أول العمود:

Ad

الاسكتلنديون صوتوا ضد الاستقلال عن بريطانيا بلا صخب.

***

قد لا تكون حادثة الاعتداء على عضو البرلمان الأوكراني الأسبوع الفائت وإيداعه في حاوية قمامة بعد سكب الماء عليه الوحيدة في أرشيف انتقام الناخبين من ممثليهم في البرلمان، فقد ضرب مصلون في مسجد في ليبيا النائب عبدالرؤوف المناعي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين لاتهامه بنشر الفتنة، وهناك العديد من الاعتداءات التي تحدث بين النواب أنفسهم كما حدث في مجلس الأمة عندنا، والبرلمان العراقي بضرب العضوة العراقية عالية نصيف زميل لها بالبرلمان بالحذاء لوصفه إياها بلفظ ناب.

إلا أن إيداع نائب في قمامة يبدو فريداً وذا دلالات، فالشعب الأوكراني المكلوم يخوض صراعا يوميا منذ التدخل الروسي في شؤونه، وفي مثل هذه الحالات يبدو أن سلاح التظاهر السلمي أحد الأشياء المنطقية التي يجب ألا تمس، أما الدلالة الثانية فهي ترجمة لمقولة يلوكها الناخبون دوماً وهي : نحن سبب وجودكم على كرسي البرلمان.

الدرس كان قاسياً على النائب الأوكراني إلا أنه يبقى رسالة شعبية ضد استخدام التشريع للتضييق على الحريات.

ليس في الكويت مثل هذا النمط العنيف في تخليص الأمور، فالناخب الكويتي يفضل سلاح التصويت للانتقام، لكن يجب أيضا عدم التقليل من موضوع العنف الذي مارسته مجاميع محتجة، ومن بينهم نواب في اقتحام مبنى مجلس الأمة واستباحة مرافقه كما رأينا ذلك بالصورة، وكذلك العنف الجسدي للمعركة النيابية التي دارت رحاها في قاعة عبدالله السالم، وهي تفاعلات قادت لاحقا إلى عنف الدولة ضد المواطنين في التظاهرات وممارسات أخرى لمواطنين ضد ممتلكات عامة، وساد التوتر في الشارع إلى يومنا هذا.

حاوية القمامة رد فعل على ما يعتقده الناس تدخلاً في خصوصياتهم، وهي إشارة شعبية لكل نائب برلمان ينحرف عن الآمال التي يتوقعها الناخبون منه، وقائمة الانتقام وطرقها تطول كما في قائمة المطاعم التي تقدم أصنافا عالمية، كالضرب بالميكروفون أو الأحذية أو الصفع وأشياء أخرى، وها هي أوكرانيا تضيف صنفاً جديداً للقائمة يجاور فيها النائب أكياس البلاستيك في لمح البصر، فحذار من تقليص الحريات.