في حادث غامض لم تكشف تفاصيله بعد، توفي وزير الدولة المغربي، عبدالله باها، أحد أقرب مساعدي رئيس الوزراء عبدالإله بنكيران مساء أمس الأول. وفي وقت أرجعت وزارة الداخلية سبب الوفاة إلى «دهس قطار فائق السرعة للوزير»، فتح الدرك المغربي تحقيقا فوريا للوقوف على ملابسات وأسباب الحادث الذي وقع في مدينة بوزنيقة.

Ad

ووجد الدرك المغربي صعوبة في التحقق من هوية الرجل الذي دهسه القطار، حيث استلزم ذلك الرجوع إلى بطاقة هويته الشخصية والتأكد من رقم اللوحة المعدنية للسيارة. ووفق مصادر، فإن الوزير الراحل كان يتفقد مكان وفاة القيادي اليساري والبرلماني الراحل عبدالله الزايدي، الذي فارق الحياة قبل أسابيع اختناقا بعد غرق سيارته في بوزنيقة بين الرباط والدار البيضاء.

من جهة أخرى، قال نائب الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» سليمان العمراني لوكالة «فرانس برس» إن «قطارا لم يره باها صدمه حين كان يعبر الطريق»، موضحاً أن الحادث وقع بعدما ترجّل وزير الدولة من سيارته. والراحل هو رفيق رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران لـ30 عاما في «حزب العدالة والتنمية» الذي يقود الحكومة، وتجمع الرجلين «صداقة عمر».

وتوجه العديد من الوزراء إلى مكان الحادث، أمس، وأعلن حزب «العدالة والتنمية»، الذي ينتمي إليه باها، أن مراسم التشييع ستجرى غداً.

ومنذ 2004 شغل باها منصب نائب الأمين العام لـ»حزب العدالة والتنمية» قبل أن يشارك في أول حكومة يقودها حزب إسلامي في تاريخ المغرب، وانتخب عضوا في البرلمان عن العاصمة الرباط ما بين 2002 و2011.

وللراحل شخصية هادئة ويحظى باحترام خصومه السياسيين، وكان مرجعا أساسيا يلجأ إليه القياديون في حزبه عند أي خلافات سياسية.

وسياسيا، عرف المغاربة الراحل باها بمواقفه المعتدلة وإيمانه السياسي بأن المشاركة هي الأصل، والممانعة هي الاستثناء، وأن الحزب يمارس تدبير الشأن العام، لأن هدفه هو خدمة المجتمع وإصلاح أحواله.

(الرباط، بوزنيقة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)