كم هو مؤلم أن أرى بناتي وأبنائي يهيمون في أرض الله الواسعة، طلباً لـ«الحنية» والرحمة، اللتين افتقدوهما من ذوي القربى، فيوفر لهم القضاء البريطاني النزيه ملاذاً يحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم... وما أقسى عيشة الغربة، فقد عشت مرارتها.

Ad

الكويت التي كانت ملاذ الأحرار، كما عهدناها حتى تحت الحماية البريطانية، أصبحت طاردة للأحرار من ذريتها.

مَن يعتقد أن البطش والإرهاب، كالتعذيب والقتل والتوقيف والسجن وسحب الجنسية وتكميم الأفواه، يوفر أماناً للأنظمة، فهو مخطئ... ألا يرى بأم عينيه كيف انهارت أنظمة عتية أمام إصرار الناس على العيش بكرامة؟

ألا ترون كيف أن الكويت أصبحت في مقدمة الدول الممولة، مالياً وبشرياً، للتطرف الناقم على فساد الأنظمة المستبدة؟ لا تكونوا كالنعامة التي تدس رأسها في التراب، حتى لا يراها الغير.

كنت أتوقع أن يبادر المسؤولون إلى تحسين البنية الداخلية والوحدة الوطنية ومحاربة الطائفية، بمبادرة مصالحة، تبدأ بالإفراج عن جميع المحتجزين بسبب آرائهم المتعددة، والجلوس على طاولة واحدة معهم، من أجل رسم طريق واضح وعقلاني لحماية الوطن من الزلزال الذي يعصف بالمنطقة، وسوف يدمرها حتماً، إن لم نحقق مصالحة وطنية في العيش بكنف دستور 62، ونترفع عن أهوائنا الشخصية.

ليتني لم أعش حتى لا أرى الكويت، الوطن المعطاء، في هذا الوضع المحزن.

والله حسافة عليك يا الكويت!