خطاب «حال الاتحاد»: أوباما يحتفي بالنجاح الاقتصادي ويتمسّك بالخطوط العريضة لسياسته الخارجية
حذّر الغالبية الجمهورية من مغبة عرقلته... وغاب عن ذكر الأسد و«القاعدة» وأزعج موسكو
احتفى الرئيس الأميركي باراك أوباما، في خطاب حال الاتحاد، بما حققته إدارته من نجاحات اقتصادية، لكنه رفع سلاح التحدي في وجه الأغلبية الجمهورية بالكونغرس، محذراً من عرقلة خططه، سواء كانت اقتصادية أو تتعلق بالسياسة الخارجية.
خصّص الرئيس الأميركي باراك أوباما الجزء الأكبر من خطاب حال الاتحاد السنوي الذي ألقاه مساء أمس الأول أمام مجلسي الكونغرس في مبنى الكابيتول بواشنطن للاحتفاء بـ "النجاح الاقتصادي" الذي حققته إدارته، بينما تمسّك بالخطوط العريضة لسياساته الخارجية خصوصاً ملف إيران، وعدم التورط في حروب جديدة.ويبدو أن المواجهة بين الرئيس والكونغرس ستكون عنوان المرحلة المقبلة، حيث شهر أوباما في خطابه الذي يوضح خططه للعام المقبل، سلاح التحدي المتمثّل بالفيتو أمام الغالبية الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، مهدداً باستخدامه لإحباط أي محاولات جمهورية لعرقلة خططه فيما يخص الاقتصاد أو السياسة الخارجية. الاقتصادوقال أوباما في خطابه، إن سياسته الاقتصادية حققت نجاحاً كبيراً، وأن الركود الاقتصادي انتهى في الولايات المتحدة، حيث انخفضت معدلات البطالة إلى 5.6 في المئة.وشدّد على أن سياسته الاقتصادية المسماة "اقتصاديات الطبقة الوسطى" قادرة على النجاح والاستمرار، موضحاً أن صادرات الولايات المتحدة ارتفعت إلى أفضل مستوياتها، بينما انخفض عجز الموازنة بمقدار الثلثين.ودعا أوباما إلى زيادة الضرائب على الأكثر ثراء لمنح مزيد من الاعفاءات الضريبية لعائلات الطبقة الوسطى وزيادة الحد الأدنى للأجور وتحسين مخصصات الوظائف لتعزيز مداخيل العائلات ودعم الطلاب.ودعا إلى خلق وظائف جديدة بدلاً من زيادة الإنفاق الحكومي، مشيراً الى أن "الولايات المتحدة استطاعت توفير وظائف لمواطنيها منذ عام 2010 أكثر مما حققته أوروبا و اليابان وكل الاقتصادات المتقدمة مجتمعة".ودعا أوباما الجمهوريين إلى العمل معاً وكسر ما سماه "سياسة المواجهة التقليدية القديمة" من أجل الارتقاء بالطبقة الوسطى، الا أنه تعهد برفض أي محاولات للجمهوريين لتعطيل خططه في مجال الرعاية الصحية أو تخفيف القيود على الهجرة.الإرهابوعن الإرهاب، دافع الرئيس الأميركي عن الاستراتيجية التي وضعها لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورية والعراق وتجاهل بشكل ملفت الحديث عن تنظيم "القاعدة".وأكد في هذا السياق، أن واشنطن تمكّنت من وقف تقدم "داعش" في العراق وسورية، داعياً الكونغرس إلى السماح باستخدام القوّة ضد التنظيم.ودافع عن الانسحاب من أفغانستان، وعن قراره عدم إرسال أي قوات إلى الشرق الأوسط، معتبراً أن الولايات المتحدة أقوى حين تجمع بين "القوة العسكرية والدبلوماسية الصلبة".وعن الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم أخيراً، قال:"نقف صفاً واحداً مع كل الذين استهدفهم إرهابيون في جميع أنحاء العالم، من مدرسة في باكستان الى شوارع باريس".وعن معاداة السامية وإهانة الإسلام، قال: "إننا نحترم الكرامة البشرية، لذلك نعارض معاداة السامية المدانة التي عادت إلى الظهور في بعض أنحاء العالم. ونتمسك برفض الأفكار النمطية المهينة حول المسلمين الذين يشاطرون بأكثريتهم الساحقة التزامنا من أجل السلام". سوريةوغابت عن كلمة أوباما أي إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واكتفى بالقول إن دعم المعارضة السورية يهدف إلى توسيع مساهمتها في محاربة "داعش".إيرانوعن إيران، قال أوباما، "تمكنا لأول مرة منذ عقد من وقف تقدم البرنامج النووي والحد من مخزون المواد النووية"، وأضاف: "أمامنا حتى الربيع فرصة للتفاوض على اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي ويضمن أمن أميركا وحلفائها بمن فيهم إسرائيل، وتفادي نزاع جديد في الشرق الأوسط".وتابع: "ليس هناك أي ضمانة بأن المفاوضات ستنجح، لكن عقوبات جديدة ستطيح بالتأكيد بهذه الجهود. هذا لا معنى له، ولذلك سوف استخدم الفيتو ضد أي قانون عقوبات جديد".روسيا وأوكرانياوعن روسيا والأزمة الاوكرانية، قال الرئيس الأميركي: "العام الماضي فيما كنا ننجز العمل الصعب القاضي بفرض عقوبات مع حلفائنا، اقترح البعض أن عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على أوكرانيا يشكل دليلاً ملفتاً على الاستراتيجية والقوة. واليوم، الولايات المتحدة هي التي تقف قوية ومتحدة مع حلفائها، فيما روسيا معزولة واقتصادها متهالك".كوباودافع أوباما عن قراره بتطبيع العلاقات مع كوبا وطلب من الكونغرس رفع الحظر المفروض عليها، قائلاً: "حين لا ينجح ما تقومون به منذ خمسين عاماً، فلا بد من محاولة شيء آخر".(واشنطن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، سي إن إن)لماذا صفق الجمهوريون للرئيس؟"اللقطة الأفضل" في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن حال الاتحاد، كانت التصفيق المطول الذي حازه من أعضاء الحزب الجمهوري، ولكن بالطبع هذا التصفيق لم يكن دليل إعجاب أو تقدير.فقد أثار أوباما موجة عارمة من تصفيق الجمهوريين بعد أن قال جملة "ليس لدي المزيد من الحملات لإدارتها"، وذلك في إشارة إلى أنه لا يحاول اجتذاب الناخبين، لتأتي ردة الفعل المحتفية هذه من الجمهوريين، والتي استدعت من أوباما ردة فعل عفوية بجملة أخرى قال فيها "أعرف... لأنني فزت بكلتيهما" في إشارة الى فوزه بولايتين رئاسيتين، مثيراً بذلك موجة تصفيق أخرى، ولكن هذه المرة من الديمقراطيين.