برامج المنوعات تتصدَّر الفضائيات
• تحوّل جنسي وطبخ وموضة واكتشاف مواهب
ركزت القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة على برامج المنوعات، ومنها ما هو اجتماعي يناقش قضايا التحول الجنسي أو الشذوذ أو مس الجن للإنسان، ومنها ما يتعلق بالطبخ والتجميل والطب. فما الأسباب التي تدفع القنوات إلى ترجيح كفة هذه البرامج؟
ركزت القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة على برامج المنوعات، ومنها ما هو اجتماعي يناقش قضايا التحول الجنسي أو الشذوذ أو مس الجن للإنسان، ومنها ما يتعلق بالطبخ والتجميل والطب. فما الأسباب التي تدفع القنوات إلى ترجيح كفة هذه البرامج؟
في برنامجها «هي مش فوضى» على قناة «تن» قدمت المذيعة بسمة وهبي حلقات عن شباب تحولوا إلى نساء، في حين دأبت الإعلامية ريهام سعيد على مناقشة موضوعات مس الجن للإنسان في برنامجها «صبايا الخير» على قناة «النهار». أما منى عراقي فقدمت أكثر من حلقة حول الشذوذ الجنسي، في برنامج «المستخبي» على قناة «القاهرة والناس». لا ننسى البرامج الكوميدية مثل «أخطر رجل في العالم» لمعتز الدمرداش و{عرض كبير» للإعلامي أكرم الشرقاوي، وبرامج الطب والطبخ والأزياء والموضة المنتشرة بشكل غير مسبوق.
نماذج حقيقيةتؤكد الإعلامية ريهام سعيد أن النماذج التي تقدمها في برنامجها من الواقع المليء بالغرائب والعجائب، موضحة أن دور الإعلام تسليط الضوء على هذه العينات حتى يلفظها المجتمع وترفضها الأجيال المقبلة بعدما ترى عيوب هذه التصرفات الغريبة.تضيف أن السكوت عن هذه القضايا التي يراها البعض هامشية ولا يجب التركيز عليها أو إظهارها في الإعلام سيزيد هذه النماذج لعدم وجود رقيب يكشف ويصارح المجتمع بخطورتها، مؤكدة أنها تقدم هذه العينات كنوع من العلاج للمجتمع، وتصر على ما تقدمه لاقتناعها برسالتها كإعلامية.بدورها تقول الإعلامية دانا حمدان التي تحولت إلى التمثيل بعد تقديمها أحد برامج الأزياء والموضة والتجميل: «السيدات في العالم العربي يهتممن ببرامج الجمال والأزياء، وحرصت دائماً على الشرح التفصيلي والدقيق لكل ما يخص جمال المرأة العربية وأناقتها، خصوصاً أنني درست هذا المجال وأعرف خباياه جيداً، لذلك نجحت فيه».تضيف أنها تحرص على أن تفيد كل امرأة وتستضيف خبراء تجميل ومتعهدي حفلات ومصورين، ليكون برنامجها وجبة دسمة للمرأة العربية، لذا حقق نسب مشاهدة عالية، وأثبتت التجربة أن هذه النوعية من البرامج تهم الجمهور العربي. فوضى وارتجاليعزو الإعلامي حمدي الكنيسي رئيس نقابة الإعلاميين (تحت التأسيس) كثرة هذه البرامج إلى الأجور العالية التي يتقاضاها مقدموها، ويقول: «ثمة فئة من الجمهور تبحث عن أفكار وقضايا مثيرة في أي وسيلة إعلامية، سواء برامج أو صحف، لكن الجمهور سرعان ما يتشبع من هذه النوعية بل وينتقدها وينظر إلى صناعها باحتقار».يؤكد ضرورة تقديم برامج جادة وهادفة يستفيد منها المشاهد بدل ملء ساعات الإرسال بمادة رخيصة، لجذب البسطاء والمعدمين الذين يبحثون عن وسيلة إلهاء، مطالباً الكيانات الإعلامية بضرورة الابتعاد عن هذه النوعية التي تدر لهم ربحاً وفيراً وسريعاً ويكتسب منها الجمهور عادات سيئة كالنميمة واختراق خصوصية الآخرين.بدوره يرى الخبير الإعلامي صفوت العالم أن هذه النوعية من البرامج بمثابة باب لهروب القنوات الفضائية من السياسة، موضحاً أن المشاهدين والمعلنين يتجهون إلى هذه الفئة من البرامج بدل مواجهة التخلف والجهل والقهر، مشدداً على أن اهتمام الشاشات العربية بقضايا الجن والعفاريت والشذوذ الجنسي والإلحاد والجنس وخلع الحجاب وترخيص الدعارة، يهدف إلى جذب شريحة كبيرة من المشاهدين وأصحاب الإعلانات.يضيف: {يركز إعلام الفوضى والارتجال والمتسلقين على الممارسات غير الأخلاقية، ويسلط الضوء على أمور استثنائية في المجتمع مثيرة للجدل ومحور حديث الغالبية العظمى التي تنجرف وراء هذه الموجات من الإلهاء، ويتساءل: {هل يجوز أن تكون هذه القضايا الهامشية محور حياتنا وأحاديث الناس، كما يحدث اليوم؟}.من جهته يقسم الناقد محمود قاسم برامج المنوعات إلى أقسام، وتحقق في غالبيتها نسبة مشاهدة عالية، بعدما مل المشاهد السياسة، ضارباً المثل ببرامج المواهب التي تهدف إلى تلميع صورة أعضاء لجان التحكيم الذين يتباهون بملابسهم ومصوغاتهم الذهبية وليس تقديم مواهب فنية جديدة.يضيف أن أكثر المستفيدين من برامج اكتشاف المواهب هم مقدموها، بالإضافة إلى مالكي هذه القنوات، وأن الجمهور يستمتع عندما يساهم في ترجيح كفة متسابق ما بمجرد اتصاله تلفونياً أو إرسال رسائل نصية.