... وسقطت رابع عاصمة عربية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
الوضع في المنطقة يشبه الأوضاع والأحداث التي سبقت سلب فلسطين، فمصر مشغولة بنفسها وخرجت من المعادلة، والأنظمة الخليجية بين سندان السلفيين الجهادين الذين يهددون حكمها، ومطرقة أميركا التي قررت إعادة تشكيل المنطقة وعقاب السُّنة على ما فعلوه في 11 سبتمبر 2001. ووسط كل ذلك تتعامل أنظمتنا بـ"براءة الأطفال" مع الذكاء والمهارة الإيرانية التي تفوق قدراتها، والتي يوظفها الإيرانيون في كل مكان وفقاً لقراءة ذكية لطبيعته، فطهران تفهم تفاصيل لبنان الذي أصبح قاعدتها على البحر المتوسط عبر القوة الضاربة لـ"القمصان السود" التي تخضع بيروت وما جاورها، ويفهم الإيرانيون تماماً تركيبة العراق، التي بموجبها أعادوه إلى "ولاية الحيرة" التابعة للإمبراطورية الفارسية، بينما اقتنصوا تعطُّش فئة من "عَلَويِّي" سورية للحكم، فعينوهم وكلاءَ لهم في الشام على نهج الحجاج بن يوسف الثقفي، فضلاً عن فهمهم الدقيق لفسيفساء القبائل والطوائف اليمنية التي أخرجت منها "الحوثيين"، وهي توشك أن تسيطر من خلالهم على اليمن السعيد رغم القراءات السطحية لبعض الخليجيين والعرب بأن الحوثيين سيكونون رأس حربة لمقاتلة "القاعدة" في اليمن، وبعد انتهاء مهمتهم ستعود الأمور إلى ما كانت عليه! *** المحزن أنه رغم كل ما يحدث فإن هناك مَن هو سعيد بأن "الإخوان المسلمين" فازوا في انتخابات جامعة الكويت للسنة (...) على التوالي، فالعدد لم يعد مهماً، بل النتائج الكارثية التي وصلنا إليها اليوم من تحالف العالم لضرب المسلمين خصوصاً العرب السُّنة الذين أصبحت واجهتهم "داعش" مهما حاولنا أن نعزل أنفسنا أو نرفض ذلك، هذا هو حالنا اليوم وخيبتنا الكبرى الناتجة عن تصدر الإسلام السياسي السني لواجهات المجتمعات العربية، فمتى سيفهم العرب السُّنة أن الدين والسياسة هما غاية مطالب أعدائنا والقوميين المتطرفين المتربصين بنا، فالعدو الإسرائيلي يعتبر خطابنا الديني- السياسي أهم أداة لتشويهنا وجمع الأصدقاء له حول العالم، وصاحب المشروع القومي الفارسي يعتبره أثمن سلعة في يده لعقد التحالفات مع الغرب والشرق، والتي ستمكنه من السيطرة على المنطقة أو اقتسامها مع الكبار الآخرين! ومتى سيدرك أنه لن تقوم لنا قائمة ولن نهزم كل المتربصين بنا إلا بالدولة المدنية الحديثة الديمقراطية العادلة. ***العلامة الإسلامي الشيعي المثقف والمنفتح السيد هاني فحص، الذي انتقل إلى رحمة الله منذ أسبوع، علّق على سبب تركه إيران والعودة إلى لبنان، قائلاً: "لم أحتمل النفَس القومي الطاغي هناك". ***يا ترى ما هي آخر أخبار المسلسل "المكسيكي- التركي" المكون من آلاف الحلقات المسمى بمفاوضات "الملف النووي الإيراني" وأبطاله الأوروبيين والأميركان الذين يستعرضون فيه مهاراتهم التمثيلية على العالم منذ سنوات... فمتى سينتهي المسلسل بنهاية سعيدة بزواج الحبيب من حبيبته؟!