بلاش تمرض اليوم!

نشر في 28-02-2015
آخر تحديث 28-02-2015 | 00:01
 عبدالرحيم ثابت المازني من الأشياء المؤسفة والمحزنة تعنُّت بعض المديرين مع الموظفين لدرجة تسلب منهم كلمة إنسان... تمرض وليس باختيارك المرض أو يمرض أحد أفراد عائلتك، فتذهب إلى العمل لأخذ "طبية" فتجد رداً غريباً وعجيباً من الموظف بأن إدارة عملك تمنع الطبيات اليوم!

- نعم أعدْ كلامك مرة أخرى!

- أنا معنديش مانع، ولكن اتصل بمديرك ليعطيك تصريحاً.

- تتصل بالمدير، فيرد: معلش، نحن رافضين الطبيات اليوم!

 - طيب والحل؟!

- اتصرف... هات أي طبية ونحن نمشيها.

- طيب طالما هتمشيها لماذا البهدلة؟! أنا مريض

- للأسف معنديش حل.

- الشؤون الإدارية طلبت موافقتك.

- لا أنا مقدرش أقلهم يعطوك طبية...

- طيب أنا هتصرف... وتذهب إلى أحد المستوصفات فلا تجد موظفين، أما الأطباء فيعملون بدون نفس، لأن زوارهم من الوافدين... أبحث عن طابع، وأبحث عن موظف في الاستقبال، وأبحث عن معاملة جيدة، المريض يمرض من المعاملة فوق معاناته من مرضه... رحلة سيئة لمريض في حاجة إلى الراحة، وبدلاً من العلاج والراحة يبحث عن "خروج" للخروج من مأزق الخصم المادي والتحقيق بسبب الغياب.

أدخل على الطبيب فيسأل: فين الطابع؟

- مفيش... اكتب لي راحة.

- أين ورقة "الطبية" من العمل؟

- لا يوجد...

- يبقي مينفعش أكشف!

- طيب اثبت حالة انا بتظلملك بأنني أستحق العلاج والراحة وجهة العمل ترفض... وبعد إلحاح يقبل الطبيب.

أيها السادة الموظف ليس عبداً، ولا أحد يمن عليه بتلك الطبية، هذا حق كفله له القانون، كما ضمن لكم عمل الموظف وحق الخصم إن أخطأ، والمشكلة الكبري أن هذا التعنت في الغالب لا يكون من صاحب العمل بل من وافد مثله... ومعاملة الطبيب السيئة لوافد مثله... معاملة أهل الكويت للوافدين أفضل بكثير جداً من معاملة الوافد لوافد مثله... ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء... كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.

 هذه المعاناة حدثت بالفعل مع أحد الأصدقاء بإحدى الشركات الخاصة، وأظن أنها تحدث كثيراً مع آخرين، هذه المرة لن أذكر اسم الصديق ولا جهة عمله، ولدي ما يثبت صحة كلامي... ولكن إذا تكرر الأمر أظنني سأفعلها.

back to top