قوات حفتر مستعدة لتحرير بنغازي من "الارهابيين"

نشر في 15-10-2014 | 11:38
آخر تحديث 15-10-2014 | 11:38
No Image Caption
أعلن اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر الثلاثاء أن القوات الموالية له صارت جاهزة لتحرير مدينة بنغازي (شرق) من "الإرهابيين"، في إشارة إلى المقاتلين الإسلاميين وفي مقدمهم أعضاء جماعة "أنصار الشريعة".

في موازاة ذلك، أفادت مصادر متطابقة وكالة فرانس برس مقتل 22 شخصاً في الساعات الـ 48 الأخيرة جراء تصاعد أعمال العنف في المدينة.

وقال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية له "اليوم أنقل إليكم عن رجال عملية الكرامة أنهم صاروا جاهزين لتحقيق هدفهم المرحلي الأهم وهو تحرير مدينة بنغازي".

وأضاف أن "تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هي المرحلة الاستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته".

وأكد حفتر أن "الساعات والأيام القادمة ستكون صعبة على الليبيين لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان".

ولفت حفتر إلى أنه "فور انتهاء المعركة سيعيد الجيش بشكل عاجل كافة أوجه الحياة إلى المدينة من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانىء ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل"، قائلاً "علينا أن نواجه بجسارة عدونا اليوم وأن نبني وطننا حراً مستقراً"

وأوضح أنه "سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي، وأن جنود وضباط عملية الكرامة سيعودون لمعسكراتهم تحت قيادة رئاسة الأركان العامة التي تم تشكيلها مؤخراً".

وتشهد مدينه بنغازي منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 انفلاتاً أمنياً واسع النطاق وعنفاً مستمراً يتجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال تطاول عناصر الجيش والشرطة واعلاميين وسياسيين ورجال دين وناشطين.

ويقود اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر منذ 16 مايو الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول إلى "اجتثاث الإرهاب" من بلاده، في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الإسلاميين وخصوصاً أعضاء جماعة "أنصار الشريعة" الذين شكلوا عقب الحملة مجلس "شورى ثوار بنغازي".

ووجهت قوات "عملية الكرامة" دعوة لسكان المدينة للمشاركة في مطاردة الإسلاميين في بنغازي ومساندة الجيش الذي ينوي الانتشار الأربعاء في المدينة بحسب المتحدث باسم العملية محمد الحجازي.

وقال الحجازي في بيان إن "أكبر دعم يقدمه الشباب الذين يرغبون في مؤازرة الجيش هو تأمين مناطقهم بحيث لا يسمحون للإسلاميين بالرماية على آليات وأفراد الجيش عند دخولها المدينة، ولا يسمحون لهم بالاختباء داخل الأحياء في حال تمت مطاردتهم".

وطالب أهالي المدينة "بالابتعاد قدر الإمكان عن الطرق الرئيسية لتسهيل مرور آليات الجيش وسيارات الإسعاف"، محذراً "من القيام بأي أعمال تخريب أو حرق أو عبث".

لكن عدداً من الإسلاميين حذروا عبر موقع فيسبوك من سموهم بـ "الصحوات" أي مؤيدي الجيش والشرطة، من أي أعمال مساندة للجيش، مؤكدين أن أي عمل من هذا القبيل سيتم "الرد عليه وبقوة السلاح".

وعلى الإثر، شهدت أحياء عدة في المدينة تعرف بمساندتها للجيش والشرطة تظاهرات مسلحة لأشخاص ملثمين، فيما شهدت مناطق نفوذ الإسلاميين بناء تحصينات ورفع سواتر ترابية.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن المدينة شهدت في اليومين الأخيرين ازدحاماً غير مسبوق في المحال التجارية ومحطات الوقود وإقبالاً كثيفاً على شراء المواد الغذائية والسلع التموينية تحسباً لأي طارىء.

ودعت الحكومة الليبية المؤقتة القائمين على حراك "15 أكتوبر" الموجه ضد الإرهاب في مدينة بنغازي إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية، وأن يكون الحراك سلمياً لا يمس الممتلكات والأموال الخاصة والعامة بأي ضرر.

ونبهت الحكومة في بيان لها على ضرورة "ألا يتم التعدي على من سلم نفسه طواعية ودون مقاومة للسلطات".

وأهابت "بكل المؤسسات الإنسانية والهلال الأحمر ومنظمات الإغاثة بضرورة التواجد في المدينة وتكثيف جهودها والقيام بواجباتها في حالة حدوث إصابات".

وقالت الحكومة في بيانها إنها "تنظر بتقدير واحترام لكل فكر أو عمل فردي أو جماعي يعبر عن نبذه للإرهاب والتطرف ويتصدى له شريطة أن يكون في إطار شرعية الدولة وفي حدود القانون"، مؤكدة أن "رفض الشعب الليبي المستمر لهذا الفكر المتطرف ومقاومته المتصاعدة له أكبر دليل على رسوخ القيم الوسطية للإسلام وإن الشعب الليبي يرفض كل أشكال التطرف والإرهاب".

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء سمعت عدة انفجارات مدوية هزت أحياء متفرقة من المدينة، فيما سمع بحسب مراسل فرانس برس أزيز الرصاص بشكل متقطع وسط المدينة وفي أحياء متفرقة منها.

والثلاثاء، طالب مجلس المرافق الصحية ببنغازي وفرع وزارة الصحة في المنطقة الشرقية برفع درجة الاستعداد في كل المستشفيات والمرافق الصحية.

ميدانياً، قتل الإثنين والثلاثاء 22 شخصاً في بنغازي في اشتباكات للجيش مع جماعات إسلامية مسلحة وأعمال عنف أخرى بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية وكالة فرانس برس.

وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي أن "سبعة جنود من الجيش قتلوا الثلاثاء في اشتباكات مسلحة وانفجار سيارة مفخخة وضعت أسفل جسر منطقة بنينا جنوب شرق مدينة بنغازي"، حيث يخوض الجيش معارك عنيفة يوميا مع جماعات إسلامية منضوية تحت "مجلس شورى ثوار بنغازي".

وأسفرت الاشتباكات أيضاً عن إصابة أربعة جنود آخرين.

والثلاثاء، قتل مدني ووالدته في عملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون في وسط بنغازي وفق مسؤول أمني.

وعثر مواطنون ليبيون صباح الثلاثاء على أربع جثث لشبان يرجح أنهم عسكريون قتلوا رمياً بالرصاص، فيما عثر مواطنون آخرون على رأس شاب بدون جسمه في ضواحي المدينة.

والإثنين لقي عنصرا أمن حتفهما في عمليتي اغتيال منفصلتين بحسب المصدر نفسه، كما قتل أربعة جنود خلال المعارك، وعثر على جثتي جنديين بعد عملية تمشيط واسعة النطاق للجيش في منطقة بنينا.

والأحد، أعلن مجلس شورى ثوار بنغازي إصابة زعيم جماعة أنصار الشريعة محمد الزهاوي التي تعتبرها ليبيا والولايات المتحدة "جماعة إرهابية" خلال المعارك التي يخوضها المجلس في منطقة بنينا الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لبنغازي والتي باتت خط الدفاع الأول للجيش بعد خسارته لمعسكراته خلال الأشهر الماضية.

وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار ومنطقة بنينا، وتسعى هذه المجموعات الإسلامية منذ مطلع سبتمبر للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجاً للطائرات المدنية وقاعدة جوية.

back to top