دارين حمزة: التعاون الدرامي المشترك وحّد الشعوب العربية

نشر في 09-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 09-02-2015 | 00:02
سُجّل اسمها عالمياً ممثلة سينمائية وذلك بفضل السينمائيين العالميين الذين تعاونت معهم، مع ذلك لم تستقل الممثلة اللبنانية دارين حمزة من الأعمال اللبنانية، السينمائية والتلفزيونية، وهي تطلّ راهناً عبر المسلسل اللبناني الجديد {أبرياء ولكن} (يُعرض على شاشة {أم تي في} اللبنانية)، وتحضر فيلماً سينمائياً من إنتاجها الخاص، بعدما صوّرت فيلماً عربياً بعنوان {بالحلال}، وحققت مشاركتها في الفيلم اللبناني {يلا عقبالكن} نجاحاً جماهيرياً.
عن أعمالها تحدثت إلى {الجريدة}.
ما الذي يميّز فيلم «عقبالكن» حتى تفوّق في صالات السينما اللبنانية؟

منذ قراءتي للنصّ توقّعت ذلك، لأنه ينبثق من الواقع اللبناني، ويعالج موضوعاً أساسياً في مجتمعنا، هو المشكلات التي تعانيها الفتاة العانس، جراء الضغط الاجتماعي والعوامل المحيطة بها، التي تشعرها بأنها في وضع غير صحيح اجتماعياً. أضاء الفيلم على هذه النقاط، بطريقة ساخرة، على لسان فتيات لا يولين أهمية لهذا الموضوع في حياتهنّ.

هل وجدت فيه ما يتماهى مع متطلّباتك الفنية، خصوصاً أنك خبرت السينما الأجنبية والإيرانية والعربية؟

عندما أتعاون مع إنتاج لبناني أعلم سلفاً قدراته، إنما إخراج هذا الفيلم جميل جداً لأن المخرج ايلي خليفة قوّي. من جهة أخرى قدّمنا فيلماً اجتماعياً بسيطاً وليس فيلماً خيالياً أو تشويقياً، لذا لا يحتاج إلى تقنيات معقّدة أو مشاهد خارجية مكثفّة. فضلا عن أنني أحببت أماكن التصوير كونها حقيقية أظهرت صورة بيروت ولبنان، ما شكّل نقطة القوّة في الفيلم والجاذب اليه.

شكّلت شخصيتك «ياسمينا» نقطة انطلاق الفيلم ونهايته، رغم أن البطولة مشتركة بين أربع صبايا، كيف تفسرين ذلك؟

تخبرنا «ياسمينا» عن حياتها كعزباء، وحياة صديقاتها ومشكلاتهنّ، لذا تتمحور حولها الأحداث.

هل من وجه شبه بينكما؟

تشبهني بطريقة تفكيرها، لأنني أؤمن بضرورة الزواج عن حب، وليس رغبة في الإنجاب أو إرضاء للأهل. هي مستقلّة وطموحة وحقيقية تجاه مشاعرها وذاتها، وتمثّل غالبية الصبايا اللبنانيات اللواتي يبحثن عن الحب الذي يؤدي إلى الزواج، لا عن العلاقات العابرة.

نشهد سنوياً كمّاً من الأفلام السينمائية اللبنانية، ما رأيك فيها؟

فرحة جداً بهذه الحركة الصحيّة للسينما اللبنانية. صحيح أن ثمة تفاوتاً في مستوى الأعمال، إنما من الضروري توافر تجارب ومحاولات بهدف إنتاج أعمال سينمائية، ليعتاد الجمهور حضور الفيلم اللبناني.

هل لمست تطوّراً على صعد الإنتاج والكتابة والإخراج؟

طبعاً، فكلما قدّمنا عملا جدياً تطوّرنا، فضلا عن أن السينمائيين الحقيقيين المتخصصين في هذا المجال، هم الذين ينجحون ويقدّمون أعمالا جميلة.

كيف تنسقين بين أعمالك العربية واللبنانية خصوصاً عندما يتزامن التصوير بينها؟

أمر متعب يحتاج إلى تنظيم للوقت، إنما أحب مهنتني وهي شغفي الأكبر لذا أتفرّغ كلياً لها، فلو لم أكن ممثلة، لا أدري أي مهنة قد اختار. لذا أنا سعيدة رغم التعب، وأفضّل هذه المهنة على أي وظيفة أخرى.

أديت أدواراً مركبّة وأخرى بسيطة، تنوّعت بين الكوميديا والتراجيديا، فهل هذا نتاج طبيعي لممثلة متخصصة في التمثيل والإخراج لا دخيلة على المهنة؟

طبعاً. صحيح أن الموهبة هي الأساس إنما تحتاج إلى احتراف وتخصص، لذا يتميّز الممثل المتخصص بالإلمام بتفاصيل التمثيل وكيفية تكوين الشخصيات والتقنيات خلافاً للآخرين.

هل تتطلّب هذه المهنة تضحية في مكان ما؟

بلغت مرحلة من الاحتراف والخبرة أصبح فيها تكوين الشخصيات أمراً سهلاً، فتحوّلت مهنتي إلى متعة إضافة إلى شغفي بها.

ما الذي توّفره لك السينما ولا تجدينه في التلفزيون؟

باب السينما أوسع، إذ يحتاج حرفية أكبر ويحقق  الممثل من خلاله طموحات كثيرة. تفضح الشاشة  الكبيرة التصنّع في الأداء، ما يتطلّب دقّة أكثر وجدية أكبر، لأن المشاهد في الصالة  المقفلة يصبّ اهتمامه ونظره على الفيلم. أمّا المشاهد في منزله، فيتلّهى بأمور عدّة بينما يتابع التلفزيون. كذلك يمكن، من خلال السينما، تقديم مواضيع أكثر جرأة وضخامة.

أخبرينا عن  فيلم «بالحلال» (كتابة أسد فولادكار وإخراجه، إنتاج مشترك بين صادق الصباح،Ginger Production  وLaser Film Germany)؟

يتمحور حول ثلاث ثنائيات يطرح من خلالها كيفية معالجة المشكلات الزوجية الإسلامية بالحلال، يتضمن الفيلم مواقف طريفة، وأجسّد فيه شخصية لبنى.

ما دورك في مسلسل «أبرياء ولكن» (كتابة عبد المجيد حيدر، إخراج سمير حبشي، إنتاج مروى غروب؟

أجسّد شخصية قاسية بسبب ظروف معينة في طفولتها، إنما هي في الوقت نفسه حنونة. أفراد عائلتها غريبو الطباع نظراً إلى ظروف ألمّت بهم وجعلتهم «أبرياء ولكن». إنه عمل مستوحى من «موعد مع الموت» لأغاتا كريستي، يحوي مشاهد عنف وتشويق لذا سيختلف عما اعتاد الجمهور اللبناني مشاهدته. فضلا عن أن تصويره بعدسة المخرج سمير حبشي مبتكر جداً.

تتعاونين للمرة الأولى مع «مروى غروب»، كيف تصفين علاقتك بالمنتجين اللبنانيين؟

أقبل التعاون مع أي منتج شرط أن يكون الدور جميلا. بالنسبة إلى هذا المسلسل أصرّ المخرج سمير حبشي على مشاركتي فيه. لطالما انتظرت التعاون معه لأنه قوّي، وأحب المدرسة التي انبثق منها، فوجدت هذا العمل مميزاً وجديداً، فضلا عن أن تعامل المنتج مروان حداد معي كان محترفاً، لذا يمكن القول إننا فتحنا صفحة جديدة من خلال هذا العمل.

هل لمست تحسنّاً على صعيد الدراما التلفزيونية اللبنانية؟

دخول السوريين لبنان بعد الأزمة التي ألمّت بوطنهم، رفع مستوى النوعية والتوزيع، لقدرتهم على التوزيع في الدول العربية، وتأمين تمويل عربي، لذا أدى الاختلاط بيننا إلى إنتشارنا عربياً في إنتاجات ضخمة، من هنا يجب أن يستغل اللبناني هذا الأمر لتحقيق نقلة نوعية.

كيف تقيّمين هذه التركيبة المختلطة لجهة القصة والمواضيع المطروحة؟

طبيعية، بسبب أزمة بعض الدول العربية وتوافد السوريين إلى لبنان سنلحظ، في المستقبل، تزايداً في اختلاط النسيجين اللبناني والسوري. برأيي اتحدت الشعوب العربية بفضل هذا التعاون الدرامي.

تُسند بطولة غالبية هذه الأعمال إلى فنانة بينما حولها كوكبة من نجوم الصف الأول، ما رأيك؟

لا أؤيد ذلك إلا إذا كانت فنانة موهوبة جداً، فيمكن عندها تقبّل الأمر. في مسلسل «اتهام» مثلا كان الديكور جميلا وكذلك النص، إنما لم أقتنع بأداء ميريام فارس المتفاوت، فأحياناً أدّت دورها بإتقان إنما سقطت في مشاهد البكاء. لذا لو أدّت ممثلة حقيقية هذا الدور لكنّا اقتنعنا أكثر بالشخصية. أظنّ بأن الفنانات تموّلن هذه الأعمال لذا لا يمكن أن يرفض المنتج، وما دام النص جميلاً والإنتاج قويّاً، لن يرفض أي ممثل نجم المشاركة فيه. في الأحوال كافة يجب العودة إلى رأي الجمهور لمعرفة مدى اقتناعه بالأداء. أمّا بالنسبة إلى متابعته المسلسل، بغض النظر عن مدى إقتناعه به، فإمّا بسبب الممثلين الآخرين الأقوياء حول الفنانة أو بسبب جمالية القصة والإخراج.

تشاركين كضيفة أحياناً، وفي دور صغير أو ثانوي أحياناً أخرى، ألا تهتميّن بأداء دور البطولة؟

إذا أحببت الدور وكان مميزاً وجديداً وفيه نفحة إنسانية معينة، أشارك فيه، بغض النظر عما إذا كانت هذه المشاركة في دور البطولة أو في دور ثانوي أو كضيفة. فإذا عُرض علي دور البطولة في عمل ما وأحببت دوراً ثانوياً فيه، أرفض البطولة وأختار ما يعجبني بكل بساطة.

ما نشاطاتك المرتقبة؟

أقرأ مسلسلا مصرياً لرمضان المقبل، كي أقرر ما إذا كنت سأشارك فيه. فضلا عن تحضير فيلم سينمائي جديد من إنتاجي الخاص وبطولتي على أن يتولى مخرج فرنسي الإخراج.

السينما أولوية

ما الذي يميّز السينما الإيرانية عن العربية؟

يختلف النصّان. تميل السينما الإيرانية نحو القضايا الإنسانية بسبب الرقابة هناك، كذلك يختلف أسلوب التصوير والإخراج، وهي تقدّم أعمالا تشارك في المهرجانات العالمية.

هل حققت طموحك السينمائي من خلالها؟

طبعاً، فعندما يرى مخرج سينمائي أجنبي مشاركتي في السينما الإيرانية يتحمّس للتعاون معي.

لما تمنحين الأولوية للسينما؟

أفضّل أن أصوّر عملا لا يحتاج إلى تفرّغ طويل، بدلا من أن أخسر عروضاً جميلة بسبب تصويري ستة أشهر لمسلسل ما.

 

وفق أي معيار تقيسين العروض؟

أنظر إلى هوية الكاتب والمخرج، من ثم إلى هوية شركة الإنتاج، بعدها إلى نوعية الدور. لأن تنفيذ العمل الجميل على يد شركة إنتاج سيئة ومخرج ضعيف، سيسقطه حتماً.

هل أثبتِّ نفسك كممثلة سينمائية متمرّسة؟

طبعاً، أدرج اسمي في  international media data baseبفضل السينمائيين العالميين الذين تعاونت معهم، وعُرضت أعمالهم في مهرجانات عالمية. للأسف، أنا معروفة في الخارج أكثر من لبنان، لأنني أسعى إلى التعاون مع سينمائيين عالميين والفوز بجمهور عالمي، من دون أن أستقلّ نهائياً من الأعمال اللبنانية التي لم تصل بعد إلى مرحلة الصناعة السينمائية، مع أنها برهنت قدرتنا على تقديم النوعية.

ألا تفكرين بإخراج فيلمك الخاص؟

ربما في المستقبل، كلما تقدّمنا في العمر زادت خبرتنا، لذا أجد نفسي راهناً أمام الكاميرا أكتسب خبرتي المهنية.

back to top