 10 دول عربية بينها مصر في هذا التحالف.

وأشاد كيري بالدور المصري في الحرب على الإرهاب وفي محاصرة الفكر الإرهابي، معلناً أن بلاده ستفرج عن 10 طائرات مروحية من طراز «آباتشي» لصالح مصر التي تخوض حربا على مسلحين ارهابيين في سيناء.

وكان كيري التقى في وقت سابق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وبحث معه تطورات الأوضاع بالمنطقة، خصوصا في سورية والعراق والأراضي الفلسطينية وليبيا والجهود الدولية والإقليمية المبذولة لمكافحة «الإرهاب».

وقال العربي إنه قدم شرحا لكيري حول القرار الذي صدر من مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأسبوع الماضي، وتناول ضرورة مواجهة الإرهاب «مواجهة شاملة سياسية عسكرية امنية ثقافية فكرية اقتصادية وقضائية».

من جانبه، قال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن اجتماع كيري والعربي يأتي بهدف اطلاع الأمين العام للجامعة العربية على نتائج مؤتمر جدة الوزاري الذي عقد الخميس الماضي.

إنها حرب

وكان البيت الأبيض اعلن مساء أمس الأول ان الولايات المتحدة هي «في حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، حاسماً بذلك الجدل حول توصيف الاستراتيجية التي أعلنها أوباما الأربعاء الماضي.

وكان كيري اعتبر أن الولايات المتحدة لا تشن «حربا» ضد التنظيم بل «عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب»، إلا أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع، بعد ضغوط لإزالة أي التباس حول موقف الرئيس الأميركي من النزاع، حسما الجدل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست خلال مؤتمر صحافي، إن «الولايات المتحدة في حرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية تماما كما هي في حرب ضد تنظيم القاعدة وحلفائه في العالم».

أنقرة

إلى ذلك، بدا أمس أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يحاول الدفاع عن قرار بلاده عدم المشاركة في عمل عسكري في اطار التحالف الدولي ضد «داعش».

واعتبر داود أوغلو بعد لقائه كيري في أنقرة أمس الأول، أن الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها واشنطن لمواجهة التنظيم وحل الأزمة في المنطقة ضرورية، لكنها ليست كافية لتحقيق الاستقرار.

وقال داود أوغلو، إن «ما تريده الولايات المتحدة من الحلف واضح والسبب من عدم توقيع تركيا على بيان قمة جدة واضح أيضاً». وأضاف «أتمنى أن يعي الجميع ما أقول لا أريد الدخول في تحليل ذلك، لأنني سأضر بالسبب وراء عدم توقيعنا على المشاركة في الحلف»، في اشارة كما يبدو إلى الرهائن الأتراك بيد «داعش».

طهران

في السياق، تخلت طهران أمس عن حذرها حيال الحرب على «داعش» وانتقدت صراحة امكانية قصف سورية من دون الحصول على موافقة نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت طهران اكتفت بالتشكيك في نوايا ومصداقية التحالف الدولي بقادة واشنطن في محاربة الإرهاب، وذلك في تعليقها على استراتيجية أوباما، ولكنها لم تعلق على اعلانه أن الغارات ستشمل حليفتها سورية.

وكان كيري الذي اختتم زيارته لأنقرة أمس أعلن أن بلاده ترفض حضور إيران للمؤتمر الدولي حول العراق ومحاربة تنظيم «داعش» المقرر غدا في باريس، معتبرا أن مشاركة طهران في هذا المؤتمر «لن تكون في محلها» خصوصاً بسبب «ضلوع إيران في سورية».

ويبدو أن هذا الموقف بالذات هو ما دفع علي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني إلى اتهام واشنطن أمس بالسعي إلى «انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب».  

وقال شمخاني إن ما تقوم به الولايات المتحدة «يهدف الى صرف انتباه الرأي العام العالمي عن الدور المحوري لهذا البلد وحلفائه في تكوين وتسليح وتطوير المجموعات الإرهابية بذريعة اسقاط النظام الشرعي في سورية».

بدوره، حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من التدخل العسكري الأميركي في سورية. وقال: «الولايات المتحدة تلعب بالنار في المنطقة، وعليها أن تدرك أنه لا يمكنها مهاجمة سورية بحجة محاربة داعش»، وأضاف «على الولايات المتحدة أن تعي أنها إذا هاجمت دول المنطقة (...) فسيشتعل الفتيل ولن يعود في وسع أي كان السيطرة على الوضع».

القاهرة ـ الجريدة (أنقرة، واشنطن، طهران - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top