اشتعلت المواجهات مع "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية، مع حشد تركيا المزيد من الدبابات والقوات، بانتظار موافقة البرلمان على الانضمام إلى الائتلاف الدولي الذي ألحق قصفه المستمر أضراراً جسيمة بالتنظيم المعروف باسم "داعش"، في حين شنت القوات الكردية هجوماً مضاداً استهدف مقاتليه على 3 جبهات.

Ad

نفذ الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أمس، ضربات في سورية بالقرب من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتقدم باتجاه البلدة المتاخمة لحدود تركيا التي تستعد للانضمام إلى الائتلاف.

وبينما شنت القوات الكردية هجوماً على ثلاث جبهات في شمال العراق ضد التنظيم المعروف باسم "داعش"، بات مقاتلوه المتطرفون على بعد خمسة كلم فقط من بلدة كوباني الكردية السورية التي يسعون إلى السيطرة عليها لتأمين تواصل جغرافي مع الحدود التركية.

وقام التنظيم المتطرف بقصف كوباني بأكثر من 20 قذيفة صاروخية، ما أسفر عن مقتل 3 اشخاص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أمس أنه وفي محاولة لوقف تقدمهم "قصفت طائرات تابعة للتحالف العربي- الدولي قريتين يتمركز بهما مقاتلو تنظيم داعش، إحداهما بالريف الشرقي والأخرى بالريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني)".

وبدأ التنظيم المتطرف بشن هجوم مباغت منذ أسبوعين على مناطق قريبة من عين العرب سيطر خلاله على نحو 67 قرية، ما دفع قرابة 160 ألفاً من المدنيين الأكراد إلى الفرار إلى تركيا، ومع تجدد المعارك أمس الأول عبر 15 ألفاً الحدود.

وفي حين أعلنت المعارضة في الداخل، أمس، مقتل أبرز قياديي "داعش" صالح الشعيبي الملقب بـ"أبوحمزة" في قصف جوي نفذه طيران التحالف الدولي في كوباني، أكد المرصد ارتفاع عدد القتلى إلى 13 من جراء غارة استهدفت مبنى للتنظيم في حلب.

حشد تركي

وعززت أنقرة، أمس، قواتها على معبر مرشد بينار الحدودي، بعد سقوط ثلاث قذائف أطلقت من الجانب السوري في الجانب التركي، ونشرت أكثر من 35 دبابة وعشرات الآليات المدرعة في المركز وفق صحيفة "صباح"، التي أكدت، أمس، أن هناك 10 آلاف جندي في حالة استعداد لإتمام مهمة حماية الحدود، إضافة إلى 5000 جندي احتياطيين آخرين.

وبموجب تفويض قدمته أمس ويناقش غداً، تنتظر حكومة أحمد داود أوغلو الحصول على ضوء أخضر من البرلمان التركي يتيح التدخل العسكري في كل من العراق وسورية.

وبينما أشارت صحيفة "حريت" إلى أن رئيس أركان الجيش نجدت أوزيل ينتظر الآن قرارات البرلمان لاتخاذ خطوات أخرى أهمها المنطقة العازلة، التي دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تأسيسها، أكدت "صباح" أنه من المقرر أن تمتد تلك المنطقة من 20 إلى 30 كيلومترا داخل سورية، وتشمل مدينة كوباني.

هجوم ثلاثي

وفي شمال العراق، بدأت القوات الكردية هجومها، فجر أمس، في شمال مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة الجهاديين، وجنوب مدينة كركوك النفطية بالإضافة إلى بلدة ربيعة على الحدود السورية.

وقال مصدر رفيع إن قوات البيشمركة اقتحمت بلدة الربيعة على الحدود بين العراق وسورية، بعد سيطرتها على بلدتي السعودية والمحمودية.

وأكد المصدر أن الطائرات الحربية تواصل تحليقها فوق ربيعة وسنجار، وتقصف مواقع "داعش"، مشيرا الى أن تحرير ربيعة سيسهل من عملية استعادة السيطرة على سنجار، مشيراً إلى مقتل نحو 100 من "داعش" كحصيلة للعمليات العسكرية والقصف الجوي في المنطقة خلال اليومين الماضيين.

ضربة ودعوة

داخلياً، رفض رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، في تصريحات لصحيفة "الحياة" أمس القول بأن ضرب "داعش" سيصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن هذا التنظيم إنما يستهدف المعارضة لا قوات النظام.

بدوره، دعا رئيس أركان الجيش الحر عبدالإله البشير، في بيان أوردته قناة العربية أمس، الطائفة العلوية من قيادات وعناصر إلى الانشقاق عن جيش النظام، وترك ما وصفه بـ"المَركب الهالك".

ودعا البشير أيضا أبناء الطائفة إلى الالتحاق بالصفوف الأولى وتولي أماكنهم القيادية والريادية في صفوف الجيش الحر، على حد قوله.

وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة إن كتائب المعارضة سيطرت على نقاط جديدة في محيط بلدة عسال الورد بالقلمون، في حين وقعت اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام وميليشيات حزب الله في جرود القلمون الغربي.

(دمشق، أربيل، أنقرة-

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)