وقع اختيار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على وزير النفط السابق خالد بحاح لتشكيل حكومة جديدة وسط توافق سياسي، في حين شددت جماعة "أنصار الله" من تضييقها على وسائل الإعلام، بينما برز تحالف بين قبائل وتنظيم "القاعدة" لمواجهة تمدد الجماعة في محافظة البيضاء.
قبل ساعات من عقد مجلس الأمن جلسة خاصة باليمن، وبعد نحو أسبوع من اعتذار أحمد عوض بن مبارك عن عدم تولي منصب رئيس الوزراء في اليمن، كلف الرئيس عبدربه منصور هادي أمس وزير النفط السابق خالد محفوظ بحاح تشكيلَ حكومة بموجب اتفاق «السلم والشراكة» الذي تم التوقيع عليه مع الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي بعد مشاورات أجراها هادي مع سائر الأطراف، في حين أعلنت جماعة الحوثي، التي رفضت تكليف بن مبارك في السابق، تأييد رئيس الوزراء الجديد.في غضون ذلك، فرضت ميليشيات الحوثي المسلحة قيودا ورقابة شديدة على المحتوى البرامجي لقناة «اليمن الفضائية»، بالتزامن مع قيام الجماعة بالضغط لتعيين أشخاص محسوبين عليها في إدارة القناة تمهيداً للسيطرة عليها بشكل تام.وأفادت تقارير بأن جماعة «أنصار الله» الحوثية أصبحت تتحكم في خريطة البرامج للقناة الفضائية الرسمية، وأن سيطرة وزارة الإعلام والأجهزة الحكومية عليها مجرد سيطرة شكلية.وذكرت التقارير أن صحافيين حوثيين يعملون في التلفزيون يشرفون بالكامل على القناة، ولا يتم بث أي برنامج أو نشرة إلا بعد موافقتهم عليها، وأوقفوا كل البرامج السياسية التي يصفونها بالتحريضية والاكتفاء ببث نشرات الأخبار وفواصل غنائية.وأضافت أن «العشرات من أتباع جماعة الحوثي منعوا عدداً من قيادات القناة من الدخول إلى مقر عملهم بحجة أنهم فاسدون»، مشيرة إلى أنهم علقوا لافتة بهذه الأسماء.تظاهرات مناوئة للحوثيينفي المقابل، دعا عدد من الناشطين الحقوقيين وشباب الثورة إلى التظاهر والاحتجاج يوم غدٍ بالعاصمة صنعاء، رفضاً لوجود الميليشيات الحوثية المسلحة، وتنديداً بانتهاكاتها المستمرة. وأكدت مصادر خاصة أنه من المقرر أن تعلن اللجنة التنظيمية للتظاهرة عن إقامة اعتصام ثوري، بالإضافة إلى الإعلان عن مرحلة جديدة من مراحل التصعيد. يُذكَر أن هذه التظاهرة تعتبر الثالثة التي يتم تنظيمها في صنعاء، منذ استيلاء الميليشيات الحوثية عليها في 21 سبتمبر الماضي.قوات الأمن والوزيرإلى ذلك، كشفت صحيفة الخليج الإماراتية عن امتناع قوات الأمن اليمنية التابعة لوزارة الداخلية عن تنفيذ توجيهات وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب بإعادة الانتشار الأمني في صنعاء في أول أيام الدوام الرسمي عقب إجازة عيد الأضحى. ويأتي بعد أيام من صدور تكليف جديد لضابط أمن مقرب من الحوثيين لتولي مهام مدير أمن أمانة العاصمة، في حين لا تزال ميليشيات الحوثي المسلحة تنفذ اقتحامات لعدد من منازل معارضي الجماعة.تحالف «قبلي - قاعدي»في هذه الأثناء، يبدو أن مدينة رداع ومحافظة البيضاء على وشك الولوج إلى مرحلة مظلمة، خصوصاً مع الحشد المستمر لمسلحي جماعة الحوثي المتمردة إلى المنطقة، بعد مزاعم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي خلال خطابه بعد أيام من سقوط صنعاء بأن هناك مؤامرة يشتم ريحتها من جهة البيضاء.قبيلة قيفة وقبائل مذحج عموما اعتبرت تصريحات الحوثي خطرا على جميع أبناء البيضاء، ما دفعها للتنادي والاحتشاد في لقاء موسع عقد الثلاثاء الماضي في منطقة «المناسح» بقيفة رداع، لمناقشة تهديدات الحوثي باقتحام رداع والبيضاء. وتعهد المجتمعون الذين يتقدمهم مشايخ وأعيان قبائل قيفة والرياشية والعرش وصباح وآل غنيم والحداء وآنس وعنس والعساكر والعبدية وغيرها من قبائل مذحج بالتصدي للحوثيين، والوقوف أمام التهديدات الأمنية التي تواجه مناطقهم.واتفق المجتمعون على تشكيل حلف قبلي واسع يضم جميع قبائل اليمن، لمواجهة المد الحوثي المسلح، كما شدد الاجتماع على ضرورة مناصرة قبائل مأرب والجوف الذين يواجهون الزحف الحوثي في المحافظتين.وأُطلقت في الاجتماع مبادرة تتمثل في صلح مدة عام وإصلاح ذات البين، بين جميع قبائل مذحج، وكذا وقف جميع التقطعات القبلية، وحل كل الخلافات، والاصطفاف صفاً واحدا لمواجهة الحوثيين. وكان الشيخ نبيل الذهب القيادي في تنظيم «القاعدة» قد حضر الاجتماع، وأعلن استعداد التنظيم للوقوف إلى جانب القبائل لمواجهة الحوثيين. وقال الذهب إن المصير الذي ينتظر الحوثيين في حال قرروا دخول البيضاء سيكون أسوأ من مصير أعداء الإسلام في العراق وسورية، وأضاف «مستعدون لنقاتل تحت راية العقاب التي هي راية الرسول صلى الله عليه وسلم، دون تحزب ولا جماعات متفرقة، ونقول لأهل السنة في مأرب والجوف، ابشروا برجال لا يخافون الموت».«اللقاء المشترك»من جهة أخرى، عبرت أحزاب «اللقاء المشترك» عن استنكارها وقلقها من الوضع الأمني الذي تعيشه العاصمة من انتشار للمجاميع المسلحة واللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي في شوارعها وأحيائها ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، داعية الحوثيين إلى رفع المظاهر المسلحة من صنعاء.وأشار «المشترك» في بيان رسمي مساء أمس الأول إلى تداعيات التفجير الإرهابي الذي حدث في ميدان التحرير، وما يمكن أن تتسبب فيه المظاهر المسلحة والتفجيرات من حالة رعب وهلع في أوساط المواطنين وعدم شعورهم بالأمن والأمان، وأدانت الأحزاب قيام ميليشيات الحوثي باقتحام بعض المنازل والمقرات الحزبية والمؤسسات في ظل الغياب شبه الكامل لكل الأجهزة المعنية بحفظ الأمن والاستقرار.الفيصلفي سياق آخر، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في جدة «اليمنيين بكل أطيافهم» إلى «تحكيم لغة العقل على سلطة السلاح وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصلحة الفئوية، وعدم خدمة مصالح الجهات الأجنبية في المنطقة».مجلس الأمنوعقد مجلس الأمن أمس جلسة مخصصة لليمن وسط ترقب لصدور قرارات تتضمن عقوبات تحت البند السابع تشمل عددا من قيادات جماعة الحوثي المتمردة، ورموزا في النظام السابق، على رأسهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.(صنعاء، البيضاء - أ ف ب، د ب أ، رويترز)
دوليات
اليمن: تكليف بحاح تشكيلَ حكومة الوحدة بعد التوافق عليه
14-10-2014