في معرض الإلكترونيات الخاص بـ{جمعية الفرنشايز الدولية»، تعهد المدير التنفيذي بو كيون يون بتوفير منازل أفضل من حيث الأمان والصحة وفاعلية الطاقة، وقال إن التحول سيحصل بالسرعة التي ظهرت فيها الهواتف الذكية.

Ad

اليوم، قد تظن أن «سامسونغ» هي الشركة التي صنّعت هاتفك وتلفازك وغسالتك. لكن إذا نجحت الخطة، فستكون هذه الشركة هي التي تبتكر بعض الأدمغة الإلكترونية في منزلك كله مستقبلاً.

في خطاب خلال معرض الإلكترونيات الخاص بـ{جمعية الفرنشايز الدولية»، توقع المدير التنفيذي لشركة «سامسونغ»، بو كيون يون، أنّ الحقبة المقبلة ستكون مخصصة للمنازل الذكية. ستحدد ساعة نهوضك ووقت شرب القهوة، وستنبهك إلى ضرورة أخذ الأدوية وستطفئ الأضواء حين تنام وتقترح عليك الوصفات التي تستعمل المقادير قبل انتهاء صلاحيتها، كذلك ستمنح ابنتك البعيدة مكاناً افتراضياً على مائدة العشاء.

أضاف بو كيون يون: «بالنسبة إلى كثيرين، لا يزال المشروع مجرد رؤية بعيدة. لكنّ التغيير قادم، وهو قادم بسرعة. تذكروا السرعة التي اجتاحت فيها الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية حياتنا خلال بضع سنوات. واثق من أن منزل المستقبل سيصبح جزءاً من حياتنا بالسرعة نفسها».

قد يتحقق هذا التوقع فعلاً. يسهل شراء جهاز حذر يمكن دسه في الجيب أو الحقيبة. لكن من الأصعب إعادة تصميم المطبخ مع شاشة شفافة وعملاقة تعرض وصفات الطعام، أو تحويل جدار إلى شاشة إلكترونية ضخمة تعرض مشاهد خلال الهرولة على آلة المشي داخل المنزل، أو الربط بين جميع الأبواب والنوافذ داخل نظام الأمن، أو شراء براد يتعقب المنتجات الموجودة فيه باستمرار. أما الأمر الأكثر صعوبة فهو تشغيل جميع هذه الأجهزة المنفصلة ضمن نظام موحّد.

يظن يون أن الأجهزة الجديدة كلها ستندمج بسلاسة في حياتنا {كي لا نلاحظ التكنولوجيا الناشطة}. لكنه يأمل طبعاً أن يلحظ المساهمون في شركة {سامسونغ} أهمية المشروع فيما تسعى الشركة إلى الاستثمار في مصدر دخل جديد.

تتوقع الشركات التحليلية أن ينفق الناس 100 مليار دولار على تكنولوجيا المنازل الذكية في عام 2018، وسيتوافر حينها 45 مليون نظام للمنازل الذكية. إنه جزء كبير من المفهوم المعروف باسم {إنترنت الأشياء} التي لا تربط حصراً الحواسيب والهواتف بالإنترنت، بل بعدد هائل من الأبواب والسيارات وإشارات المرور وكاميرات الأمن والمجسات.

يبدو يون مخولاً أكثر من غيره لتجاوز المصاعب. يرأس إحدى أكبر الشركات الإلكترونية في العالم، كما تصنّع {سامسونغ} الأجهزة الكهربائية ولا تحصر نفسها في الإلكترونيات الاستهلاكية. في الشهر الماضي، اشترت {سامسونغ} شركة SmartThings المبتدئة التي توفر منتجات تسمح للناس بالسيطرة على الأجهزة المنزلية الذكية.

صحيح أن {سامسونغ} ستكسب الكثير من نشر الأجهزة الإلكترونية في كل زاوية من منازل الناس، لكنها ستستعمل {التكنولوجيا المفتوحة}، ما يعني أن منتجات الشركات الأخرى ستتماشى معها أيضاً بحسب قول يون.

تستعمل شركة SmartThings تكنولوجيا تسمح لعشرات المنتجات بالتواصل في ما بينها. كذلك ترتبط {سامسونغ} بمجموعتين على الأقل تعملان على تحديد معايير {إنترنت الأشياء}، وهما {اتحاد الاتصال الإلكتروني المفتوح} و{مجموعة ثريد}، علماً أنهما يشملان {غوغل نيست} و{جهاز أمن يال} كأعضاء فيهما.

قال يون إن الناس سيطالبون بثلاثة أمور في منازلهم الذكية: {أرني، اعرفني، أخبرني}. يستفيض في شرح هذه الفكرة قائلاً:

• أولاً، النظام يجعل البيانات المعقدة مفيدة كي تتمكن من القيام بخيارات أفضل. سيريك وقت أخذ الأدوية، أو ينبّهك من تلوث الهواء، أو يمنحك خيارات لتوفير الطاقة.

• ثانياً، يتعلم حاجاتك ويتعرف إلى أسلوب حياتك. يعرف المنزل متى يبدأ يومك وسيضيء لك الأضواء مع بدء النهار ويحضّر وعاء القهوة في الوقت المناسب.

• ثالثاً، يعدّل بكل فاعلية حاجاتك ويوفر لك الاقتراحات من دون أن تطلب ذلك. تخيل منزلاً يخبرك بوجود بقايا المأكولات التي يجب استهلاكها.

توشك هذه التكنولوجيا على الانتشار سريعاً بحسب رأي يون: {ستجتاحنا هذه الموجة بسرعة لا يمكن تخيلها}. إنها رؤية جاذبة ولا يبدو أن {سامسونغ} هي الشركة الوحيدة التي انجذبت إليها. يكمن التحدي الآن بتطوير التكنولوجيا كي تصبح سلسة وسهلة الاستعمال وبإقناع المستهلكين بأنها تستحق كلفتها.