رفع هجوم القدس مساء أمس الأول من نبرة التهديدات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية وأركانها في الضفة الغربية، عقب مقتل طفلة إسرائيلية، وإصابة آخرين في عملية دهس قام بها فلسطيني من المدينة المقدسة.

Ad

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بـ»أقسى رد» ممكن على أي هجوم مستقبلي في القدس. وقال في بيان: «القدس موحدة، وكانت، وستبقى دوما العاصمة الابدية لإسرائيل. اي محاولة لإلحاق الأذى بسكانها ستقابل بأقسى رد»، وأضاف «سنعيد الهدوء والامان الى القدس».

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد هجوم بسيارة قام به شاب فلسطيني قُتِلت فيه رضيعة إسرائيلية. وقضى منفذ الهجوم عبدالرحمن الشلودي (21 عاما) وهو من سكان حي سلوان متأثرا بجروحه بعد ان أطلق عليه شرطي اسرائيلي النار وأوقفه حين كان يحاول الفرار راجلا.

ولم يحدد موعد دفن الشاب الذي مازالت السلطات الاسرائيلية تحتجز جثمانه، بحسب ما أعلن مركز معلومات وادي حلوة في حي سلوان في القدس الشرقية.

ومنفذ الهجوم هو أسير محرر أفرج عنه قبل نحو عام بعد أن أمضى 16 شهرا داخل السجون الاسرائيلية، وهو ابن شقيقة محي الدين الشريف القائد في «كتائب عزالدين القسام» الذي اغتيل عام 1998.

وغير الرضيعة التي توفيت إثر نقلها للمستشفى ودفنت مساء الاربعاء في القدس، أصيب سبعة اشخاص في الهجوم، اثنان منهم جروحهما خطيرة. واعتبر نتنياهو ان «القدس تتعرض لهجمة ارهابية... وهذا الهجوم بدعم من رئيس السلطة الفلسطينية ابومازن (محمود عباس) الذي يشيد بالقتلة ويحتضن حركة حماس الارهابية التي ينتمي اليها الارهابيون».

من ناحيته، قال وزير الدفاع موشيه يعالون، إن عملية الدهس في القدس هي «نتيجة مباشرة لمن يعلم الجيل الشاب في أراضي السلطة الفلسطينية على كراهية اليهود وطردهم من أرضهم»، متهما السلطة والرئيس محمود عباس بالمسؤولية عن العملية. وقال يعالون: «في السلطة الفلسطينية لا ولم تكن ثقافة من أجل التسوية بل ثقافة التحريض والجهاد ضد اليهود».

وشدد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينت، على أن الرد على عملية الدهس في القدس المحتلة، سيكون عبر الاستمرار في البناء الاستيطاني في القدس. وقال الوزير المتطرف: «وقعت حوالي 200 عملية ما بين إلقاء عبوات ناسفة وزجاجات حارقة بقيت دون رد، فالفلسطينيون يسعون إلى أن نيأس ونهرب من هنا، ولكن أقول لهم إننا سنبقى هنا، ولن نخشى من البناء الاستيطاني في القدس.

واقتحمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين صباح أمس، باحات المسجد الأقصى في القدس. وذكرت مصادر فلسطينية، أن أفرادا من منظمة «طلاب لأجل الهيكل الشبابية»، اقتحموا المسجد واحتفلوا بيوم زفاف أحد أفراد المنظمة.

وتجددت المواجهات العنيفة صباح أمس في قرى وأحياء مدينة القدس، وتركزت المواجهات في قرية سلوان وقرية العيسوية ومخيم شعفاط وحي الطور. وقتل مستوطن قبل نحو شهرين وأصيب خمسة آخرون بعد أن أقدم شاب مقدسي على دهسهم بجرافته في القدس المحتلة قبل أن تطلق الشرطة عليه النار وتتسبب في مقتله.

على صعيد آخر، ذكر التلفزيون الإسرائيلي، أن حركة حماس نفذت اختبارا وتدريبا على إطلاق صواريخ من قطاع غزة إلى عمق البحر، مشيرة إلى أن مصادر عسكرية تتابع عن كثب تلك التدريبات.