سورية: النظام والمعارضة يتفقان على حوار جديد بموسكو

نشر في 30-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 30-01-2015 | 00:02
No Image Caption
• تركيا تعيد فتح باب الهوى
• «المعارضة» تجدد الجوازات في الدوحة
• تقدم للنظام في دير الزور
فشل الحوار الذي عُقِد في موسكو بين النظام السوري والمعارضة السورية في التوصل إلى بيان مشترك، إلا أنه تم الاتفاق على عقد جلسة حوارية ثانية لم يحدد موعدها، في خطوة اعتبرها البعض إيجابية.

في خطوة قد تشكل تقدماً طفيفا على طريق حل الأزمة السورية، أعلن الوسيط الروسي فيتالي نومكين، الذي استضافت بلاده مؤتمرا جمع ممثلين عن المعارضة والنظام في سورية، أمس، أن الاطراف المجتمعة في موسكو وافقت على عقد جولة ثانية من المحادثات.

وقال رئيس وفد النظام، المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن «الروس نجحوا في كسر الجمود ونجحوا فيما فشل فيه الآخرون»، معتبراً أن وفد النظام «كان منفتحا وايجابيا طوال فترة المحادثات».

وكانت المرحلة الثانية من حوار موسكو، جرت أمس حيث بحث ممثلو المعارضة مع وفد النظام إمكانية تنفيذ البنود العشرة التي تطالب بها المعارضة، والتي تعتبر خطوة تمهيدية لمد جسور الثقة ومواصلة المشاورات لكسر الجمود، ولتوفير الأجواء اللازمة من أجل التوصل إلى مرحلة تسمح بمواصلة «عملية جنيف»، باعتبار أن بيان جنيف-1 يشكل أساساً لحل الأزمة.

وكانت المعارضة قد تقدمت بورقة عمل من عشر نقاط، تضمنت مطالب إنسانية وإغاثية، كان أبرزها إيقاف القتال وإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحاصرة.

وقال الشيخ فيصل محمد العبدالرحمن شيخ قبيلة طي ورئيس مجلس العشائر في سورية: «ركزنا في مفاوضاتنا مع الوفد الحكومي على الأمور الإنسانية وبناء جسور الثقة، فلا حاجة للحوار إن لم تكن هناك ثقة».

وأوضح أن إجراءات تبادل الثقة تشمل إطلاق سراح المعتقلين، مضيفاً أنهم «طالبوا بوضع برنامج عمل لتنفيذ ما يتعهد به الوفد الحكومي، في حال وعد بإطلاق سراح المعتقلين».

من ناحيته، قال جمال سليمان ممثل المعارضة السورية المستقلة في المشاورات السورية- السورية الجارية في موسكو، إن «ما قدمته المعارضة في المشاورات السورية- السورية في موسكو، ليس برنامجا متفقا عليه، لكنه عبارة عن عدد من الأفكار التي نوقشت في الأيام السابقة»، مضيفا أن «المحادثات مع دمشق تجري بصعوبة، وسيتبين اليوم ما إذا كان هناك أي معنى لمواصلة المشاورات أم لا».

أما المعارض السوري ماجد حبو، ممثل هيئة التنسيق الوطني السوري المعارضة في المهجر، فقال إن «موافقة المجتمعين على الحضور والمشاركة في اللقاءات التشاورية في موسكو، تؤكد توافقهم حول حل سياسي مرجعيته جنيف».

غير أن المعارض السوري أشار إلى وجود تباين في وجهات النظر بين الجانبين فيما يخص عملية جنيف، لافتاً إلى أن «النظام قدم رؤيته وفصل بين عملية جنيف، وبيان جنيف، ويعتقد أن التفاهمات التي يتضمنها بيان جنيف-1 صالحة فقط وفق تأويله الخاص وبدون عملية جنيف».

وأضاف: «هو يعتبر أن شرعية جنيف لم تعد كما كانت عليه بعد دخول معطيات جديدة على ملف الأزمة السورية مثل الإرهاب، والتدخل الخارجي، أما نحن فنطمح إلى تطوير عملية جنيف، ونأمل أن يكون هناك جنيف-3، وأن تستمر العملية برعاية دولية، لأن المسافة متباعدة جدا بين الأطراف ولا توجد ثقة».

فتح الحدود

وأعلنت السلطات التركية أمس إعادة فتح معبر حدودي مع سورية لخروج اللاجئين السوريين فقط بعد اغلاقه بسبب حادث اطلاق نيران عشوائي. وقالت السلطات التركية في بيان ان معبر «جليقه غوزو» الحدودي المقابل لمعبر باب الهوى السوري أعيد فتحه. وكانت بوابة المعبر الحدودية الكائن بمدينة هاتاي جنوبي تركيا شهدت الاثنين الماضي اطلاق نار من أشخاص مجهولي الهوية على بعد 500 متر من مكان انزال حمولة مساعدات تركية للاجئين السوريين.

واشارت السلطات التركية إلى انه لم تقع اصابات بشرية نتيجة الحادث الذي جاء من الجانب السوري. ويعتبر معبر باب الهوى الشريان الاهم الذي يصل بين الاراضي التركية الجنوبية والشمال السوري، حيث يسمح بعبور آلاف المسافرين يوميا ونقل المساعدات والبضائع التركية الى الاراضي السورية.

الغوطة ودير الزور

في سياق آخر، اعلن «جيش الاسلام» الذي يقوده زهران علوش مقتل 40 عنصرا من قوات النظام السوري في عملية وصفها بأنها «نوعية» شنها مسلحوه في منطقة الغوطة بريف العاصمة دمشق.

على صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس ان قوات النظام السوري سيطرت على المزارع الشرقية والجنوبية الشرقية لمطار دير الزور العسكري ومناطق في الطريق الدولي جنوبي المطار عقب اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) ترافقت مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات.

تجديد الجوازات

وأعلنت ممثلية المعارضة السورية في قطر أمس بدء عملية تجديد صلاحية جوازات السفر ما سيتيح لنحو 60 ألف سوري البقاء في هذا البلد الخليجي. وسفارة سورية في الدوحة مغلقة بسبب انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين سورية وقطر، لكن ممثلية المعارضة السورية استقرت بمبنى السفارة. وقال نزار الحراكي الذي يتولى هذه المهمة إن هذا الاجراء «يرفع عبئا ثقيلا عن كاهل السوريين الذين لا يمكنهم تجديد صلاحية جوازاتهم»، معتبرا ان الاجراء سيتيح لآلاف السوريين الفرار من الحرب الاهلية الطاحنة في سورية والمستمرة منذ نحو اربع سنوات.

ومُنِح السوريون المقيمون في قطر شهرين بداية من 29 يناير لتقديم ملفاتهم لتمكينهم من تجديد صلاحية جوازات سفرهم، ما يمكنهم من البقاء في قطر. ووصل الكثير من السوريين في السنوات الاخيرة الى قطر هربا من اعمال العنف، وقدمت الدوحة لهم تسهيلات للحصول على تأشيرات. ويقدر عدد السوريين المقيمين في قطر بشكل معتاد بأربعين ألف شخص، وهناك 20 ألفا آخرين لديهم تأشيرات إقامة قصيرة الأمد.

ويمكن تجديد هذه التأشيرات لقاء 200 ريال قطري (55 دولارا)، لكنها لا تسمح بمغادرة البلاد والعودة اليها بخلاف تأشيرات الاقامة العادية. وبحسب مسؤول ممثلية المعارضة فإن التسهيلات الجديدة المقدمة للسوريين في قطر من شأنها «أن تتيح لهم التنقل بحرية والاستجابة لحاجات أسرهم».

(موسكو، دمشق، الدوحة ــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top