رأيت فيما يرى النائم!!
• رأيت فيما يرى النائم مدينة إعلامية مخصصة للإذاعة والتلفزيون، وتدار من القطاع الخاص بمعاهدها التدريبية وأستوديوهاتها العالمية، ومسرحها ذو التقنية العالية لا تنقطع عنه المسرحيات الإقليمية والعالمية والمحلية، والمدينة قائمة على أرض ممنوحة من الدولة بسعر مخفض ومشروطة بالإدارة الجيدة والشفافية والعدالة حتى يستعيد الإعلام قصص النجاح، ويجذب الطاقات والكفاءات الإعلامية الشابة، وما إن صحوت حتى رأيت عصا البيروقراطية تمتد إلى المدينة بمؤسساتها الإعلامية لتعلن الحرب على القطاع الخاص بشكل عام والكفاءات الكويتية بشكل خاص وتعيدها بالقوة إلى الحكومي.
• ورأيت فيما يرى النائم مدينة "أكاديمية" مخصصة للدراسات العليا يتسابق من خلالها أصحاب المبادرات التعليمية والجامعات الدولية لتوفير برامج للتعليم العالي بمعايير تنافسية، لا تعرف "القوالب البيروقراطية" لها طريقا أو سبيلا، وتقوم بالإشراف عليها اللجنة التنموية العليا التي تجمع أهل الاقتصاد والإدارة والخبرة الأكاديمية من وزراء سابقين وخبراء حاليين، ورأيت التعليم الحكومي العام خاضعاً للجان رقابية تحت بند الرقابة الذاتية من وزارة التربية لعلاج أزمة ضعف مخرجات التعليم العام أمام الخاص المنافس، وغياب اللغات والتكنولوجيا عن المناهج الحكومية، ولتجد تفسيراً للرسوب اللافت للنظر للمبتعثين من طلاب التعليم العام أثناء تقديم اختبارات الرياضيات واللغة الإنكليزية للالتحاق بالجامعات.وما إن صحوت حتى رأيت يد البيروقراطية تمتد للجامعات الخاصة بهيئة لجان تارة ومسؤولين تارة أخرى؛ لتضع أمام الجامعات الخاصة شروطا تعجيزية أبرزها إجبارها على الإنفاق المليوني في سوق العقار لتوفير أرض وإلا إغلاقها وبتر أي مبادرة تعليمية قادمة، رحم الله زمنا اقتنع فيه مؤسسو المدرسة المباركية بالقليل ليحصدوا بعد ذلك الكثير. • ورأيت أيضا فيما يرى النائم "نيولوك" للجمعيات التعاونية ابتدأ بنقل مطاعم الوجبات السريعة إلى مناطق تجارية خارج المناطق السكنية، واستبدالها بمشاريع المأكولات الصحية وإعادة فتح المكتبات العامة بالجمعيات التعاونية بأجهزة وخدمات تقنية، ومصادر بحثية ملائمة للمناهج الدراسية ودروس يومية للتقوية، ورأيت النساء الكويتيات من المتقاعدات عضوات بالمجالس الإدارية ومديرات للأسواق المركزية، وما إن صحوت حتى رأيت الجمعيات التعاونية مرتعا للعمالة غير المدربة ومنطقة خصبة لصراع أعضاء مجالس الإدارة، ولا تعرف من المشاريع إلا المأكولات الدسمة التي تحمل اسم التاجر الدسم الذي لا يرفض له طلب.• ورأيت فيما يرى النائم أيضا ترويجا للمشاريع الكويتية الشبابية الناجحة ذات الجدوى الاقتصادية الإيجابية من قبل سفرائنا وأعضاء الملاحق التجارية والاقتصادية لفتح فروع في دول متعددة كالصين وتركيا وغيرها، ورأيت أيضا حرص وزارتي الخارجية والتجارة معا على فتح القنوات التجارية بالاتجاه المعاكس، أي فتحها أمام التاجر المحلي "الشاب" ليفتح فروعا بالخارج، وحرص السفراء أثناء الاحتفال بالأعياد الوطنية على الترويج للشركات الكويتية ومنتجاتها، وما إن صحوت حتى وجدت الوفود الاقتصادية الأجنبية تغزو الأسواق الخليجية بعمالتها ومنتجاتها وشروطها والسفير يصارع أمواج البيروقراطية.فأدركت بعد ذلك كله أن الحال لن تنصلح إلا في عالم الأحلام!!!